8 أكتوبر 2024

ريادة الأعمال.. بوابة لدعم مشروعات المرأة الإماراتية

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

ريادة الأعمال.. بوابة لدعم مشروعات المرأة الإماراتية

خطوات سبّاقة اتخذتها المرأة الإماراتية في مجال ريادة الأعمال، معلنة تمسكها بتحقيق نجاحات واسعة وإنجازات متتالية، بهدف إثبات ذاتها وتعزيز ثقتها بنفسها.

طرقنا أبواب جهات ومؤسسات متخصصة في تهيئة المناخ التحفيزي للمشاريع الريادية، لنستعرض من خلالها كيف غيّرت المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حياة بعض النساء وجعلتهن أكثر قدرة على مواجهة متطلبات الحياة وتحسين حياتهن وأسرهن للأفضل.

المشروعات تعزز ثقة النساء بأنفسهن

فاطمة آل علي، مديرة مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رواد» بالتكليف، تقول: «قبل البدء في أي مشروع، رائدة الأعمال بحاجة إلى أن يتوفر لديها الرغبة والحماس اللذان يدفعانها للانطلاق بمشروعها الخاص مهما كانت التحديات والصعوبات التي تواجهها، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار آراء ونصائح ذوي الخبرة والمختصين في المجال الاقتصادي للمشروع وضمان إعداد دراسة جدوى اقتصادية مبنية على مصادر من البيانات الحديثة والموثوقة والتي تسهم بدورها في توفير الوقت والجهد والتكلفة الإجمالية لإطلاق المشروع..

فبلا شك غيّرت المشروعات الصغيرة والمتوسطة حياة العديد من النساء بشكل كبير، إذ منحتهن فرصة لتطوير مهارات جديدة وتحقيق الاستقلال المالي، الذي جعلهن أكثر قدرة على مواجهة متطلبات الحياة، فمن خلالها تمكنت المرأة من تحقيق دخل إضافي أو أساسي لأسرتها، ما ساعد على تحسين مستوى المعيشة وتلبية الاحتياجات اليومية للعديد منهن..

كما أسهمت في تعزيز ثقة النساء بأنفسهن وزيادة مشاركتهن في المجتمع المحلي، ووفرت لهن منصة للإبداع والابتكار لتحقيق أهدافهن الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل أخرى لغيرهن، ما أسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة والمجتمع بشكل عام، كل ذلك تحت مظلة حكومتنا الرشيدة ودورها البارز في دعم المشاريع الوطنية، خاصة في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة».

ريادة الأعمال.. بوابة لدعم مشروعات المرأة الإماراتية

وذكرت فاطمة آل علي، أن «رواد» منذ تاريخ تأسيسها وحتى نهاية عام 2023 قدّمت خدمات الدعم لرائدات أعمال بلغ عددهن 471 للفئة العمرية من 21 سنة وما فوق في مختلف القطاعات الاقتصادية..

ومن الأمثلة الناجحة لمشاريع رائدات أعمال أطلق مشاريعهن تحت مظلة المؤسسة، مشروع مركز طبيب الحيوانات لصاحبته رائدة الأعمال سارة وحيد الزاكي، والتي استقبلت المؤسسة طلبها للحصول على خدمات الدعم المتنوعة لتأسيس مشروعها، حيث نشأت فكرته لديها بعد أن لاحظت عدم توفر المعرفة الكافية لدى أصحاب الحيوانات الأليفة وثقافة التعامل معها والرفق بها، رغم وجود عيادات بيطرية عديدة في الشارقة، والتي تكونت من خلال خبرتها لمدة 10 سنوات في مجال الرفق بالحيوان..

وقررت إنشاء عيادة بيطرية للحيوانات الأليفة لا يقتصر مفهومها على مجرد منشأة طبية توفر خدمات العلاج الطبي لهذه الكائنات، بل أرادت أن تكون بمثابة مركز مجتمعي متكامل لها، وبلا شك واجهت سارة صعوبة في الحصول على التراخيص اللازمة لممارسة نشاطها في مجمع الفلل التجارية في الزاهية، وتطلبت متابعة ذلك منها فترة زمنية طويلة، فضلًا عن ارتفاع تكلفة معالجة هذه الصعوبات، ما زاد من التكلفة الاستثمارية للمشروع..

