في دورته الثانية عشرة، وتحت عنوان «فن رأس الخيمة»، أطلق مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية هويته الجديدة لعام 2024، بفعاليات ومعارض فنية، وورش عمل، وأنشطة تفاعلية، تعكس التنوع والابتكار في علم الفنون البصرية في المنطقة، والعالم.
يقام المهرجان، الذي يستمر حتى 29 فبراير ، وتنظمه مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، سنوياً في قرية الجزيرة الحمراء التراثية التي يعود تاريخها إلى بداية القرن السابع عشر، بتقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات والفنون العامة التي تجمع بين الماضي والحاضر، في أجواء تراثية مفتوحة.
تقول الدكتورة ناتاشا ريدج، المدير التنفيذي لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، «يعد مهرجان فن رأس الخيمة 2024 واحداً من أبرز فعاليات أجندتنا الثقافية، يوفر مساحة متكاملة لعرض ورعاية المبدعين الناشئين والمجتمع، ولا يقتصر دور هذا الحدث على عرض الأعمال والإبداعات الفنية، فحسب، بل يعتبر كذلك حدثاً مجتمعياً ملهماً، يضم باقة متنوعة من المعارض والفعاليات المناسبة لجميع الأعمار، ويدعو الزوار إلى التفكير في التجليات المختلفة للحركة، والتغيير، وتحدي مفهوم (الوضع الطبيعي الجديد)، ومقاربته من منظور إبداعي».
يُعد المهرجان مناسبة للاحتفال بالثقافة والفنون المعاصرة في إطار تراثي، حيث يعكس، ومنذ انطلاقه قبل سنوات، التزام الإمارات بتعزيز الابتكار والإبداع، والمساهمة في الارتقاء بالمشهد الثقافي لإمارة رأس الخيمة كوجهة، إقليمية وعالمية، للفن والإبداع في المنطقة من خلال تطور فعالياته لتستوعب مجموعة أوسع من المعارض والتجارب الفنية، المحلية والعالمية، التي تساهم في تشجيع الفنانين، المحليين والدوليين، على الابتكار والتجديد في مجال الفن المعاصر.
يستعرض المهرجان في دورته لهذا العام مواهب أكثر من 100 فنان محلي وعالمي، من 35 جنسية مختلفة، ويقدم مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الحائزة على جوائز، كما يضم سلسلة متنوعة من البرامج الثقافية، والتجارب الإبداعية المصممة التي تتنوع بين العروض الفنية والسينمائية، والحكايات التراثية، وورش العمل الفنية، والحفلات الموسيقية التي تهدف إلى تنمية مهارات الشباب والتشجع على الابتكار والتجديد في مجال الفن المعاصر.
ومن الإضافات الجديدة في نسخة هذا العام «السوق»، وهو معرض وسوق للفن المعاصر، يضم فنانين وحرفيين من مختلف أنحاء العالم، والعمل الفني «همسات عابرة» الذي يجسد موضوع الحركة، ويعكس التاريخ العريق لقرية الجزيرة الحمراء التراثية، حيث يستخدم هذا العمل التركيبي السجادات الجدارية المعلّقة، كدلالات بصرية تجسد التراث الغني والتجارب الثقافية التي كرستها الأسواق عبر التاريخ، إضافة إلى الفرصة التي يوفرها المهرجان لزواره لإطلاق قدراتهم الابداعية، من خلال مجموعة من ورش العمل الفنية التي تتنوع بين حياكة الأسلاك، وفن الريزن، والتصوير الفوتوغرافي، وصناعة الخزف، و الاستمتاع بالتجارب الموسيقية الحماسية، والكوميديا الارتجالية، وغيرها من العروض الفنية، ومشاركة بعض الجلسات والمناقشات الخاصة بالثقافة والابتكار والاستدامة، والاستمتاع بباقة من العروض الوثائقية السينمائية.
في جانب آخر، يمكن لزوار المهرجان زيارة المعرض الفني لمجموعة المجوهرات الخاصة التي صمّمتها حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، وبعض مقتنياتها الشخصية، منها مجموعة «ذا غريت غاتسبي» التي أبدعتها دار تيفاني آند كو. كما يعرض المعرض أعمالاً للمصورَين الإماراتيين فيصل الريس، ونوير الهاجري، إضافة إلى إبداعات محمد راشد السويدي في مجموعة من مجوهرات الصدف المنحوتة.
* تصوير: السيد رمضان