30 نوفمبر 2023

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

محررة في مجلة كل الأسرة

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

بين الحلم الذي أخبرتنا به هاجر يوسف قبل ٤ سنوات، عندما حاورتها «كل الأسرة»، كحكواتية لقصص الأطفال، والواقع الذي تعيشه اليوم بإصدار كتابها الثالث «مسودة»، العديد من المحاولات، والتحديات التي تمكنت من اجتيازها لتصبح واحدة من الكتّاب الشباب، الذين يسهمون في تعزيز الهوية الوطنية الإماراتية، من خلال إثراء الأدب الإماراتي بأقلام إماراتية شابة، خصوصاً أن هاجر عندما بدأت مسيرتها الأدبية في مرحلة مبكرة من عمرها كحكواتية، كان هدفها بناء جيل مرتبط بجذوره الوطنية.

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

حاورنا هاجر يوسف خلال توقيعها كتاب «مسودة»، في دار قصة، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تحدثت عن رغبتها في أن تكون ملهمة لأبناء جيلها كي يخوضوا تجربة الكتابة، من أجل خلق أجيال إماراتية مثقفة، وواعية لاستدامة الثقافة والأدب في الدولة:

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

محظوظة بنشأتي في إمارة الشارقة

لفتت هاجر في بداية حديثها إلى تأثير وجودها في إمارة الشارقة في تشكيل هويتها الثقافية «أنا محظوظة جداً لأنني بنت إمارة الشارقة، فلك أن تتخيّلي أن ملهمك الأول هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. حيث إن سموّه جعلنا نتنفس ثقافة، وقراءة، وفنوناً، وأدباً، من خلال الفعاليات الثقافية المستمرة طوال العام. فقد بدأت في ملتقى الراوي كحكواتية، ومنه انطلقت لقراءة القصص للأطفال، خصوصاً «الخراريف»، أو القصص الأسطورية والتراثية التي شكلت التاريخ الثقافي للمجتمع الإماراتي، والهدف هو تعزيز ارتباط الأطفال بهذا التراث. «فالخراريف»، أو قصص الأوّلين، فيها معانٍ وعِبر تعزز القيم الإماراتية، وتزيد من عزيمتنا لاستكمال مسيرة الأجداد من جيل لجيل، كما شجعت الأطفال على القراءة والكتابة، وأن يصبحوا حكواتيين، وبالفعل، تمكنت من تدريب العديد من الأطفال لتقديم فعاليات الحكواتي، وتفرغت اليوم للكتابة وتأليف القصص، وهي الخطوة التي كنت أخطط لها منذ اتجاهي لعالم الأدب.

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

كسرت حاجز خوفي من استخدام قلمي في الكتابة الأدبية

تكمل هاجر الحديث عن أسباب اتجاهها لكتابة القصص، «بعدما نجحت في أن أكون أول حكواتية من فئة الشباب، بدأت بالاتجاه لتحقيق حلم الكتابة، أثناء جائحة «كورونا»، فقد وجدت أنها فرصة لكسر إحساسي بالخوف من خوض التجربة، خصوصاً أن مفهومنا عن الكاتب أنه يجب أن يكون ذا خبرة طويلة في الحياة، ولديه تجارب تحسب بعدد السنين، فيتردد الشباب في التوجه لعالم الكتابة والأدب، لذلك قررت تعلّم كيفية الكتابة للأطفال/ من خلال ورش أونلاين، وكتبت قصتي الأولى بعنوان «أسرار مجرة»، بعدها كتبت قصة «مجرة على الأرض»، تسلط الضوء على المعالم السياحية في دول الخليج، وهذا العام قررت أن أعكس تجاربي، وتجارب الشباب بشكل عام، واتجهت لخط الشباب بكتابي «مسودة»، وهو عبارة عن مجموعة قصصية، لأرصد إقبال الشباب على هذا النوع من القصص».

هاجر يوسف: حلمت بالكتابة عندما كنت حكواتية لقصص الأطفال

الشباب الإماراتيون يعيش حالة من الدعم والتقدير

وبالحديث عن تجربتها في الكتابة للشباب، تقول هاجر «لقد تناولت قصصاً واقعية شبابية، ليس لكي يقبل الشباب على القراءة فقط، ولكن أيضاً لدعم الكتّاب الشباب الإماراتيين، فقد كان الاهتمام خلال وجودنا لتوقيع الكتب في دار قصة، بالترويج لكتب زملائنا، فكل واحد منا لم يتحدث عن كتابه، بل عن كتب الشباب الآخرين، وهذه لفتة رائعة تعكس القيم الإماراتية التي نشأنا عليها، ولا يمكن لنا، ككتّاب، أن نغفل هذا المشهد في كتاباتنا، ورصدنا للواقع الإماراتي الذي يمثل مرجعاً لكل من يريد التعرف إلى حياتنا، وتراثنا، وثقافتنا، في المستقبل. ومن المشاهد الرائعة أيضاً، والتي تجعلني أشعر بالفخر كوني أعيش وأنتمي لإمارة الشارقة، أن أعضاء نادي الحمرية الثقافي الرياضي جاؤوا لزيارة معرض الكتاب، وطلبوا شراء الكتب منا على حساب النادي، ليشجعوا على القراءة، ويشجعونا على الاستمرار في الكتابة، كما نشجعهم في المباريات الرياضية، وهذا أعظم ما يمكن استعراضه خلال احتفالنا بعيد الاتحاد، فإنجازاتنا الأدبية اليوم ملموسة، وأدعو كل شاب لأن يكتب، ويدوّن، ويعبّر عن ثقافته، وثقافة وطنه، ويعبّر عن حبه لهذا الوطن، ونشأته وانتمائه، فهذا الحب في حد ذاته ذو قيمة ملهمة لقراء تلك الكتب، وتعزيز لمسيرة حب الوطن».

* تصوير: السيد رمضان