25 أغسطس 2024

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

نجحت في تحويل شغفها بالتصوير إلى أداة للتواصل مع المجتمع، وتمكنت من خلال عدستها أن تروي قصصاً بصرية تعكس عمق الثقافة الإماراتية وتبرز قيمها الأصيلة عبر دمجها التراث بالحداثة، لتقدم صوراً فريدة ومؤثرة حظيت بإشادة عالمية وتقدير من مختلف شرائح المجتمع..

هي الفنانة ومديرة التلاحم الأسري في وزارة تنمية المجتمع علياء بنت سلطان الجوكر، التي في حوارنا معها أطلت بنا على رحلتها في مجال التصوير ودور الفن في إبراز قيم المجتمع والحفاظ على الهوية، والكثير من طموحاتها ومشاريعها المستقبلية:

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

متى اكتشفت شغفك بالتصوير، وكيف تطور هذا الشغف إلى فن يعكس حقيقة ومشاعر الناس؟

منذ صغري وأنا أجد في التصوير وسيلة للتعبير عن نفسي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحياة الشارع وتفاصيل الناس، كانت الكاميرا رفيقتي، التقطت من خلالها لحظات تحمل قصصاً وصوراً تروي مشاهد من الحياة، التي قد لا نلاحظها بالعين المجردة، مع مرور الوقت تحول هذا الشغف إلى أداة لها هدف أسمى عندما انضممت إلى وزارة تنمية المجتمع.

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

كيف تمكنت من توظيف موهبتك في التصوير مع منصبك كمديرة للتلاحم الأسري، في نقل صورة عن المجتمع الإماراتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي أبرز الصور التي عبرت عن ذلك؟

لم أشعر أن عملي كمديرة للتلاحم الأسري في وزارة تنمية المجتمع، مجرد وظيفة، بل بوابة جعلتني أقرب إلى الناس وقضاياهم، فمن خلال المنصب تمكنت من توظيف شغفي بالتصوير بطريقة تتيح لي نقل رسائل تعكس تحديات مجتمعنا وقيمه بأسلوب مبتكر، كوني أؤمن أن الصورة يمكن أن تعبر عن ألف كلمة..

أثناء عملي التقطت العديد من الصور التي تركت أثراً كبيراً في نفوس الناس، خاصة تلك التي دمجت فيها كبار السن مع الشباب، فهي لم تكن مجرد لقطات، بل كانت رسائل قوية أضاءت على أهمية التواصل بين الأجيال ومواكبة كبارنا لمتغيرات المستقبل..

سلطت الصور الضوء بشكل أكبر على دور كبار السن في المجتمع وتعزيز أهمية دمجهم وقضاء الوقت معهم وقد تلمست هذا التأثير من خلال الرسائل التي وصلتني من متابعيّ الذين أكدوا أن الصور حفزتهم لقضاء وقت أطول مع كبارهم، كما حظيت هذه الصور بتفاعل كبير من المتابعين الأجانب الذين أبدوا دهشتهم بها وتعرفوا من خلالها على تفاصيل الهوية الإماراتية للمرة الأولى.

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

ما هي أولى الصور التي شعرتِ بأنها تمثل رؤيتك الفنية، وكيف أثرت على تطور أسلوبك الخاص؟

كانت صورة «وصلنا المريخ» هي البداية الحقيقية التي جسدت رؤيتي الفنية وعرّفت الناس بي كمصورة، فهي لم تكن مجرد لقطة عابرة، بل كانت تعبيراً بصرياً عن لحظة تاريخية عكست إنجاز دولة الإمارات في عيون كبارنا من الأمهات اللاتي شهدن تطور الدولة منذ نشأتها وحتى وصولها إلى الفضاء، فكانت بمثابة جسر يربط بين الماضي والحاضر، بين الأجيال التي عاشت الحلم الإماراتي والأجيال التي تحقق هذا الحلم.

ما الذي قادك إلى اختيار الأسرة وكبار السن تحديداً عناوين لصورك؟

لأن الأسرة وكبار المواطنين يمثلون أولوية قصوى في دولة الإمارات، كان من الطبيعي أن يكونوا في قلب اهتماماتي وأعمالي الفنية، لأنهم يمثلون العمود الفقري للمجتمع الإماراتي، كما أنهم الحراس الحقيقيون لتراثنا وقيمنا التي نطمح في نقلها للأجيال القادمة والعالم أجمع.

تكريمها من قبل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي
تكريمها من قبل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي

شاركت في مهرجان إكسبوجر بسلسلة «هويتنا التي نفتخر بها بين الحداثة والتقاليد» التي آثرتي أن تتميز بصورة فريدة لنساء إماراتيات كبيرات في السن، كيف استلهمت فكرة موضوعات هذه الصور وأماكن تصويرها؟

مشاركتي في المهرجان كانت بغرض تقديم صورة حقيقية تعكس التوازن الجميل بين الأصالة والتطور في المجتمع الإماراتي، وفي سلسلة الصور التي قدمتها، كان حضور أمهاتنا بتفاصيلهن الفريدة من البرقع والذهب والحناء والمخور يعكس هويتنا الإماراتية بكل أبعادها..

تلك العناصر ليست مجرد زينة تقليدية، بل هي رموز عميقة تروي قصة مجتمع متمسك بجذوره رغم كل مظاهر الحداثة التي تحيط به، وهي الرسالة التي أردت أن أوصلها للعالم.

اختيار شخص ذي شهرة عالمية إحدى صوري لمنزله تعني قدرة عدستي على إيصال جمال وثقافة الإمارات

ما هو الشعور الذي انتابك عندما اختار مصور عالمي إحدى صورك لتزيين منزله، وما هو تأثير هذا الاعتراف على مسيرتك الفنية؟

شعرت بمزيج من الفخر والدهشة، كان ذلك بمثابة تأكيد على أن رسالتي الفنية قد وصلت إلى العالم وأن هويتنا الإماراتية يمكن أن تلامس قلوب الناس في كل مكان، اختيار شخص ذي شهرة عالمية صورة لأمهاتنا، بزيهن التقليدي وتفاصيل الزينة من برقع وذهب وحناء، ليضعها في منزله، تعني قدرة عدستي على إيصال جمال وثقافة الإمارات، كما تعني أيضاً قدرة الفن على أن يكون جسراً بين الثقافات والشعوب.

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

تؤكدين على عدم وجود تناقض بين الإبداع والإرث الإماراتي، كيف ترصد علياء الجوكر دور الصورة وقدرتها على إيصال الرسائل التوعوية والتثقيفية حول التراث والقيم المجتمعية للإمارات؟

يكمّل الإبداع والإرث الإماراتي بعضهما بعضاً بشكل طبيعي، فالإرث ليس مجرد ماضٍ نحافظ عليه، بل هو إلهام يثري إبداعنا ويمنحه عمقاً إضافياً، وبالنسبة لي كابنة للإمارات أجد أن الإرث يعكس جمالاً وأصالةً لا يمكن أن أجدها في أي مكان آخر.

لهذا كان له دور محوري ومهم في أعمالي، الصورة قادرة على توصيل رسائل قوية حول التراث والقيم المجتمعية، وعندما ألتقط صوراً تعكس هذه الجوانب فإني أحاول أن أعزز الوعي بأهمية هذه القيم وأثقف الأجيال الجديدة بها.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في توثيق التراث الإماراتي بطريقة عصرية، وكيف تعاملتِ معها؟

في البداية لم تكن التحديات كبيرة، لكني تلقيت بعض الرسائل التي وصفت صوري بأنها غريبة بعض الشيء، إذ لم يعتد المجتمع على رؤية أمهاتنا وكبار السن في مثل هذه السياقات الفنية، لكن مع الإصرار..

تحولت تلك الصور إلى وسيلة قوية لإبراز كبارنا ليس فقط على الصعيد المحلي، بل أيضاً على الساحة العالمية، وفتح المجال لجذب انتباه شركات عالمية للتعاون في مشاريع عالمية مكنتهم اقتصادياً وفسحت لهم المجال أن يكونوا خير من يمثلنا مع هذه الشركات العالمية.

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

أكثر اللحظات أو المواقف التي أثرت فيكِ؟

من بين العديد من اللحظات التي عايشتها، هناك موقف أثر فيّ بعمق و ما يزال محفوراً في ذاكرتي، ذات يوم التقيت إحدى الأمهات اللاتي كنت أصورهن، سمعتها تقول لامرأة أخرى: «لو علمت أن علياء ستكون هنا، لكنت ارتديت الذهب لتصورني»..

هذا التعليق البسيط حمل في طياته الكثير من المعاني، جعلني أعي بقوة الصورة وقدرتها على التأثير في الناس، خاصة كبار السن الذين لطالما كانوا جزءاً لا يتجزأ من رسالتي الفنية، هذا الموقف أكد وصول رسالتي لهم وزاد من حجم مسؤوليتي تجاههم.

ما هو صدى وتأثير نقد متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي؟

متابعيّ على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا دائماً الداعم الأول لي، من خلال تفاعلي معهم، لمست محبتهم وتقديرهم لعملي أكثر من أي نقد قد أتلقاه، هذا الصدى كان له تأثير كبير على تطور مسيرتي الفنية، أصبحت ملاحظاتهم وتحفيزهم دافعاً لي للاستمرار في تقديم الأفضل وتوجيهي نحو النجاح.

علياء الجوكر: صوري رسائل تضيء على أهمية تواصل الأجيال

ما هي الموضوعات الجديدة التي تخططين لطرحها في أعمالك المقبلة؟

في الآونة الأخيرة، انشغلت بتطوير مشاريع إبداعية مع عدة شركات، كان لها تأثير كبير وانتشار واسع، من بينها فيديو «إماراتيون القلب» الذي يعكس حب المقيمين لدولة الإمارات، وفيديو «راشد دبي» الذي يتناول قصصاً ملهمة عن باني دبي، الشيخ راشد بن سعيد «رحمه الله»، وفيديو «الوالدة خصيبة الدهماني» مع مؤسس إعمار العقارية، محمد العبار..

جميع هذه الأعمال، وغيرها من القادم في طور الإعداد له، تعكس جزءاً من رؤيتي الأوسع التي تركز على «الأثر الاجتماعي» وأهمية تسليط الضوء على التأثيرات الإيجابية التي يمكننا إحداثها كمجتمع.

هل من خطط لتوسيع نطاق عملك بالتصوير، وهل تفكري في إقامة معارض أو مشاركات دولية أخرى؟

مؤخراً، كانت ليّ مشاركة مع سفارة الإمارات في بلجيكا، حيث لا تزال صوري التي تعكس إنجازات دولتنا معروضة في مقرهم الرئيسي، هذه التجربة ألهمتني التفكير بشكل أوسع حول كيفية توسيع نطاق عملي في التصوير، خاصة على المستوى الدولي، أطمح أن تكون لي معارض دولية في مختلف دول العالم، لكي يرى العالم مدى اعتزازنا بهويتنا الإماراتية وتمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا.

 

مقالات ذات صلة