9 يوليو 2024

إنعام كجه جي تكتب: كلوديا تحكم 130 مليون مكسيكي

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس.

إنعام كجه جي تكتب: كلوديا تحكم 130 مليون مكسيكي

في الثاني من الشهر الجاري وصلت إلى كرسيّ الرئاسة في المكسيك امرأة تدعى كلوديا شينبوم. وحين وقفت لتحيّي ناخبيها في أوّل خطاب لها بعد الفوز، قالت: «ما كنت سأصل إلى هنا وحدي، بل مع كل المكسيكيين».

تبلغ الرئيسة الجديدة من العمر 61 عاماً. كانت قبل ذلك أول امرأة تصبح عمدة للعاصمة مكسيكو. يقول عنها الذين عملوا معها إنها «متزنة، صارمة، منطقية، وتلتزم بالقيم قبل أيّ أمر آخر».

هل تكفي هذه الصفات لكي تنجح في حكم بلد مساحته مليونَي كيلومتر مربع، تعداده 130 مليون نسمة؟ يتكلم المكسيكيون الإسبانية كلغة رسمية، إلى جانب 68 لغة قبائلية أخرى. كيف ستتفاهم الرئيسة مع كل هؤلاء؟

ليت اللغة كانت المشكلة الوحيدة. فالكل يعلم أن البلد الواقع في أمريكا الشمالية، إلى الجنوب من الولايات المتحدة، يعاني مشكلات خطرة. يذهب إليه ملايين السياح كل عام للتمتع بمنتجعاته الساحرة، لكنهم لا يغادرون مساحة القرى السياحية، خشية التعرض لطلقة تائهة.

إن حلم الشباب هناك هو الهجرة إلى الجارة الشمالية للعمل فيها. لكن الجارة تقيم جدراناً عازلة لمنع تسلل المهاجرين من الجنوب.

في القرن السادس استعمرت إسبانيا المكسيك، وبقيت فيه طوال قرنين. وهو اليوم جمهورية فيدرالية تمارس ديمقراطية على قدر الحال. لديها نفط كثير، وغاز، وتقع ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصادياً في العالم، لكن نصف سكانها يعيشون تحت مستوى خط الفقر. والسبب: الفساد!

حصلت المرشحة اليسارية على 60 في المئة من أصوات الناخبين. نسبة تمنحها قوة في وجه حيتان الفساد، والرشى. لكنها لم تكن منذورة للسياسة، بل للتدريس الجامعي. درست الفيزياء وعلوم الطاقة والبيئة، ونالت الدكتوراه.

عملت أستاذة وباحثة في جامعة مكسيكو، ثم أحبّت زميلها الأكاديمي كارلوس جسبيرت، مؤسس حزب الثورة الديمقراطية.

سافرت مع زوجها للعمل والتدريس لمدة 4 سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية. وعندما عادت تعرفت إلى رئيس الجمهورية السابق في أحد المقاهي، وقال لها: «أود تحسين نوعية الهواء في العاصمة، لكنني لا أفقه شيئاً في قضايا البيئة».. أجابته: «دع الأمر لي». ومن محاربة التلوث في هواء العاصمة وصلت كلوديا إلى قمة السلطة.

 

مقالات ذات صلة