28 أبريل 2024

الشيخة جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

محررة في مجلة كل الأسرة

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

9 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي اعتلين منصّة التتويج بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية لعام 2024 في دورتها السادسة، حيث كرمت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الفائزات، مؤكدة «الإيمان بالدور الجوهري للمرأة في إنعاش الثقافة، وتعزيز مكانة اللغة العربية في محيط أسرتها ومجتمعها».

الشيخة جواهر القاسمي تلقي كلمتها
الشيخة جواهر القاسمي تلقي كلمتها

دعت الشيخة جواهر العنصر النسائي بالقول: «فليكن دوركن المجتمعي تعزيز الثقافة الأصيلة التي توارثناها عن الأجداد، وغرس حب لغتنا العربية التي هي هويتنا الأصيلة، في نفوس الأجيال القادمة. فنرى فتيات وسيّدات أسَرَهُنّ بريق المظاهر الذي قادَهُنّ إلى الاستهلاك المادي المفرط، سعياً للحصول على إعجاب زائف من غرباء على منصات التواصل الاجتماعي. فلا بد لنا اليوم من استمرارية المُلتقيات الثقافية التي توقظ بناتنا من هوس المظاهر والمادّيات، ليشغلهنّ ما هو نافع ومفيد لهنّ، ولمجتمعهنّ، وأوطانهن».

الشيخة جواهر القاسمي خلال تكريم الفائزات
الشيخة جواهر القاسمي خلال تكريم الفائزات

حفل التكريم نظمه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في مركز الجواهر للمناسبات، تخلله تسليم سموّها دروع التكريم للفائزات، أعقبته ندوة «الأدب في العالم الرقمي بين التحديات والتطلعات»، أدارتها الأديبة نجيبة الرفاعي التي فازت بجائزة لجنة التحكيم عن نص «الهائمون»، مع حوراء علي الهميلي من المملكة العربية السعودية، عن نص «تحدو فتربك ريح نجد».

المُلتقيات الثقافية توقظ بناتنا من هوس المظاهر والماديات وتشغلهنّ بما هو نافع ومفيد لهنّ ولمجتمعهنّ وأوطانهن

وإذ تُعّد الجائزة الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها تعنى بإبداعات المرأة الأديبة في مجال السرد الروائي، والشعر، والمسرح، وأدب الطفل، توجهت «كل الأسرة» لبعض الفائزات بأسئلة حول أثر هذا التكريم، ومدى مواكبة العالم الرقمي في مجال الأدب، والمواظبة على الكتابة باليد من عدمها، وإمكان أن يسرق الذكاء الاصطناعي روح الأدب.

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

فوزية السندي: الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يسرق روح الأدب

الأديبة فوزية السندي من مملكة البحرين، كرمّت بجائزة الشخصية الثقافية تتحدث لـ«كل الأسرة» عن أهمية هذا التكريم إذ «يمثل التكريم رؤية حضارية، وثقافية، وإنسانية مهمة، لدعم ومساندة وتمكين كتابة المرأة المبدعة بالخليج، في كل المجالات الإبداعية، وسيكون له نتائج مبهرة لتشجيع المواهب الشابة للكتابة بجرأة ومواجهة تحديات القيم الاستهلاكية بوعي، وحكمة».

وتُشيد بالدور الريادي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لرعاية المواهب الإبداعية، وتعزيز الهوية والثقافة الجادة وصقل الوعي العميق، الثقافي والحضاري، والامتنان للجهود النبيلة للشاعرة ورئيسة المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صالحة غابش.

وتواكب السندي التطور التقني للاستفادة من التسهيلات التقنية والتواصلية التفاعلية. تقول: «لقد غادرت الكتابة بالقلم منذ زمن بعيد. الأدب الرقمي هو مستقبل الأدب، وعلينا تطوير حضورنا والاستفادة من القدرات التي يوفرها لنا، لقد بدأت بشكل مبكر بتطوير أدواتي التعبيرية والتواصلية، وتأسيس موقع أدبي يشتمل على كل إصداراتي الشعرية، ومقالاتي النقدية والأدبية، والترجمة إلى اللغات (الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية والإيطالية)، واستحدثت روابط للتواصل مع المتابعين لتوفير الكتب الشعرية الورقية».

