6 أكتوبر 2024

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

بمسيرة مهنية حافلة تجمع بين الأدوار الحكومية والخاصة، نجحت حليمة العويس، نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة الشارقة والرئيس التنفيذي لشركة سلطان بن علي العويس العقارية، أن تكون رمزاً للتميز في ريادة الأعمال من خلال رؤيتها الاستراتيجية ودورها المحوري، كما تعمل على تعزيز بيئة ريادة الأعمال وتمكين الشباب عبر مبادرات مبتكرة تركز على الابتكار والتطور المستدام.

في حوارنا معها تتحدث العويس عن دور القوانين والمبادرات الحكومية في دعم ريادة الأعمال والنسائية منها بشكل خاص، وتطور دور المرأة في القطاع الخاص، وأهم استراتيجياتها لمواكبة الابتكار وتحديات إدارة الوقت، مؤكدة على أهمية الابتكار والتنوع في دفع عجلة الاقتصاد الوطني:

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

بدايةً، كيف ترصدين دور الابتكار في تمكين الشباب في مجال ريادة الأعمال؟

الابتكار عامل أساسي لتمكين الشباب في مجال ريادة الأعمال، وأداة فعالة في تحفيز العمليات التجارية، والأهم من ذلك دوره في تعزيز قدرتهم على التفكير خارج الصندوق وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي قد يواجهونها، فهو يساعدهم على التكيف بشكل أفضل مع متطلبات السوق وتلبية احتياجاته بطرق أكثر كفاءة وفعالية..

بالإضافة إلى دوره في توفير الأدوات والمعرفة اللازمة لهم للاندماج بنجاح في بيئة العمل، وبالتالي تعزيز قدرتهم التنافسية وزيادة فرص نجاحهم في السوق، وقد دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، والذي يُعد مثالاً رائداً على التزام القيادة في دعم الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات..

كما يعكس هذا الدعم من قبل سموهما رؤية إمارة الشارقة في بناء بيئة محفزة للابتكار ودعم رواد الأعمال الشباب، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي للإمارة.

من وجهة نظركم، كيف يمكن أن تضمن المشاريع العائلية في الإمارات استدامتها وتطورها في ظل المنافسة العالمية التي يشهدها قطاع الأعمال؟

في ظل المنافسة العالمية، يمكن أن تضمن المشاريع العائلية في دولة الإمارات تطورها واستدامتها، من خلال تطبيق مبادئ الحوكمة السليمة وإعداد استراتيجية طويلة المدى، واحتفاظها بمرونة كافية للتكيف مع المتغيرات السوقية..

ومن المهم كذلك بقاء هذه المشاريع على اتصال وثيق مع تطورات السوق وأن تكون على دراية بأحدث الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، فالمنافسة الصحية في السوق تشجع على الابتكار وتعزز من القدرة التنافسية، مما يتيح لجميع المشاريع فرصة النمو والتقدم، كما يمكن أن يكون للتعاون وتبادل الخبرة بين المشاريع العائلية تأثير إيجابي على قدرتها على التكيف والنجاح في بيئة الأعمال العالمية.

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

ما هو السبيل لتعزيز الانسجام بين الجيل القديم والجيل الجديد في مجال ريادة الأعمال، وما هي أبرز التحديات التي تواجه دمج الأفكار التقليدية مع الابتكار الحديث؟

تحقيق الانسجام يكمن في التواصل الفعّال والتفاهم المتبادل بين الجيل القديم والجيل الجديد، وهنا تبرز أهمية انفتاح الجيل الأكبر سناً على التغيير وتقبل أفكار الجيل الأصغر، لما لديه من رؤى جديدة ومبتكرة تتماشى مع التغيرات السريعة في العالم، والاستماع لهم وتقديم الإرشادات حينما يكون ذلك مطلوباً، بما يعزز التواصل المستمر ويسهم في تبادل المعرفة والتجارب..

كما يجب على جيل الشباب محاولة فهم الجيل الأكبر سناً الذي اتبع طرقاً معينة نجحت في ذلك الوقت، ومعرفة سبب مخاوفهم من التغيير وتوضيح أهمية التكيف مع العالم الحالي، ودمج الأفكار الحديثة مع الأساليب التقليدية لهم، والوعي بأهمية الصبر من كلا الطرفين للتغلب على التحديات التي يمكن أن تؤدي إلى استراتيجيات ريادية أكثر شمولية ونجاحاً في بيئة الأعمال المتغيرة.

تفوقت المرأة الإماراتية في مجال ريادة الأعمال وتركت بصمة خاصة.. من وجهة نظرك، ما مدى مساهمة القوانين والمبادرات الحكومية في تعزيز دورها في هذا المجال؟

وضعت الدولة جملة من القوانين واللوائح التي دعمت دخول المرأة إلى مجال الأعمال وتمكينها من الازدهار، بدءاً من تحقيق المساواة بين الجنسين في القوى العاملة، وصولاً إلى تخصيص حصة للأعضاء الإناث في مجالس الإدارة، والأهم من كل ذلك، حصولها على دعم المجتمع والقادة، الذين حرصوا على تقديم الأمثلة الملهمة من خلال تعزيز مشاركتها في جميع القطاعات وتوفير الموارد اللازمة لتحقيقها النجاح في ريادة الأعمال، وتوفير الفرص وتجيع الابتكار وتطوير المهارات التي تساهم في نجاحها في هذا المجال.

