أسدل الستار أخيراً، على فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، تاركاً بصمة إبداعية مضيئة على ختام مسرحي حافل بالأداء المتقن، والإخراج المتميز وشهد المهرجان الذي أقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشاركة واسعة من المدارس الحكومية في إمارة الشارقة، والمنطقتين الشرقية والوسطى، تنافست على مدار أسبوعين لتقديم عروض مسرحية متميزة، جسدت مواهب طلابية لامعة.
تألق نجوم المسرح المدرسي
وقد تألّق على خشبة مسرح قصر الثقافة نجوم المسرح المدرسي، حيث حصدت العديد من المواهب جوائز التمثيل عن أدائها المتميز ففي عروض الحلقة الأولى، نالت الطالبة ريم عمر جائزة أفضل تمثيل عن دورها في مسرحية «طريق ليلى»، بينما فازت الطالبة ميثاء نصيب بجائزة أفضل تمثيل عن دورها في «الدمى تحتج»، كما تألقت الطالبة عائشة راشد بدورها في مسرحية «مرجان»، لتفوز بجائزة أفضل تمثيل، وشاركها في الفوز بهذه الجائزة الطالب إبراهيم خالد النقبي عن دوره في المسرحية نفسها.
الشعور بالفخر أمام العائلة
«كل الأسرة» التقت سلامة النقبي، إحدى بطلات مسرحية «طريق ليلى»، لتصف شعورها بفرحة الإنجاز الذي حققته بعد نجاح المسرحية والحصول على التكريم، وتقول «أول ما كنت أبحثه عنه بعد الانتهاء من العرض هو وجوه عائلتي بين الجمهور، فأنا أريدهم أن يروا إنجازي في التمثيل، وهو أكثر شيء أحبه، خصوصاً بعد هذه التجربة الأخيرة، زاد حبي لهذه الهواية، فقد كنت أخاف وأخجل في البداية، ولكنني قررت أن أتعامل بعفوية وبساطة، حتى عندما أخطأ، كنت أستمر، ولا أشعر بأي ارتباك».
استمرار الإبداع في المسرح المدرسي
تواصلت الإبداعات في عروض الحلقة الثانية، حيث نالت الطالبة حليمة النقبي والطالبة عذيبة أحمد جائزة أفضل تمثيل عن دوريهما في «العمر لا يعود للوراء»، وخلال حديثهما مع «كل الأسرة»، لفتتا إلى تطور المسرح المدرسي عاماً، بعد عام، فتقول حليمة «كنا نعمل طوال الوقت على قلب واحد، كي نقدم أفضل ما لدينا خلال العرض، فعلى الرغم من أننا بدأنا التدريب في الفصل الثاني، وواجهنا بعض الصعوبة في البداية، لكننا تجاوزنا هذه الصعوبات سريعاً، حتى إننا تقمّصنا الشخصيات، وأثّرنا في الجمهور، لدرجة أنهم لم يحبسوا دموعهم من شدة تأثرهم بالدور الذي سلط الضوء على حياة أم ربّت ابنتها بمفردها بعد أن تركها زوجها، وعلى الرغم من ذلك لا تدري البنت بالتضحيات التي قدّمتها الأم لها».
من جهتها، تحدثت عذيبة عن أهمية المسرح المدرسي في اكتشاف المواهب الدفينة لدى الطلبة «لقد كنا ننسق الوقت بين الدراسة، والتمثيل، لرغبتنا الشديدة في الاستمرار في التمثيل، خصوصاً على خشبة المسرح، فقد اكتشفنا في أنفسنا مواهب عدّة، خصوصاً بعدما تمكنّا من كسر حاجز الخجل، والقدرة على الوقوف أمام الجمهور، لذلك نطمح إلى أن يستمر هذا الاهتمام فلدينا طاقات تمثيلية كبيرة».
الفائزون في فئة البنين
وفي فئة عروض الحلقة الثانية (بنين)، حصد الطالب محمد إقبال على جائزة أفضل تمثيل عن دوره في «بطل من ورق»، كما شاركه الفوز بالجائزة الطالب معاذ سعيد عن دوره في «تحت السيطرة»، وضمّ الطالب يوسف إسماعيل الدرمكي اسمه في قائمة الفائزين عن دوره في «حديث مرسوم».
وفي هذه الفئة، أشار الطالب عمار محمد، إلى تمكنه من توظيف مهاراته الرياضية خلال التمثيل على المسرح، مبيناً «أمارس رياضة كرة القدم، والسلة، وقد ساعدتني الرياضة على سرعة الحركة والانتقال بمرونة وعدم الشعور بالتعب، كما أن الالتزام بالرياضة انعكس على أدائي في المسرحة، من حيث الالتزام، والصبر، والتعامل مع باقي الأبطال بتعاون وروح رياضية».
إبداعات المرحلة الثانوية
واستمرّت حكاية الإبداع في عروض المرحلة الثانوية، حيث نالت الطالبة فاطمة فهد الحمادي جائزة أفضل تمثيل عن دورها في «خروج»، وشاركتها الفوز الطالبة شما مرشد عن دورها في «هواجس»، كما تألقت الطالبة هيا حمدان النقبي بدورها في «خروج» لتفوز بجائزة أفضل تمثيل.
وقد تحدثت الطالبة عائشة النقبي عن مهارات الإخراج التي اكتسبتها خلال عملها في مسرحية خروج «ركزت من خلال دوري كمخرجة على اكتشاف مواهب الطالبات، ومساعدتهن على توظيف كل المهارات التي يتمتعن بها، وتنظيم حركاتهن على المسرح، فقد تعلمت أساسيات الإخراج من خلال ورش عمل في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وقد أخرجت 3 أعمال، ومسرحية «خروج» التي فازت اليوم هي العمل الرابع الذي شاركت في إخراجه».
الالتزام سرّ النجاح في التمثيل
وفي فئة عروض المرحلة الثانوية (بنين) حصد الطالب محمد عبد السلام والطالب حمدان محمد راشد جائزة أفضل تمثيل عن دوريهما في «الوصايا»، وشاركهما الفوز بالجائزة الطالب مبارك جمال عن دوره في «البرواز».
وعن شعوره بالفوز، يقول حمدان «حلم التمثيل لدي منذ الصغر، لذلك أدقق في كل التفاصيل كي أنجح في هذا المجال، وقد تعبنا كثيراً خلال التدريب، وحفظ الأدوار، فنحن نتعامل خلال التمثيل بجدية، واهتمام، وتركيز، فحتى بعد التدريب في مسرح المدرسة، كنا نجتمع بعد أوقات الدراسة كي نتحدث عن المسرحية، وكيف نطوّر أنفسنا، ونتجاوز حالة التوتر والارتباك عند الوقوف على المسرح».
تألّق النصوص والإخراج
إلى جانب الإبداع في التمثيل، برزت مهارات التأليف والإخراج بشكل لافت، وفي عروض الحلقة الأولى، نالت المعلمة ذكرى علي الذيب جائزة التأليف عن نصها «مرجان»، بينما ذهبت جائزة التأليف في عروض الحلقة الثانية (بنات) إلى المعلمة خلود الزعابي عن نصها «كان والمبتدأ الملك»، كما فاز المعلم باسم أحمد بركة بجائزة التأليف عن مسرحية «تحت السيطرة» في عروض الحلقة الثانية (بنين)، ونالت المعلمة حنان عامر علي جائزة التأليف عن نصها «صديقتي الخيالية» في عروض المرحلة الثانوية (بنات)، وشاركها الفوز بالجائزة المعلم حسام عبدالعزيز عن نصه «الوصايا».