موقع فوزية السندي الإلكتروني:www.fawzeya-alsendi.com

وموقع آخر يعنى بكتبي الشعرية التي حولتها إلى كتب إلكترونية يسهل الحصول عليها من قبل القراء، وأيضاً كل المحاضرات والجلسات والاستشارات، السمعية والمرئية، التي أقدمها بصفتي مؤسسة ومديرة مركز البحرين للطاقة الإيجابية، ومعلمة للسعادة والإيجابية، يشاركني ابني الروائي «وليد هاشم» في هذه التجربة للاستفادة من التقنيات الرقمية المتطورة، وعرض رواياته ومحاضراته أيضاً.

ولكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسرق روح الأدب؟

تجيب السندي: «الموهبة الإنسانية عندما تتجلى إبداعياً تحمل في ذاتها وميض الروح التواقة للتعبير عن حريتها، ترجمة التجربة الإنسانية وتجسيد مشاعرها ورؤاها، ومن الصعب الحديث عن (سرقة) تتعرض لها من تقنية حديثة تواكب العصر مثل الذكاء الاصطناعي. فمنذ أن بدأ الإنسان الأول ترجمة أحاسيسه وتماسه مع الحياة وهو يحفر بإزميله على جدران الكهوف حتى اليوم، كان يثق بقدرته على إيصال المحبة والحكمة من قلبه إلى قلوب الآخرين من دون خوف، من أوهام هنا، وهناك. الكتابة المبدعة وميض وملاذ الروح، وتصل من القلب إلى القلب».

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

لولوة المنصوري: المرأة الخليجية تجاوزت مراحل النشأة الأولى في رحلة البحث عن الذات

فازت الباحثة والروائية لولوة أحمد المنصوري، من الإمارات العربية المتحدة، عن مسرحية «المهد والماء». تصف التكريم بـ«المهم جداً، لكونه يركز على إبداعات المرأة الخليجية، وهذه خصوصية متجلية بشكل، مركّز وعميق، في هذه الجائزة التي تؤمن بأن المرأة الخليجية تركت وراءها تراكما من عمليات التجريب والانشغال والبحث وفي كل ما يصقل وعيها العميق برسالتها في الحياة، وطرح القضايا والهموم الكبرى المتعلقة بالوجود، الإنساني منشغلة بالبحث والسؤال وباحثة دوماً عن طريق عن الطريق الصحيح لوصولها إلى صوتها الخاص».

وتوضح: «هذه الجائزة تؤمن إيماناً كبيراً بأن المرأة الخليجية مرت بمراحل كثيرة حتى تصل إلى هذا المستوى الذي يمثل كينونتها، المتفردة والشفافة، والموصولة بالطبيعة، والتعبير، والرحمة، والتسامح. فهي متدفقة إبداعياً، ومتجاوزة لمراحل النشأة الأولى في رحلة البحث عن الذات والإدراك وهي لا تزال باحثة عن الحواف وتدخل في عمق الأشياء، وتخلخل الوعي، والزمن، والتاريخ، عبر رؤاها التأويلية».

وحول الكتابة بالقلم في ظل العالم الرقمي، تسلمّ المنصوري بـ«عدم إمكانية التصادم مع العالم الرقمي، وبالأخص بعد وصولنا إلى مرحلة حداثية، وتحولات كبرى ومتغيرات في المجتمع»: «من وحي تجربتي الخاصة، ما زلت أكتب بالقلم، وبعد أن أنتهي من مرحلة الكتابة على الورق، أحول النص إلى كتابة إلكترونية، ولكن تبقى الكتابة بالقلم والورق عالماً جميلاً خاصاً بالكاتب نفسه، وتمثل سحراً خاصاً في الترابط والانسجام ما بين الكاتب، والورق، والقلم، وهناك روح فعلاً عندما نكتب ونشطب ونلمس الورقة، ونكتب، ونزخرف بالقلم، وأحياناً نخطط بعض الأشياء بالقلم، ما يعني أنّه النبض الأول للكلمات، والعبارات، وللفكرة، حيث فكرتي الأولى تأتي بواسطة القلم والورق».