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

كيف تواكبين الابتكار في مجال عملك الخاص في ريادة الأعمال، خاصةً في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة؟

التعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا الحديثة هما مفاتيح للنجاح في بيئة ريادة الأعمال المتطورة، لذلك أحرص وبشكل مستمر على مواكبة جميع المتغيرات، والاستماع إلى الأفكار الجديدة والتوجهات الحديثة للجيل الشاب، ومعرفة الخطوات التالية للبقاء في المقدمة واستغلال الفرص التكنولوجية بشكل فعّال، فما ينجح اليوم قد لا يكون كافياً غداً.

نسعى لتمكين الشباب وتحقيق تطلعاتهم في مجال ريادة الأعمال من خلال الاستفادة من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال

من خلال المنصب الذي تتولونه في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ما هو دوركم في دعم رواد الأعمال الشباب، وما هي أهم المبادرات التي تسعون لطرحها في المجلس؟

يكرّس أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة جهودهم لدعم رواد الأعمال من خلال مبادرات مبتكرة ومناقشات استراتيجية تتسم بالعمق والجودة، وعلى الرغم من أن المجلس لا يزال في بداياته، فإننا نركز بشكل خاص على تعزيز بيئة العمل لرواد الأعمال الشباب، مستندين في رؤيتنا على الشراكة الفعّالة مع الجهات المعنية لتطوير برامج دعم ومبادرات تحفز الابتكار وتوفر الموارد اللازمة للنمو..

لذلك نسعى لتمكين الشباب وتحقيق تطلعاتهم في مجال ريادة الأعمال من خلال الاستفادة من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال لتوجيه ومساندة الشباب ليتمكنوا من تجاوز التحديات وتحقيق النجاح في مسيرتهم الريادية.

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

ما بين مسؤولياتكِ كنائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ودوركِ كرئيس تنفيذي لشركة سلطان بن علي العويس العقارية، كيف توفقين بين هذين الدورين وتحققين النجاح؟

في شركة سلطان بن علي العويس، قمت بتدريب الجيل الرابع من العائلة لتولي بعض المسؤوليات التي كنت أتحملها سابقاً، وهو ما منحني الوقت الكافي لموازنة مسؤولياتي بين المنصبين، كما أن العمل مع فريق من المختصين ساعدني على تخصيص وقت كافٍ لكلا الدورين، وأتاح لي الفرصة للتركيز للمشاركة في العمل البرلماني من خلال المجلس الاستشاري الذي أضاف لي خبرة جديدة متجددة.

ما هي أبرز التحديات التي تواجهك في إدارة وقتك بين المسؤوليات والمهام المتعددة؟

التوازن هو المفتاح لإدارة الوقت بين المسؤوليات والمهام المتعددة، لذلك أحرص على تقييم الأولويات وتنظيمها وفقاً لحاجتها، لا أنكر في البداية، كان من الصعب ضبط إيقاع الوقت بشكل فعّال، لكن بعد إجراء بعض التعديلات وتفويض بعض المسؤوليات للآخرين، تمكنت من تحقيق توازن أفضل، والتركيز في توجيه الوقت نحو المجالات التي تحقق تأثيراً وتسهم في متابعة رؤية الشارقة، ما يساعد على تحقيق النجاح في كلا الدورين بشكل فعّال.

حليمة العويس: ريادة الأعمال تزدهر بالتعلم المستمر والتكيف مع التكنولوجيا

ما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه رائد الأعمال؟

تعد التنافسية العالية، والابتكار المستمر، وإدارة الموارد بفاعلية، من أكبر التحديات التي يمكن أن يواجهها رائد الأعمال، في المقابل تعمل دولة الإمارات على تقديم الدعم اللازم لتجاوز هذه التحديات عبر إنشاء منصات لتبادل المعرفة والتجارب، وتقديم المشورة الفنية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.

ما هي رؤيتك المستقبلية لمجال ريادة الأعمال في الإمارات، وكيف ترصدين تطور دور المرأة في القطاع الخاص؟

يشهد قطاع ريادة الأعمال في الإمارات نمواً ملحوظاً وتطوراً مستمراً، ونحن بصدد رؤية المزيد من الشركات التي يتم إنشاؤها وتوسعها على مستوى عالمي، وذلك بفضل البنية التحتية القوية التي توفرها الإمارات، والتي تسهم في تسريع تطور الأفكار التجارية، تقدم دولة الإمارات خدمات متنوعة تسهم في بناء هيكل شامل مع قاعدة قوية لازدهار الأعمال في مختلف القطاعات..

هذه البيئة الداعمة تعزز التوقعات الإيجابية لاقتصاد الدولة، وتواكب تطور دور المرأة في القطاع الخاص، وسنشهد تنوعاً كبيراً في حضور النساء عبر جميع القطاعات، ما يعكس تزايد تمكين المرأة في دولة الإمارات ويعزز من مشاركتها الفاعلة في الاقتصاد الوطني.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة