يعيش الشباب الإماراتي حماسة كبيرة تجاه تعلم وتطبيق الذكاء الاصطناعي، مدفوعين برؤية دولة الإمارات الطموحة في تبني التكنولوجيا الحديثة، فبفضل الدعم الحكومي الكبير، والفرص المتاحة للشباب، تمكن المهندس الإماراتي الشاب أحمد سالم المطوع، من الفوز بالمركز الأول في جائزة التميز للشباب العربي للذكاء الاصطناعي، في إنجاز يعكس روح الابتكار والتفوق في هذا المجال لدى شباب الإمارات.
في الحوار التالي مع المهندس أحمد، استعرضنا تجربته في مجال الذكاء الاصطناعي، وانعكاس ما يتمتع به الشباب الإماراتي من فرص لا حصر لها، لتطوير مهاراتهم في هذا المجال:
في البداية.. عرفنا بنفسك؟
شاب طموح يسعى دائماً لتحقيق التميز، فقد حصلت على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في هندسة أنظمة الروبوتات والميكاترونيكس من جامعة ليفربول، وهذا التفوق الأكاديمي أعدني لمرحلة الابتكار، وحصلت على دبلوم في الأمن السيبراني من كلية كامبريدج، ودبلوم في الذكاء الاصطناعي من أكاديمية نورث تكساس الأمريكية..
حيث برز اهتمامي العميق بالتقنيات الحديثة وتطبيقاتها، وتمكنت من الحصول على جائزة القوات المسلحة للابتكار، والمركز الأول في أولمبياد الروبوت الوطني، وكذلك حصلت على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة بمجال الابتكار والإبداع.
حدثنا عن مشروعك الفائز بالجائزة؟
LinguaGPT هو مشروع ذكاء اصطناعي مبتكر يسعى لتعزيز تفاعلنا مع التكنولوجيا، من خلال إيجاد عالم يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي التواصل مع البشر بلغاتهم المختلفة، الأمر الذي يتيح لنا التفاعل مع الآلات بطريقة طبيعية وبديهية أكثر.
ويستخدم نظامنا المدعوم بالذكاء الاصطناعي خوارزميات تمكن الآلة المتقدمة التعلم من كميات ضخمة من البيانات وتوليد استجابات دقيقة في الوقت الحقيقي، وهو عبارة عن روبوت محادثة يعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي وقادر على فهم اللغات البشرية الطبيعية وتوليد نصوص مكتوبة ودقيقة بطريقة شبيهة بتلك التي يكتب بها الإنسان..
فهو يعتمد أساساً على تقنية التعلم العميق لفهم النصوص والإجابة عن الأسئلة بشكل أفضل، وفي مجال التعليم، هو يمكّن الطالب من فهم موضوعات معينة والإجابة عن الأسئلة وحل التحديات المتعلقة بالمناهج الدراسية، ويفيد في مجالات أخرى مثل الاستشارات، الدعم الفني، الترجمة، التخطيط الزمني، إدارة المهام، التسويق والإعلان.
ماذا تعني لك الجائزة؟ ولمن تهديها؟
الجائزة تتويج للجهود الكبيرة التي يبذلها الشباب العربي في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار، وفوزي بها يُعد دليلاً واضحاً على قدرة الشباب الإماراتي على التفوق والريادة في المجالات التقنية..
ويشرفني أن أحظى بهذا التكريم العظيم، فهذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم غير المحدود من قيادتنا الرشيدة وتشجيعها الدائم للشباب على الابتكار والإبداع في كافة المجالات، أهدي هذا الفوز لبلدي الإمارات ولكل من آمن بقدراتي ودعمني.
ما دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل العالم العربي؟
الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته إمكانات هائلة لتوجيه العالم العربي نحو مستقبل أكثر تطوراً وازدهاراً، فمن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين العمليات الصناعية، تعزيز الأمن السيبراني، وتطوير الرعاية الصحية والتعليم، في الإمارات يظهر تأثير الذكاء الاصطناعي في العديد من المبادرات.
ما نصائحك للشباب المهتمين بالذكاء الاصطناعي؟
الشباب العربي بحاجة إلى تطوير مهارات البرمجة وتحليل البيانات والتعلم الآلي، عليهم أن يواكبوا أحدث التقنيات والأدوات في مجال الذكاء الاصطناعي، في الإمارات والوطن العربي تتوفر العديد من الموارد لدعم الشباب، أنا أحث الشباب على أن يستمروا بأحلامهم ويعملوا بجد حتى يحققوها..
وأقول لهم: استخدموا الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعاتكم، ابقوا ملتزمين بالقيم والأخلاقيات، واعملوا يداً بيد لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
ما هي مسؤوليات علماء الذكاء الاصطناعي والمطورين؟
يجب على علماء الذكاء الاصطناعي الالتزام بمعايير أخلاقية صارمة لتكون تطبيقاتهم آمنة ومسؤولة.
ما هي هواياتك خارج الذكاء الاصطناعي؟
جمع العملات والطوابع، فأنا شغوف بتاريخ الإمارات، وقد أسست «متحف أحمد المطوع لذكريات الإمارات»، وهو يضم مجموعة واسعة من العملات والطوابع التي تروي تاريخ وطننا الحبيب وثقافته.
من هو قدوتك في الحياة؟
قدوتي في الحياة هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي غرس فينا قيم الابتكار والتفاني في خدمة الوطن.