قبل جائحة كورونا، كان للمنصوري رؤية مغايرة يشوبها الكثير من التحفظ والانسحاب من العوالم الافتراضية، أو الرقمية. توضح: «هذه الرؤى اختلفت، وبدأت أتصالح مع هذا الفضاء، وإن كنت ما زلت أعتبره فضاء هلامياً مشوشاً، بحيث أنظر إليه بأنه حمّال وجهين، وجه الإفادة، ووجه التشويش، الإفادة من حيث إن الكتابة الرقمية هي وسيلة معينة من دون أن يشتت نفسه بهذا العالم، ولا يبث الضجيج في عالمه الكتابي الذاتي المبني على التأمل والعزلة، بالدرجة الأولى».

وتعترف المنصوري بأن العالم الرقمي شكّل الحل القرائي وقت الأزمات، ويصل سريعاً، ومباشرة، إلى القراء، بحيث يستطيع الكاتب التعريف بإبداعه عن طريق العالم الرقمي، من دون وسائط ومؤسسات روتينية، وبلا شك فإن العالم الرقمي أبرز أقلاماً إبداعية كانت في الظل، وحلّ مسألة اكتظاظ الكتب في المخازن، وأصبحت بعض المكتبات، أو لنقل بعض المؤسسات، تهتم بإنشاء مكتبة إلكترونية خاصة، وسهّل على الباحثين والأكاديميين الحصول على بعض النسخ من الكتب التي لم تعد متوافرة في المكتبات».

ورغم كل هذه الإيجابيات، يبقى عنصر التشويش قائماً حيث «عنصر الوهم، وعدم الوضوح، وغياب المصداقية عند بعض الكتّاب في العالم الرقمي، وغياب الدقة في إرجاع النصوص والكتابات إلى مصادرها ومراجعها الأصلية، إلى درجة أن الأذى بات مستفحلاً في العالم الرقمي، لأن بعض الأسماء تكون مستترة أساساً تحت أسماء وهمية، مع غياب للحقوق الفكرية، واعتماد بعض الكتاب، وبالأخص المبتدئين، على تأسيس نصوصهم ومدى تحقق مستوى الإبداع فيها على علامات الإعجاب وبالتالي لا يلتفتون إلى أهمية النقد الأكاديمي».

وتتوقف المنصوري عند مسألة حيوية، وهي اعتياد المؤلف على هذا الفضاء الافتراضي، ما يفقده متعة ومهارات التواصل والحوار، المباشر على أرض الواقع، وفي الملتقيات الثقافية، وانطواء الكتّاب في عوالمهم والكتابة عبر هذه الوسائل، يشكل فجوة في الحوار مع هذا الكاتب ومصداقية إبداعه».

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

حوراء الهميلي: الذكاء الاصطناعي يعترف بأن التعامل مع اللغة العربية أصعب من اللغات الأخرى

فازت حوراء علي الهميلي من المملكة العربية السعودية بجائزة لجنة التحكيم عن نص «تحدو فتربك ريح نجد»، تقول لـ«كل الأسرة»: «فوزي لم يكن فوزاً لسيدة واحدة في واحة خضراء شرق الجزيرة العربية، بل هو انتصار لصوت المرأة في كل بقاع العالم، المرأة التي حملت الكون على كتفيها، وأنجبت كل المبدعين من رحمها، والتكريم تحت مظلة شارقة الثقافة هو وسام شرف حظيت به - يا لسعدي - مرتين.

ففي عام 2023، كرَّمني صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يعنى بالأدب وبالوعي الذي أصبح مكوِّناً يوسم به شعبه في دارة الشيخ سلطان القاسمي، بجائزة القوافي، والذي قال لنا حينها: «الدارة هي الدار، والدار هو البيت، وهو بيت المبدعين جميعاً، وجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية هي التكريم الثاني باسم كل نساء الخليج، وتحت مظلة الرفيعة شأناً والجليلة قدراً سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والتي كرمت المرأة الخليجية في هذا اليوم الاستثنائي».

