يشهد مجال الطب البيطري في الإمارات ازدياداً ملحوظاً في عدد الطبيبات البيطريات، وأبرزهن الطبيبة فاطمة قريبان المهيري، خريجة أول دفعة من برنامج الطب البيطري في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وطبيبة بيطرية إماراتية ملهمة، تتميز بشغفها بالحيوانات والعلوم.
حاورت «كل الأسرة» الطبيبة فاطمة المهيري، كي تلهم غيرها من الفتيات المقبلات على دراسة الطب البيطري، من خلال حديثها عن رحلتها المهنية المتميزة في هذا المجال:
حدثينا عن طبيعة دراستك وعمل الطبيب البيطري في الإمارات.
خلال مرحلة البكالوريوس، خضت تجربة الدراسة في هنجاريا، التشيك، اليونان ورومانيا، كي أعزّز خبراتي في هذا المجال، وأكتسب العديد من التجارب العلميّة والعمليّة في هذه الدول.
وقضيت وقتاً طويلاً في التطوّع لمساعدة الحيوانات في الهند، حالياً أتابع دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة فيينا للطب البيطري في النمسا.
وعلى الصعيد العملي، أنا طبيبة بيطريّة مرخّصة من وزارة التغيّر المناخي والبيئة، وطبيبة في الاتحاد الدولي لرياضات الفروسية، معتمدة من قبل اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، كما عملت في بلدية دبي.
حالياً أعمل كباحثة في مركز أبحاث الطب البيطري في دبي، وخلال العمل في المختبر نشرت أبحاثاً عدة داخل وخارج الدولة، تخص الحيوان وصحته والأمراض التي قد تصيبه.
لماذا اخترت هذا المجال من الطب؟
حبّ الحيوانات والطبيعة والعلوم بشكل عام نشأ بداخلي منذ الصغر، حتى إنني عالجت قطتي بنفسي يوم مرضت، ومن هنا اكتشفت قدرتي على التعامل مع الحالة الصحيّة للحيوانات، قد عزّز والدي بداخلي الشعور بالرحمة تجاه الحيوانات حتى اخترت مهنة الطب البيطري عن قناعة بأهمية هذا العمل الإنساني والمجتمعي أيضاً.
فمجال الطب البيطري يتجاوز مجرد علاج الحيوانات، فهو يشمل رفاهيّة الحيوان، سلامة الغذاء، حماية الحدود من دخول الأوبئة والأمراض، فالمحافظة على صحة الحيوان تساعد على الحفاظ على صحة الإنسان.
هل واجهت صعوبة في مهنة الطب البيطري؟
دراسة الطب البيطري ليست سهلة، وتتطلّب الدراسة معرفة واسعة تشمل أقساماً عدة وتخصّصات مختلفة، ولكن مع الشغف كل شيء يصبح أسهل.
أما بالنسبة للعمل، فهناك صعوبات نواجهها في التعامل مع الحيوانات، ومخاطر محتملة مثل الهجوم أو العض أو الحركة العشوائية وغير المتوقعة من الحيوان الذي نقوم بعلاجه، فالأمر يحتاج لشجاعة وخبرة وصبر.
كيف تصفين عملك.. شاقاً؟ ممتعاً؟ إنسانيّاً؟
عملي مزيج من كل هذه الصفات؛ هو شاق لأنه يتطلب الكثير من الجهد والمعرفة، ممتع لأنّنا نتعامل مع كائنات حيّة ونساهم في رفاهيّتها، وإنسانيّ لأنّنا نسعى من خلاله للحفاظ على صحة الإنسان برعاية الحيوان وصحته.
هل هناك تحدّيات في مجال عملك؟
أواجه تحديّات متعدّدة منها متابعة الأبحاث الجديدة، والتطوّرات في مجال الطب البيطري باستمرار، فمجال الطب البيطري يحتاج متابعة مستمرة وتجديد المعلومات بشكل متواصل.
هل نظرة المجتمع تغيرت تجاه تخصّص الطب البيطري؟
نعم، تغيّرت نظرة المجتمع للطبيب البيطري بشكل كبير؛ فقد أصبح الناس يدركون أهمية دور الطبيب البيطري في حماية صحة الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء، الأمر الذي زاد من عدد الأطباء البيطريين الإماراتيين، والعدد في ازدياد مستمرّ، خصوصاً من فئة النساء، الأمر الذي غيّر نظرة المجتمع لمهنة الطب البيطري التي كانت تقتصر في السابق على الرجال فقط.
ما أقرب الحيوانات إليك؟ وما أكثر الصفات التي اكتسبتيها منه؟
الخيل، وقد تعلّمت منها الصبر، الحدّة، القوّة، والرقي في التعامل.
ما أهم إنجازاتك كطبيبة إماراتية؟
قد تتلخّص إنجازاتي في أنني كنت من أوائل العاملات في هذا المجال، فأنا أول خرّيجة في الدفعة الأولى بجامعة الإمارات في تخصّص الطب البيطري، وبالتالي أنا الإماراتية الوحيدة العاملة في مجال الأبحاث في مركز أبحاث الطب البيطري بدبي.
بالإضافة إلى ذلك، خلال السنوات التي قضيتها في مركز الأبحاث، نشرت أكثر من 10 أبحاث في موضوعات متنوعة تتعلّق بالحيوانات والطب البيطري، يتناول أحدها طفيليات الدم في الجِمال والخيل.