نالت سلامة سيف الطنيجي تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ضمن ثماني شخصيات قدمت أعمالاً قيّمة إلى مجتمع الإمارات، بـجائزة أبوظبي في دورتها الحادية عشرة.. خلال الحفل الذي أقيم مؤخراً، في قصر الحصن في أبوظبي.
وتُعد سلامة شخصية رائدة في تمثيل الشباب الإماراتي بمشاركاتها المختلفة، محلياً ودولياً، فكانت أصغر طفلة إماراتية تترأس مجلس شورى أطفال الشارقة عام 2013، ونتيجة لجهودها البارزة تم تعيينها لتكون المتحدث الرسمي عن جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمّر، وقد شاركت في التعريف بالجائزة لدى الأمم المتحدة، وقد بدأت سلامة سيف الطنيجي نشاطها المجتمعي، وواظبت على المشاركة في مختلف الفعاليات والمبادرات التي تعنى بتعزيز الوعي المجتمعي حول مواضيع ذات أهمية لفئة الأطفال، مثل الوقاية من التنمّر والأمن الإلكتروني للأطفال، وأدّت سلامة دوراً فعّالاً في نقل المهارات والسلوكات الإيجابية التي اكتسبتها لغيرها من أبناء جيلها، لتُعدّ اليوم قدوة ملهمة تحفّز أقرانها للسير على خطاها.
وخلال حوار سلامة «لكل الأسرة»، تحدثت عن دورها الفاعل في تعزيز الوعي حول مختلف المواضيع التي تهم فئة الأطفال، ومنها الوقاية من التنمّر والأمن الإلكتروني:
ما أبرز القضايا التي واجهتها في تصدّيك لظاهرة التنمّر؟
في الحقيقة بعض التحديات التي واجهتني كانت بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق لتقديم الوعي، ولكن خلال جائحة «كورونا» استطعت أن أقدّم ما يفوق الـ30 ورشة افتراضية مع مختلف الجهات، المحلية والاتحادية، بذلك استطاع المئات المشاركة معي في الورش، والحصول على الوعي الكافي حول التنمّر، بشكل عام والتنمّر الإلكتروني، بشكل خاص. كما واجهني أيضاً تحدي تنظيم الوقت بين نشر الوعي والدراسة، ولكن بفضل الله، وبفضل دعم أسرتي لي استطعت الموازنة بين الأمرين من خلال اختيار الأيام المناسبة لتقديم الورش، والمواظبة على الاجتهاد في دراستي.
ما شعورك تجاه التكريم ولقائك بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد؟
لقائي بوالدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لقاء استثنائي، لا يغيب عن ذاكرتي، مشاعري أصفها بالمزيج من مشاعر التوتر، والحماس، والفخر. أن تلتقي برئيس دولة، وقائد حكيم، زعيم العرب، ليست كأيّ فرصة يحصل عليها الجميع. وصفت مشاعري حينها لأخي راشد الذي شاركني كرسي الحفل، بمشاعر تقارب الخيال، كأنني أرتدي نظارات الواقع الافتراضي.
لقاء سموه صفحة ذهبية أضيفها للذكريات الجميلة في وسط مكتبة الجانب الأيسر من دماغي. بدأ الحوار بعد أن حصلت على شرف مصافحة يد سموه، بارك لي على فوزي بالجائزة، ووصفت كم أنا محظوظة بأصلي الإماراتي، وبأننا كشعب نحسد على قائد اسمه محمد بن زايد، اختصرت جميع مشاعري بمقولة خرجت مني لا إرادياً، فقلت لسموه «طويل العمر إن الدول تنافس العالم بذخيرتها النووية، وحكومة دولة الإمارات تنافس العالم بأطفالها وشبابها»، لمعة عيني وصفت مشاعري المملوءة بالفخر بلقائه قبل تكريمه لي، ووصفت لسموه كم أنني حلمت بهذا اليوم، وكرّر جملة «الله يفرحج يا بنتي». كم هي جميلة كلماته. كما سألني سموه عن عمري، ومرحلتي الدراسية.
ما رسالتك للشباب الإماراتي؟
رسالتي للشباب والأطفال المضي قدماً في أي مجال أحبّوه، وأن يواصلوا المسيرة في تطوير ذواتهم، وإفساح المجال لأنفسهم لتجربة مختلف المجالات، فالاستكشاف باب رئيسي لتحديد الميول والاهتمامات، كما أحث جميع أقراني على القراءة والتثقيف في المجال الذي يفضلونه، والمحافظة على السمعة الإيجابية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال المواطنة الرقمية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتمثيل نموذج إيجابي ومشرّف للمواطن الإماراتي، في مختلف المحافل الدولية.
ما هي خططك وأحلامك المستقبلية؟
أطمح في المستقبل القريب إلى أن أقدم الواجب في سبيل خدمة الوطن الغالي، أيّاً كان المجال، كما أنني أقتدي بالقائد الدبلوماسي، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أتعجب من طريقة تفكيره المحنّكة وقدرته على الارتجال، أيّاً كان الموقف، متمسكاً بمبدأ الديمقراطية، ومحافظاً على الأسلوب اللبق في الحديث، كماً أنني أقدّر القيادات النسائية المشرفة لمثال المرأة الإماراتية الطموحة كمعالي ريم الهاشمي، التي عملت على مختلف المشاريع بجانب قيادتنا الرشيدة، مرسلة رسالة واضحة للعالم أن المرأة الإماراتية، والعربية، قادرة على الوصول للمحافل الدولية.
أطمح في المستقبل إلى تقديم أفضل الإمكانات للطفل الإماراتي والعمل في جهات كالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الدولة. ولا أنسى الموازنة بين حياتي الشخصية والمهنية، وخوض التجارب المختلفة والمغامرات التي حلمت بها سلامة الصغيرة، والسفر لمختلف دول العالم بخير وصحة وسلامة.