يزخر التراث الإماراتي، والصيني بالثقافة والفنون والأدب، كما تجمع الدولتين ثقافات مشتركة، كالفنون التقليدية، والأدب، واللباس التقليدي، والضيافة التقليدية، ومن هذا المنطلق احتفت «هيئة الشارقة للمتاحف» بهذا التراث التاريخي المشترك عبر فعالية «التقارب الثقافي بين الإمارات والصين» في متحف الشارقة للتراث تزامناً مع يوم التراث العالمي الذي تحتفي به المجتمعات كل عام، لتسليط الضوء على الروابط الثقافية بين البلدين.
شملت الفعالية أنشطة متنوعة، الأدب الشفهي، وفقرة لتبادل الأمثال الإماراتية والصينية، إضافة إلى مسابقة تفاعلية حول التراث الإماراتي والصيني، والعديد من الأنشطة الأخرى، مثل الرسم على الوجه للأطفال بأشكال تعبّر عن التراث الإماراتي، والصيني، فقد تبادل الزوار التحية وبعض الكلمات الصينية والإماراتية، خصوصاً الأطفال الذين زينوا وجوههم وشعورهم بتصاميم صينية، الأمر الذي عكس تعزيز فهم الشعبين لبعضهما بعضاً، وعكس حجم التقارب والتبادل المعرفي بين الشعبين. فقد أكدت الطالبة فاطمة محمد، حرصها على تعلم اللغة الصينية، وكل ما يتعلق بهذا البلد، لرغبتها في العمل في ريادة الأعمال، ورغبتها في السفر إلى هناك لاكتساب الخبرة العملية والتجارية، والتقنية كذلك.
من جهته يقول عبدالله منصور «عشت في الصين لعدة أشهر بسبب العلاج، وقد اكتشفت العديد من العادات المشتركة بين الشعوب الخليجية والصينية، أهمها الحرص على ارتداء الزي التقليدي، والكرم والضيافة، خصوصاً في المناطق البعيدة عن المدن، ولكن الملاحظة المهمة بالنسبة إلي هي حرص الدولتين على التقدم، ومواكبة التطور التقني والتكنولوجي، فأنا أعمل في مجال التجارة الإلكترونية، وأشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين».
وعلى النحو الثقافي، كان للخط دور بارز في الفعالية للكشف عن اهتمام دولة الإمارات والصين، بزخرفة الخط، والكتابة بالريشة والحبر، وتقول سيسنا، التي تقيم في الإمارات منذ خمس سنوات، إن «الخط الصيني يجذب زوار المعارض، وكذلك الفعاليات التي نشارك فيها، ويحرص الشعب الإماراتي على الانفتاح على ثقافتنا وفنوننا، ويسألون عن معنى الرسومات، والحِرف اليدوية التي نتميز بها».
أما أحمد الصيني، الذي ذاع صيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي باستعراض تجربته باللهجة الإماراتية، فقد وصف استضافته لتقديم فقرة خلال الفعالية بالفخر، ويقول «هذه المرة الأولى التي أقف فيها على المسرح، وأتحدث عن تجربتي الصينية الإماراتية، فأنا أعيش في الإمارات منذ خمسين سنة، وقد تعلمت اللهجة الإماراتية بسبب شغفي باللغة العربية، لغة الإسلام، وكذلك لحبي الشديد لدولة الإمارات التي برعت في خلق حالة من التقارب والانسجام بين الشعوب على أرضها التي يعيش عليها أكثر من 200 جنسية».
من جهتها، أكدت نورا المغني، أمين متحف الشارقة للتراث، حرص هيئة الشارقة للمتاحف على «تعزيز التقارب بين الشعوب من خلال الفعالية السنوية «يوم التراث العالمي»، الذي يهدف إبراز أهمية التراث في جميع أنحاء العالم، ورفع الوعي بأهمية حمايته، والمحافظة عليه للأجيال القادمة، إلى جانب دوره في الترويج للسياحة الثقافية والتراثية.
وبدورنا نستضيف ثقافة الدول للكشف عن العادات والتقاليد المشتركة بين الإمارات وبين الدول التي تربطنا بها علاقات شقيقة، وقد خصصنا هذا العام للتعريف بتراث دولة الصين الشعبية، وشملت الفعالية بعض العادات المشتركة، فنحن عندنا القهوة العربية طقس أساسي من الضيافة، وهم لديهم الشاي الصيني هو عادة الضيافة، ولهذا حرصنا خلال الفعالية على تنظيم أنشطة تثقيفية عن القهوة العربية، وطريقة إعدادها، وقمنا بعمل الموضوع المشترك لهذه المشروبات التي يقدمها الشعبان، وفعاليات تحقق التقارب بين الشعوب والثقافات والتعريف بالتراث والعادات والتقاليد الخاصة بكل بلد».