7 مايو 2024

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة

تعكس الثنائيات في الأعمال التشكيلية مفهوم الزمن، والتفاعل مع المكان، والحدث، من خلال استخدام تقنيات فنية للضوء، والظل، واللون، وتوظيف التاريخ، والقبض على الذاكرة، واستعادتها عبر تلك الأعمال

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة
عمل لرائد الفن المفاهيمي الفنان حسن شريف

في معرض «الزمن مرسوماً: ثنائيات»، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لصيف 2024 في رواق 4 ضمن المباني الفنية في ساحة المريجة، يطلّ نبض اللوحات ليحاكي الكثير من الرؤى الفنية والفلسفية لفنانين تشكيليين التقطوا التفاصيل، ووظفوها في سياق الرسم، وبوسائط مختلفة، وعددهم 15 فناناً، ينحدرون من خلفيات ثقافية وجغرافية مختلفة، وهم: آمال قناوي، بايا، منير كنعان، كلوديت جونسون، ديفيد كولوان، إدوارد بوتيربروت، فريدة لاشاي، حسن شريف، هيلين خال، إبراهيم الصلحي، إبراهيم مسعودة، كمالا إبراهيم إسحاق، كيماثي دونكور، عمر خيري، وثيستر غيتس.

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة
د. عمر خليف يشرح أبعاد المعرض

المعرض يُعدّ «مشروعاً بحثياً يحاول استكشاف النطاق الواسع للرسم، وإمكاناته، كممارسة فنية ذات جذور تاريخية، منطلقاً من دراسة متعمقة للأشياء الجديدة والتاريخية ضمن مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، وجامعاً بين الأعمال الفنية عبر وسائط، مثل الورق، والخشب، والصوت، والفيديو، والتي يتم تحليلها في سياق ممارسات الرسم المعاصرة، المستوحاة من الأساليب والتقاليد الفنية التي تطورت على مدى قرون في ثقافات إفريقيا وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ»، كما يلفت القيّمون على المعرض.

وفي هذا السياق، يورد الدكتور عمر خليف، مدير المقتنيات وقيّم أول في مؤسسة الشارقة للفنون، في الكتيب الخاص بالمعرض «انطلق مشروع «الزمن مرسوماً: ثنائيات» من العلاقة بين الرسم ووسيط الورق، على شكل معرض متعدد الفصول تحتضنه الشارقة، في مسعى يستهدف معاينة طبيعة الرسم من جديد باعتباره ممارسة صارمة ذات طبيعة ثقافية متأصلة فيها، تنطلق من الهواجس وتتحول إلى أشكال مادية لا تعدّ ولا تحصى. وانطلاقا من الورق، يتطور معرض «ثنائيات» لمعاينة الروابط بين الرسم والوسائط الأخرى التي تتضمن الخشب، والفيديو، والصوت».

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة

واللافت هو مشاركة عملين من سلسلة «أشكال واقفة» للفنانة البصرية كلاوديت جونسون المعروفة برسوماتها واسعة النطاق للنساء السود، حيث توصف بأنها «واحدة من أكثر الفنانين التصويريين إنجازاً الذين يعملون في بريطانيا اليوم».

اعتبرت جونسون صورها السياسية المركّبة شكلاً من أشكال الرسم، بغض النظر عن مخططها، أو سطحها، أو الوسيط المستخدم فيها، وعملاها المعروضان يعتبران «بورتريهات بالحجم الطبيعي تبدو للوهلة الأولى أنها بورتريهات شخصية لجونسون، لكنها في الواقع عبارة عن أجسام مزدوجة، ونماذج بديلة، وأشكال متراصة، وبقايا من الواقع اليومي وأحلام اليقظة اليومية».

وفي تفصيل عملين، يورد الشرح تحتهما أن «الشكلين الواقفين رُسما في لحظة توقف فيها الزمان والمكان، ويحملان تشابهات شكلية واضحة مع الفنانة كلاوديت جونسون، إلا أنهما ليسا بورتريهين شخصيين لها، بل صورتان نابعتان من المخيلة ويؤسس حضور هاتين الامرأتين ببشرتهما السوداء قاعدة فنية تاريخية جديدة ترفض تعمّد السرديات الغربية محو الأجساد السوداء لفترة طويلة».

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة
لوحة «مقتل شيري غروس» للفنان كيماثي دونكور

إلى جانب هذين العملين، يتقابل عملا الفنان كيماثي دونكور الذي يتناول محو الذات السوداء في تاريخ الفن الغربي، ويستعرض تجارب الفنان مع العنصرية الممنهجة التي اتبعتها المؤسسات البريطانية خلال الثمانينيات، حيث يصور أحد العملين مهاجمة الشرطة لسينثيا جاريت، في حين يوثق العمل الثاني لحظة إطلاق النار على شيري غروس، على يد الشرطة أيضاً.

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة
ثريا كريدية تروي تفاصيل عن حياة الفنان السوداني عمر خيري

إلى هذه المضامين السياسية، يضم المعرض أيضاً أرشيفاً عن حياة وأعمال الفنان السوداني الراحل عمر خيري، الذي توفي في أواخر التسعينيات، وكان اللافت وجود صفحات عدّة، مطبوعة ومكتوبة بخط يده، من مخطوطة بعنوان «سيرة سكونكوكور الذاتية» 1972.

فقد كانت وفاة والدة خيري عام 1963 عنصراً مؤثراً في إبداعه، وبعد عودته من القاهرة إثر خضوعه للعلاج النفسي من اكتئاب حاد ألمّ به.

ابتدع خيري شخصية جورج إدوارد سكونكوكور، المستكشف الطموح (وشخصية خيري الأخرى)، الذي لم ينغمس في الجماليات الغربية فحسب، بل احتضن أيضاً تقاليد وثقافة موطن خيري، السودان.

تقول ثريا كريدية، وهي من ضمن المقيّمين والمصممين للمعرض «أمضى الفريق ساعات طويلة في معاينة أعمال خيري بدقة، إضافة إلى السِّير الذاتية والوثائق الأرشيفية الأخرى التي ألف خيري معظمها».

وتضيف في كتيب الشرح في مقالة تحت عنوان «أشياء لا تصدق: عمر خيري وجورج إدوارد سكنكوكور»: «يشير تحليلنا إلى أنه على الرغم من أن جورج إدوارد ربما كان بمثابة بوتقة لتخيّلات خيري التي يهرب بها من الواقع، إلا أنه لم يكن مجرد شخصية خيالية، وظهر إدوارد كصوت استحضره الفنان للتعبير عن معتقدات وطموحات ومقترحات معيّنة لنظام عالمي مختلف عن الذي كان يعيش فيه».

رحلة عبر الزمن.. 15 فناناً يشاركون لوحاتهم في معرض "الزمن مرسوماً: ثنائيات" بالشارقة

تستكمل الأعمال المشاركة سرد تفاصيلها عبر الألوان، والخطوط، والصوت، وخطوط التجارب التي عاشها كل فنان، حيث يستمر المعرض حتى الرابع من أغسطس 2024 في المباني الفنية في ساحة المريجة، للإطلالة على تجارب 15 فناناً من أجيال مختلفة، يبتكرون خرائط نابضة بالألوان والملمس، والمعرض من تقييم الدكتور عمر خليف، مدير المقتنيات وقيّم أول في مؤسسة الشارقة للفنون، مع ثريا كريدية، باحثة أولى في المقتنيات ومصممة مواقع، وخالد جعفر، مساعد قيّم في مؤسسة الشارقة للفنون.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة