شهد معرض جيتكس 2024، عرضاً مبهراً للإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، لا سيما الزراعة، والتعليم، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، فقد أظهرت التقنيات الحديثة التي تم استعراض بعضها في المعرض، بوضوح، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي، أن يكون محرّكاً للتغيير الإيجابي وتحسين جودة حياة الناس
الذكاء الاصطناعي في خدمة الزراعة
ففي جناح «دو تك» تم عرض العديد من الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاج الزراعي، مثل أنظمة الرّي الذكي التي تستخدم البيانات لتحسين استخدام المياه، والروبوتات الزراعية التي تقوم بمهام الحصاد والزراعة بدقة عالية، حيث لفتت نورة الخرجي، لأهمية استخدام «الفلاتر» الذكية لمعرفة حاجة التربة في فترات مختلفة من السنة..
كل هذا، وأكثر، يتم من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بتحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات الجوية، لتحديد الأمراض التي تصيب المحاصيل مبكراً، ما يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المحاصيل، إضافة لوجود الروبوتات التي تساعد على عملية زراعة النبتة، وحصادها، فيما بعد.
نمو الثروة الحيوانية
كما استعرضت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، في جناح إمارة الشارقة، تجربة الإمارة الناجحة في قطاع الزراعة، بفضل تبنّيها أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي. فقد أوضح المبرمج عبدالعزيز الحسواني، أن هذه التقنيات أسهمت في تحسين جودة مزارع القمح، عبر تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، مثل المياه والأسمدة، من خلال أنظمة الرّي الذكية، ومراقبة التربة الدقيقة.
كما تم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الزراعية لتوقّع الأمراض والآفات مبكراً، واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. وفي مزرعة ألبان مليحة، أسهم الذكاء الاصطناعي في مراقبة صحة الأبقار، وتغذيتها، ما أدّى إلى زيادة إنتاج الحليب، وتحسين جودته. إضافة إلى ذلك، تم استخدام الروبوتات في بعض المهام الروتينية، ما أسهم في زيادة الإنتاجية، وتقليل التكاليف.
الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب، حيث يتم تحليل نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وتقديم محتوى تعليمي مناسب له، إضافة إلى تقييم أداء الطلاب بشكل أسرع، وأكثر دقة، ما يساعد المعلمين على فهم احتياجات طلابهم بشكل أفضل.
وفي جناح وزارة التربية والتعليم لفت تطبيق معلم الذكاء الاصطناعي الافتراضي (AI Tutor)، زوار المعرض، لمعرفة كيفية الاستفادة من هذه التقنية لتحسين المستوى الدراسي للطلبة، ولتناسب احتياجات كل طالب على حدة، عبر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقدم تقييمات فورية من خلال اختبارات معيّنة.
كما كشف الجناح عن تقنية «مترجم لغة الإشارة الإماراتية» المدعم بالذكاء الاصطناعي، لتعزيز العملية التعليمية لذوي الهمم، من الصمّ والبكم، في مدارس الدولة، من خلال ترجمة لغة الإشارة الإماراتية بدقة، إلى لغة منطوقة، للتغلب على حواجز التواصل بين الطلبة.
مها.. «الروبوتة المعلمة»
أما في جناح «دو تك»، كان الكشف عن المعلمة الروبوت مها، هي المفاجأة التي ستسعد الطلبة الذين يبحثون عن طرق أكثر سهولة لمفهم المنهج الدراسي، فهي تجيب عن العديد من الأسئلة في مادة الرياضيات، أو الفيزياء، والعديد من المواد الدراسية، من خلال طرح الأسئلة، وهي تقوم بتحليلها وتقديم الإجابات المختصرة عنها، بل تقدم حلولاً مختلفة لتعلّم كيفية تحليل المعلومات أثناء العملية الدراسية.
رفع كفاءة الموظفين
وحول تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع العمل، التقينا نعيم يزبك، المدير العام لمايكروسوفت الإمارات، الذي تحدث عن توظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير المواهب المحلية، من خلال مبادرة «المهارات الوطنية للذكاء الاصطناعي»، لرفع كفاءة 100 ألف موظف حكومي في الإمارات، لتعزيز المهارات المطلوبة لاغتنام الفرص اللامحدودة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، لدعم مسيرة الإمارات في هذا المجال، ولبناء قاعدة من المواهب في قطاع العمل، من خلال تزويد الموظفين الحكوميين بالأدوات، والمعرفة اللازمة لاستغلال الذكاء الاصطناعي بفعالية في الوظائف التي يقومون بها.
الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم الإلكترونية
في الوقت الذي تتطور فيه تقنيات الحماية من الجرائم، يزيد تطور أدوات الجرائم، بخاصة الإلكترونية، لذلك يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات كبيرة من البيانات لكشف أنماط الجرائم الإلكترونية، بشكل عام.
وفي جناح إمارة الشارقة، شرحت لنا الملازم أول نوف الهرمودي، طرق التفاعل مع التقنيات التي توفرها شرطة الشارقة عبر قسم مكافحة الجرائم الإلكترونية، والتي تتم عن طريق تطبيق ذكي، ولا يتم التفاعل مع أي شخص بشري للتبليغ عن هذه الجرائم، بما فيها حوادث التنمّر، والابتزاز الإلكتروني، ويقوم التطبيق باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين على الإنترنت، للكشف عن الحسابات الوهمية والأنشطة المشبوهة، وتتبّع الجرائم الإلكترونية وتحديد هوية الجناة.