ولكونها رائدة أعمال، وجدت صعوبة أخرى في التعامل مع المقاولين والعمال، ما اضطرها لاكتساب مهارات جديدة للتواصل معهم، لتقوم مؤسسة «رُوّاد» بدعهما من خلال الإعفاءات من الرسوم والتراخيص، ما ساعدها في توجيه الموازنة لمجالات التطوير وتجهيز المشروع بمعدات أفضل.

إعداد دراسة الجدوى لفكرة المشروع لها تأثير إيجابي في إطلاقه والاستمرار فيه لسنوات

حالة أخرى استطاعت من خلال مؤسسة «رواد» تحقيق حلمها، تخبرنا عنها فاطمة آل علي «استطاعت شما سلطان الحوسني، صاحبة مشروع «روز بيلا بوتيك»، تأسيسه في عام 2022، بعد أن داعب مخيلتها منذ الطفولة، إذ كان لشغفها في التعامل مع الأزهار وتنسيقها بصورة جمالية الدور الأكبر في أن يرى مشروعها النور، وبمرور الأعوام تولدت لديها الرغبة والطموح في إنشاء مزرعتها الخاصة بالأزهار، ووجدت لها مكانا على أرض الواقع في منطقة مويلح التجارية، لتخدم الجمهور وتستمر في النجاح..

وتمثلت أبرز الصعوبات التي تجاوزتها شما، إنشاء شبكة علاقات فاعلة مع الموردين، مع تحقيق الموازنة ما بين كمية طلبات الزهور المستلمة من الموردين وحجم المبيعات في الوقت نفسه، وكذلك التعامل مع تفاوت الأسعار حسب المواسم وأوقات الذروة..

وضمن خدمات المشروع عملت شما على توفير واستيراد الزهور المميزة بأقل الأسعار وبجودة عالية من هولندا بشكل أسبوعي، ليتم حفظها في وحدات التخزين المبردة داخل المحل، إضافة إلى ابتكارها تصاميم جديدة لباقات الورود، والتي تتوافق مع نوع المناسبة وتلبي جميع الأذواق، وغيرها من الخدمات».

في نصيحتها لرواد الأعمال أفادت آل علي بضرورة العمل على إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لفكرة المشروع، لما لها من دور وتأثير أساسيين وإيجابيين في إبراز مدى إمكانية إطلاق المشروع والاستمرار فيه لسنوات عدة مع قابلية التطوير والتوسع والتحسين في خدماته أو منتجاته وجدواه الاقتصادية.

توفير فرص عمل مستدامة للمرأة

من جانبها، تبين شريفة حسن الظهوري، مديرة مراكز «إرثي» لتطوير المهارات، «يسعى مجلس إرثي للحرف المعاصرة، من خلال برامجه التدريبية المتنوعة، إلى صقل المهارات المهنية والإبداعية للمشاركات، وتمكينهن من ابتكار منتجات فريدة تعكس أصالة التراث الحرفي، وبفضل الدعم المتكامل الذي يقدمه المجلس، بدءاً من التدريب وحتى الحصول على الرخصة التجارية المنزلية، تستطيع الحرفيات إطلاق مشاريعهن الصغيرة والمتوسطة، ما يساعدهن في تحقيق الاستقلال المالي وتعزيز مكانتهن في المجتمع..

إذ تسهم هذه المنتجات الحرفية التي تحمل بصمة هوية الإمارات، في تنشيط الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث الثقافي، وتوفر فرص عمل مستدامة للمرأة، فقد بلغ عدد الحرفيات اللواتي استفدن من برامج التدريب 500 حرفية، ما يسهم في إنتاج أكثر من 500 منتج حرفي متنوع تابع للمجلس».

ريادة الأعمال.. بوابة لدعم مشروعات المرأة الإماراتية

تقدم شريفة الظهوري أمثلة على قصص النجاح التي أسهمت برامج التنمية الاجتماعية التابعة لمجلس «إرثي» للحرف المعاصرة في تحقيقها «نقدم مجموعة متنوعة من البرامج والورش التدريبية التي تغطي مختلف جوانب الحرف اليدوية، مثل: الحرف الإماراتية «التلي» و«السفافة»، وهما من الحرف اليدوية التراثية المعروفة، والتطريز والفروخة وصباغة الخوص..

