شقيقان آسيويان، الأول يبلغ من العمر 27 عاماً، والثاني 24 عاماً، كانا يتردّدان على أحد الملاهي الليلية بعد انتهاء عملهما، فتعرفا إلى تاجر مخدرات، أغراهما بتعاطي مادة الهيروين المخدرة، فبدآ بتناولها إلى أن وصلا إلى حالة الإدمان.
سقط الشقيقان، في ظل غياب الرقابة الأسرية، في إدمان واحدة من أخطر أنواع السموم المخدرة على الإطلاق، والتي لا يستطيع المُدمن الاستغناء عنها، وأسهمت في إنهاء حياة الكثيرين بجرعة مُركزة زائدة، لكن لحسن حظهما انتهى المطاف بإلقاء القبض عليهما قبل أن يصلا إلى مرحلة «اللاعودة»، وهي الموت بالجرعة الزائدة.
تفاصيل قضية الشقيقين، وكيف تم إلقاء القبض عليهما، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم المحكمة الابتدائية في دبي، التي أصدرت قرارها بإدانتهما بالتهمة الموجهة إليهما.
بداية القضية.. الغرفة 51
بدأت تفاصيل القضية، عندما تلقت الجهات الشرطية المُختصة في مكافحة جرائم المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، معلومات عن أن الشقيقين سقطا في إدمان تعاطي الهيروين، وأنهما يحوزان كمية منه في مقر سكنهما في غير الأحوال المصرّح بها قانوناً.
أصدرت الشرطة إذناً من النيابة العامة من أجل إلقاء القبض على الشقيقين، وتفتيشهما ذاتياً، والعمل على ضبطهما، وضبط ما بحوزتهما من مواد مخدرة، أو أي ممنوعات أخرى تظهر أثناء عملية التفتيش، وتشكل حيازتها جريمة يعاقب القانون عليها.
علمت الجهات الشرطية أن الشقيقين يعيشان في شقة صغيرة عبارة عن غرفة واحدة تحمل الرقم 51، في إحدى البنايات السكنية، فتوجهت إلى المكان قرابة الساعة العاشرة ليلاً، وداهمت الغرفة على الفور، وبشكل مُفاجئ وسريع، ومُباغت للشقيقين.
لم يستطع الشقيقان اتخاذ أي إجراء، أو القيام بأي تصرف جراء المداهمة السريعة، ومن هول المفاجئة لم يستطع أحدهما إخفاء، أو رمي المخدرات من يده، يقول أحد القائمين بعملية الضبط الشرطية في إفادته بالتحقيقات «عثرنا في قبضة يده اليمنى على لفافة قصديرية بداخلها مادة يشتبه في أن تكون مخدر الهيروين، إضافة إلى مبلغ مالي مقداره 850 درهماً».
بعد ضبط الشقيقين، باشر رجال مكافحة المخدرات تفتيش غرفتهما، فوجدوا علبة بيضاء اللون، وبعد فتحها عثروا في داخلها على 3 لفافات قصديرية في داخل كل منها كمية صغيرة من مادة الهيروين المخدّرة».
الشقيق الأول: نشتري الهيروين في ملهى
رضخ الشقيقان المصدومان من كشف أمرهما للوقائع الجديدة بأنهما أصبحا في قبضة القانون، فأقر الأول بأنه يتعاطى بالفعل مادة الهيروين، وأنه مُدمن عليها، مشيراً إلى أنه تحصل، وشقيقه، على الكمية المُضبوطة في غرفتهما من أحد الأشخاص من الجنسية الآسيوية.
وأوضح الشقيق الأول أنه يحصل على الهيروين من هذا الشخص في أحد الملاهي الليلية التي يتردد عليها مع شقيقه، مُدعياً في الوقت ذاته أنه لا يعرف رقم هاتف الشخص الذي باعه المخدر، وإنما يقابله في الملهى فقط، ويدفع له المال ويحصل بالمقابل على الهيروين.
الشقيق الثاني يعترف بالتعاطي
أما الشقيق الثاني فأقرّ بأنه يتعاطى مخدر الهيروين أيضاً، وأنه يتحصل عليه من ذات الشخص في الملهى الليلي، مُكرراً حديث شقيقه بأنه لا يعرف رقم هذا الشخص، ولكنه يشتري المخدر منه، ويدفع له المال لقاء ذلك.
الفحوص المخبرية: مُدمنان
كشفت الفحوص المخبرية التي أجريت للشقيقين في المختبر الجنائي، أنهما بالفعل مُدمنان على التعاطي، حيث أظهرت العينة المأخوذة منهما احتواء جسمهما على المركّبات المكونة لمخدر الهيروين، فيما بلغت كمية الهيروين المعثور عليها معهما 58 جراماً.
لائحة اتّهام وحكم المحكمة
رفعت النيابة العامة في دبي، لائحة اتهام بحق الشقيقين إلى الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، بتهمة «إحراز مادة الهيروين المخدرة بقصد التعاطي في غير الأحوال المرخص بها قانوناً»، والتي تصل العقوبة فيها إلى الحبس، أو الغرامة المالية، عملاً بالمرسوم بقانون اتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
مثُل الشقيقان أمام المحكمة الابتدائية، وبمواجهتهما بتعاطي وحيازة مادة الهيروين، أقرا بالتهمة، مُطالبَين بأخذهما بقسط من الرأفة، والرحمة، وعدم حبسهما لكونها المرة الأولى التي يتم إلقاء القبض عليهما في قضية تعاطي.
قررت المحكمة الابتدائية بموجب الصلاحيات القانونية المخولة لها، أخذ الشقيقين بالفعل بقسط من الرأفة والرحمة، وعدم حبسهما، وقضت بتغريم كل منهما مبلغ 5 آلاف درهم، وأمرت بمصادرة المادة المخدرة المضبوطة.
كما قضت المحكمة بمنع الشقيقين من تحويل، أو إيداع أي أموال للغير، سواء كان ذلك بذاتهم، أو بواسطة شخص آخر، إلا بناء على إذن من مصرف الإمارات المركزي بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إلى جانب القضاء بتطبيق تدبير الإبعاد عن الدولة بحقهما.