14 مايو 2024

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

قبل 16 قرناً، تسلّم أسلافهم عهدة حفظ مفاتيح بيت الله الحرام «الكعبة المشرفة»، وانتقلت المفاتيح بين نسلهم من يد جيل لآخر، ناقلة معها قيمة تاريخية، وأخلاقية، وإيمانية، كبيرة، لتصل إلى «بني شيبة» الذين أعاد إليهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، مفتاح الكعبة المشرفة بعد فتح مكة.

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

التقت «كل الأسرة» مع عبدالعزيز نزار الشيبي، أحد أبناء الجيل الأحدث من حملة مفاتيح الكعبة «سدنة الكعبة»، وتحاورت معه حول إدراك الأجيال الحديثة من عائلته للقيمة المميّزة التي يحملها نسلهم، وطبيعة القيم الأخلاقية والتربوية التي ينشأون عليها، وكيف يرون هذه القيمة المهمة ويتعاملون معها داخل منازلهم:

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

في البداية هل يمكن أن نعطي القراء نبذة عن قصة وصول مفتاح الكعبة المشرفة لعائلة «بني شيبة»؟

بدأت قصة احتفاظ عائلتنا بمفتاح الكعبة من قيام النبي إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة المشرفة، وكانت السدانة لابنه إسماعيل عليه السلام، حيث تولّى رفع القواعد من الكعبة، مع والده، حتى قامت قبائل جرهم وخزاعة باغتصابها منهم على الترتيب، ثمَّ استردها منهم الجد الرابع للنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهو قصي بن كلاب، وبعد موته أصبحت سدانة الكعبة في يد ولده الأكبر عبد الدار، ثمَّ صارت مع بني عبد الدار في العصرين، الجاهلي والإسلامي، ولم تزل السدانة في ذريته، ثم انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، حيث أعاد لهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم مفاتيح الكعبة، وقال: «خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم وكلوا منها بالمعروف».

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

كأحد أبناء الأجيال الحديثة من سدنة الكعبة، كيف ترى ما يمثله مفتاح الكعبة؟

بالنسبة إلى جيلي، وللأجيال السابقة، والمقبلة، يمثل مفتاح باب الكعبة أهمية تاريخية ودينية ذات ميزة وتفرد، وهي أمانة تربينا في العائلة على حفظها منذ نعومة أظافرنا، كما يمثل مسؤولية كبرى تتطلب أن تكون قدوة لأبناء جيلك في الأخلاق، والالتزام الديني، فمن يحمل هذا الشرف الكبير يجب أن يكون مثلاً إيجابياً لكل من حوله.

لذلك يحرص آباؤنا وأجدادنا على تربيتنا على التقوى والورع، والحرص على تطبيق تعاليم الإسلام في حياتنا اليومية، والأمانة والمسؤولية، فندرك تماماً ثقل الأمانة الملقاة على عاتقنا، ونحمل مسؤولية حماية هذه الأمانة بكل ما أوتينا من قوة.

الأمر لا يعني لنا ملكية لرمز ديني وتاريخي، بل مسؤولية كبيرة تتطلب التقدير والاحترام والحرص والتعامل بحذر

في المنزل، كيف تتعاملون مع مفتاح الكعبة؟

بشكل عام بيتنا مفتوح دائماً لا يغلق أبداً، فنحن نعيش في أمن وأمان، ونتعامل مع الجميع بتواضع واحترام، وحب الناس لعائلتنا يأتي من مكانة الكعبة الشريفة في قلوب المسلمين، فالأمر هنا لا يعني لنا ملكية لرمز ديني وتاريخي، بل مسؤولية كبيرة تتطلب التقدير والاحترام والحرص والتعامل بحذر، لذا فإن المفتاح له مكانه الخاص مع كبير عائلة سدنة الكعبة، وجميع أبناء العائلة يتعاملون بكل الاحترام والتقدير معه في وجود كبير العائلة، وتحرص العائلة على متابعة الأجيال الجديدة من أبنائها للمناسبات الخاصة التي يتم فيها فتح الكعبة، ومراسم هذا الحدث وأهميته حتى يدركوا عظم ما يحملون.

ما هي مشاعرك تجاه حمل هذا الشرف العظيم؟

أشعر بفخر كبير لحمل شرف حماية مفتاح الكعبة الشريفة، وأُدرك تماماً مسؤولية هذه الأمانة. ونُقدّر ونُحترم ثقة قيادتنا الرشيدة في عائلتنا، ونُؤكّد على مواصلة أداء هذه الأمانة بكل إخلاص وتفانٍ، وبالتأكيد يمثل حب الوطن أحد القيم المهمة التي نتربى عليها، فنحب وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، ونُسهم في تعزيز قيمها ومبادئها.

عبدالعزيز الشيبي: مفتاح الكعبة المشرفة أمانة تربينا في العائلة على حفظها

حدثنا عن العطر الجديد المستخلص من رائحة الكعبة المشرفة؟

من مهام أسرتنا غسل الكعبة وتعطيرها من الداخل، ونعد خلطة هذا العطر من أجود أنواع العود والورد، ومزيج من الخامات العطرية الأصلية لغسل الكعبة المشرفة حيث يتم مرة واحدة في شهر محرم من كل عام، وقمت أنا، أحد أفراد هذه الأسرة، بعمل الخلطة التي كان يقوم بها جدي كبير السدنة الشيخ عبدالعزيز عبدالله الشيبي (رحمه الله) وأطلقت على العطر اسم «الميزاب»، الأول من نوعه، وطرحه للبيع ليكون ذكرى لضيوف الرحمن عند عودتهم من زيارتهم للحرم المكي، خصوصاً أن رائحته ستحيي داخلهم ذكرى المكان فهي نفس الرائحة التي يشمها الحجاج والمعتمرون هناك.

 

مقالات ذات صلة