بالإضافة إلى دورات التدريب المختلفة، لتعزيز ثقة الحرفيات بأنفسهن وعرض أعمالهن وتدريبهن على نقل المعرفة والمهارات التي اكتسبنها للأجيال القادمة، فلدينا أكثر من 500 حرفية تتراوح أعمارهن من 18 إلى 85 عاماً، وعلى الرغم من كبر سن بعض الحرفيات إلا أنهن يتحلين بالعطاء والرغبة في إثبات الذات..

وقد أطلقنا عدداً من المشاريع الخاصة التي تعنى بتصميم وإنتاج المنتجات المختلفة باستخدام الحرف والمهارات المكتسبة من البرامج ومنها مشروع نواعم التول، ومشروع إبر الخوات، ومشروع غزل، وتُعد الحرفيات شيخة النقبي وموزة حسن، مثالين بارزين للحرفيات اللواتي شهدت مسيرتهما نمواً ملحوظاً بعد انضمامهما إلى برامج مركز «إرثي» التدريبية، فقد تمكنتا من تطوير مهاراتهما الحرفية بشكل كبير، وحصلتا على شهادة مدرب معتمد، ما أهلهما لتولي دور فعال في تدريب وتوجيه جيل جديد من الحرفيات..

كما لعبتا دوراً محورياً في إثراء المشهد الثقافي المحلي من خلال مشاركتهما النشطة في ورش العمل والمعارض المتخصصة، وتجسّد قصتاهما نموذج نجاح ملهماً، حيث لم تقتصرا على تحقيق الإنجازات الفردية، بل أسهمتا بشكل مباشر في تطوير وتنمية مجتمع الحرفيات بأكمله».

ريادة الأعمال.. بوابة لدعم مشروعات المرأة الإماراتية

صندوق خليفة نافذة رائدات الأعمال

يقدم صندوق خليفة لتطوير المشاريع كل التسهيلات لرائدات الأعمال، ويبحث سبل توفير الدعم اللازم من أجل الارتقاء بالمرأة الإماراتية، وهذا ما تجسده مثلاً، ريم الحساني، رائدة أعمال في صناعة القوارب بالإمارات، والتي استطاعت تجاوز كثير من التحديات من خلال صندوق خليفة، فكان للمنحة المقدمة لها في بداية مشروعها منذ سنوات، وهي عبارة عن مسطح مائي بالتعاون مع إدارة الموانئ، بجانب عضويتها في الصندوق التي سهلت لها التعامل مع الجهات والدوائر المختلفة، الأثر في إدارة مشروعها الاستثماري بنجاح وتفوقها في مجالها بشكل ملحوظ..

قصة نجاح أخرى لرائدة الأعمال شيماء المحياس، والتي قدّمت للمجتمع تجربة فريدة من نوعها بتأسيسها أول «سبا» مخصص للأطفال من عمر شهرين إلى سنة ونصف السنة، وفيه تقدم العلاجات التي تعمل على تحسن الجهاز الهضمي للأطفال بعد عملية «المساج» في الماء، ما يساعد الأمهات في تخطي كثير من العقبات التي تواجههن مع أطفالهن في مراحل أعمارهم الأولى..

قصة أخرى أتاح صندوق خليفة لصاحبتها فرصة الانطلاق والإبداع في مجال الحلويات، وبطلتنا هي رائدة الأعمال فاطمة بوهنّاد، صاحبة كافيه بتر ديزرت صالون، والمتخصص في تقديم القهوة والحلويات والأطباق الخفيفة، حاز مشروعها استحسان الزوار ليصبح النجاح حليفها وطريقها في مجال «البزنس»، أمثلة كثيرة ساعدها صندوق خليفة لدعم المشاريع في إزالة العقبات أمامها، لترى بعينيها نجاح جهودها على أرض الواقع وتثبت ذاتها وتحقق أمنياتها في الحياة.

 

مقالات ذات صلة