تواكب الهميلي التطور التقني لكون «المبدع لا بد أن يستثمر التكنولوجيا ويجعلها طوع يديه، في حين عليه ألا يفقد جوهره، وأن يحافظ على روحه التي بين جنبيه: «روح الأدب»، كما تقول، لافتة إلى أن وظيفة الأدب، كما أشار لذلك ماكس بيكارد، في كتابه كائن اللغة، وكما أراه، تكمن في إثارة الانفعال الحسي الداخلي، فكلما كان الأدب قادراً على إثارة هذه الحرارة الباطنية، كلما أنضجنا إنسانيًّا ومعرفيّاً ووجوديّاً.

وتشرح:«اللغة شأنها شأن أي قالب نصب فيه هذا الوعي، اللغة جسدٌ، وروحها الأدب. متى ما كان هذا الأدب ذا قيمة، فهو لن يفقد جوهره في أي وسيط، وأي مناخ أُوجد فيه. ولذلك بعض الأعمال الأدبية تفقد صلتها مع الآخر، وتفقد روحها لأنها اتكأت على لغتها فقط، بلا جوهر يضيف لمعناها قيمة حقيقية».

وهل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرق روح الأدب؟

تجيب: «عندما سُئل الشاعر البحريني الكبير، قاسم حداد، عن الذكاء الاصطناعي واستغلاله للفنون، ذكر أنه طلب قصيدة من أحد البرامج فأنتج له قصيدة لكن خالية من الروح. فالشعر والأدب يختلفان عن بقية الفنون، هذا فن قائم على العاطفة وصدق المشاعر وهذه الحقيقة التي لن تفهمها كل برمجيات العالم.

والطريف في الأمر أنّه حين سئل الذكاء الاصطناعي عن التعامل مع اللغة العربية أجاب: إن التعامل معها أصعب من التعامل مع اللغات الأخرى، ويمثل تحدّيات خاصة بسبب التعقيد اللغوي في سياقات النحو، والصرف، والدلالة، لذلك يصعب بناء نماذج خاصة بها اعتماداً على الذكاء الاصطناعي.

وتخلص الهميلي إلى «إن وجود جذور يزيد من تعقيد المعالجة اللغوية وتحليل الجمل العربية، فضلاً من التعددية اللغوية في اللهجات والاختلافات بين البلاد العربية، بل بين المدن في البلد نفسه، ما يجعل تطوير النماذج اللغوية أكثر صعوبة، وتعقيداً. فعلى الرغم من سعة انتشار اللغة العربية، فإن البيانات المتاحة للتدريب والتعلم في مجال الذكاء الاصطناعي محدودة، قياساً باللغات الأخرى، مثل الإنجليزية».

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

شريفة التوبية: الأدب الرقمي ساعد على ظهور كتابات «غير شرعية»

وفي مجال الرواية، فازت شريفة علي التوبية من سلطنة عُمان عن رواية «البيرق سراة الجبل». تشكر القائمين على هذه الجائزة، وتخصّ بالشكر سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، على دعمها ورعايتها لإبداع المرأة الخليجية: «بالنسبة إلي، هذا الفوز يجدد الحافز للكتابة، والدافع للاستمرارية، ويحمّلني مسؤولية أكبر أمام مشروعي الأدبي، ورسالتي في تسليط الضوء على قضايا المجتمع، والتركيز على الفئات المهمشة والزوايا غير المرئية. لقد منحني هذا الفوز فرصة الالتقاء بمبدعات خليجيات عرفتهن من خلال الكلمة، ويظل الأدب وسيلتنا في إيصال الرسالة للقارئ من أجل التنوير والمعرفة».

ومع تسيّد العالم الرقمي كل جوانب حياتنا، تقر التوبية بضرورة مواكبة هذا العالم واللحاق بركبه: «الأدب الرقمي هو أدب المستقبل، رغم أنه في الحقيقة لا يتناسب مع طبيعة الكاتب المحب للهدوء، والعزلة، ويبحث عن مساحته الخاصة، ولكن رغم ذلك لم نستطيع عزل أنفسنا بعيداً، لأننا سنتأخر في فهم الحياة. لقد أصبحت الكتابة في العالم الرقمي أسهل من قبل، ووسائل النشر أصبحت متاحة، ومباحة، كان الكاتب ينتظر بالأيام والأسابيع ليُنشر له نص، أو مقال، أو تُمنح له مساحة في جريدة في حدود ما يسمح به محرر الصفحة، وكان مقصّ الرقيب حاضراً، وجاهزاً، الآن تجاوزنا كل ذلك، وفي ذلك أيضاً بعض المخاطرة لأن البعض يستعجل نشر فكرته، ربما طلباً للشهرة، وربما لغياب الرقيب، والناقد، وغياب القارئ الحقيقي، وهذا أخلّ بالعملية الإبداعية، وأثرّ في جمال اللغة التي تراجعت بكل أسف، لأن البعض أصبح يكتب كما يشاء الجمهور، محاولاً مجاراة السائد، والمرغوب، والمطلوب».

في عصر الأدب الرقمي، ظهرت، بكل أسف، كتابات غير شرعية، كما تؤكد التوبية، لافتة إلى إمكانية أن يحافظ الكاتب على مستوى الإبداع لديه من خلال الحفاظ على خط سيره الجاد، والكتابة الإبداعية التي لا ينحدر بمستواها.

وعن علاقتها بالقلم، تعترف: أكاد أنسى الكتابة بالقلم، كل نصوصي وكل أعمالي الأدبية كتبتها مباشرة على الحاسوب، وأصبحت أجد لذة في العزف على لوحة مفاتيح الحروف في جهاز الكتابة، فكلما أتت فكرة سارعت إلى توثيقها على الحاسوب».

الشيخة جواهر القاسمي تكرم.. الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

جميلة سيد علي: الأدب هو الصورة المعبّرة عن حياتنا، بكل أشكاله سواء شفهياً أو رقمياً

وفي مجال الرواية أيضاً، فازت جميلة سيد علي من الكويت عن روايتها «حرب الزهور». تعرب عن فخرها بهذا الفوز: «أعتبره فوزاً للأدب الكويتي، وحافزاً لي على مضاعفة التميز في أعمالي القادمة.أما تكريم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، للفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية للعام 2024 فهو تجسيد لاهتمام سموها بالثقافة، والأدب، وحرصها على رعاية عقل المرأة، وتفكيرها الإيجابي البنّاء ودعمها للمرأة الخليجية، وتمكينها من توصيل رسالتها التي تساهم في نهضة المجتمع وبناء الأجيال».

وتقول: «لقائي بمبدعات دول الخليج في الفنون الأدبية جاء متوجاً لفرحتي بهذه الفعالية الإنسانية. وجدت في هذه النخبة الأدبية، تألقاً وتميزاً ثقافياً في مجالات الشعر، والرواية، والمسرح، والإعلام، والتنظيم الإداري عايشته خلال تواجدي في الشارقة، وسيظل مزهراً في قلبي، ما حييت، ويعطّر ذكرياتي على الدوام بأريج خالد».

لا تغفل دور الأدب الإنساني في كل أوجه تدوينه. توجز الروائية جميلة سيد علي مواكبتها للعالم الرقمي: «التطور سنّة الحياة، وأحد المبادئ الكونية الذي نعايشه سريعاً خلال سنوات عمرنا القصير مهما طالت. والأدب هو الصورة المعبرة، والترجمة الاحترافية لنبض حياة الإنسان،، و من هذا المنطلق نجد أنه سواء أكان الأدب منقولاً عبر الأجيال شفاهية كما كان منذ قرون مضت على لسان الرواة،، أو مدوناً على الورق، أو مخزناً بأقراص مدمجة، أو بإلكترونيات رقمية، سيظل دوره الإنساني مرادفاً لحضارة الإنسان، حيثما وجد».

كما فازت في مجال الشعر شقراء محمد مدخلي، من المملكة العربية السعودية عن ديوان «صوت ذاهل كالحزن»، ولولوة جاسم الريس من الإمارات عن ديوان «لآلئ منثورة»، وفي مجال التأليف المسرحي فازت آمنة ربيع مبروك من سلطنة عمان عن مسرحية «روري».