مذ كانت طفلة، كانت ليلى تحلم بأن تقود فريق عمل، فتستطيع من خلال عملها السيطرة على عدد من الموظفين الذي يأتمرون بأمرها، ولا يعصونها في أيّ طلب تطلبه منهم.
هكذا توهمت ليلى وهي طفلة، وكبُر معها هذا الوهم، وازدادت إصراراً على تنفيذ فكرتها، وتحقيق حلمها بأن تكون مديرة تنفيذية، أو رئيسة قسم، أو أكبر من ذلك.
درست ليلى، وحصلت على شهادة جامعية في الإدارة، لكنها لم تتعلم، ولم تهتم بالجوانب الرئيسة لوظيفة مدير، والقواعد التي تجعل من المدير إنساناً ناجحاً، يستطيع أن يحوّل مكان عمله إلى خليّة نشاط، وينشر المحبة والوئام بين كل العاملين معه.
وتحققت أمنية ليلى، بعد بحث عن شركة تليق بأحلامها، وبعد محاولات اتصال مع أشخاص لهم باع في المجال. ولم يمضِ على تسلّمها الوظيفة سوى ثلاثة أعوام، إلا وكان كتاب الطرد على مكتبها، ذلك أن الموظفين العاملين معها، وعددهم عشرة ممن يملكون الخبرات ومن حمَلة الشهادات من مختلف الأعمار، قرروا أن يوقعوا على عريضة ضدها، ويقدموا شكوى للمدير العام الذي كان على علم بالكثير من تصرفاتها، لكنه أعطاها الفرصة عساها تكتسب خبرة، وتغيّر أسلوبها في التعامل مع من هم تحت قيادتها.
بعض الخطوات لتكون مديراً ناجحاً
عندما تتسلّم منصباً إدارياً عليك بالأخذ ببعض القواعد والمعطيات التي تجعل منك مديراً ناجحاً، يأمر فيُطاع، ويتكلم فيُسمع، وينصح فيُعمل بنصائحه، إلى جانب أن يكون له مكانة في نظر وقلوب الذين يتعامل معهم.
وعندما تتسلمّ المنصب في شركة جديدة، ستجد نفسك أمام تحديات كثيرة، فهذا النوع من الوظائف قد يكون صعباً ويحتاج إلى خبرة وصبر، حتى بالنسبة إلى المديرين الذين يظنون أنهم على كفاءة تخوّلهم العمل مع أي فريق جديد.
ما يجب أن تفعله لكي تكون مديراً ناجحاً
1- حدّد الأشخاص الذين تأثروا بشكل مباشر بقدومك:
يعتمد نجاح كبار المسؤولين التنفيذيين على اهتمامهم بالمصلحة العامة، بقدر ما يعتمد على قدرتهم على القيادة. لذا ضع خطة للتواصل، واسعَ للوصول إلى توافق في الآراء. تعرّف كذلك إلى ذهنية العاملين معك، فذلك سيؤثر في الخطة التي ستضعها للتعامل معهم، كما أن الإصغاء لهم يعطيك فكرة عن رأيهم بمديرهم الجديد.
2- ليكن هدفك النجاح بأسرع ما يمكن:
من الضروري أن تسجّل بسرعة، النقاط التي ستعمل عليها، فهذا يساعدك على معرفة بعض المشكلات مهما كانت بسيطة، وذلك يعزز مصداقيتك لدى الموظفين، كما عليك أن تخبرهم عن أولوياتك في العمل.
3- ضع خطة عمل:
فكّر في الأسئلة المهمة التي ستطرحها على موظفيك. وحدّد أصحاب المواهب والقدرات ممن يمكنك الاعتماد عليهم. فلو اخترت حولك أشخاصاً لا يملكون الكفاءة والالتزام والموهبة، فإن خطتك ستؤول بنسبة كبيرة إلى الإخفاق.
4- ليكن لك أسلوبك الخاص في الإدارة:
ليس هناك أسلوب مشترك وموحّد لدى الإداريين، لذا عليك اكتشاف أسلوبك الذي سيقودك إلى النجاح، ويبيّن نقاط قوّتك.
5- افهم ثقافة الشركة:
لكل شركة ثقافتها، الرسمية وغير الرسمية، وهي تشكل باعثاً حاسماً للقيام بتحسينات تنظيمية، وعلى أساسها يمكنك أن تتيقن من أن الموظفين يتماشون مع قوانين الشركة، واستراتيجيتها.
1- امسح ما مضى بتعقل:
لا تحاول تغيير الأشياء من أجل تغييرها فقط، فهذا خطأ فادح، ولا تتجاهل عمل المديرين الذين سبقوك، وتستخف به، حدّد كل ما يحتاج فعلاً إلى التصحيح، وقم بإجراء التغييرات من دون أن تُخلّ بالإيقاع العام. وتذكّر أن أي تغيير ستجريه يجب ألا يكون محايداً، أو بين بين، ففي الإدارة إما نجاح، وإما إخفاق.
2- ارسم دائرتك الخاصة:
لتحقيق النجاح، على كبار المسؤولين التنفيذيين تطوير شبكة من الاتصالات والتحالفات مع أشخاص من مختلف الدوائر. وليكن لديك، على الأقل، جهتا اتصال كي تضمن توفر المعلومات الصحيحة، والتي لا التباس فيها. كما أنه من خلال الاهتمام بالآخرين، ستتمكن من البقاء على اطّلاع بما يحدث، وعلى كيفية تكيّف الموظفين مع التغيير، ومدى تقبُّلهم له.
3- حاول أن تجد إجابة عن كل سؤال:
إن محاولة حلّ كل المشكلات تشكل أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المديرون الجدد. انتقِ الأسئلة المهمة والحاسمة التي تطرح عليك، وحدّد تلك التي يمكنك تأجيلها.
4- تأكد أن نجاحات اليوم هي امتداد لنجاحات الأمس:
حاول أن تعرف ردود الفعل تجاه قراراتك، والتغيّرات التي وصلت إليها، وخذ فترة من التفكير والراحة قبل نقاش أي موضوع يبدي فيه الموظفون معارضة، أو محاولة للنقاش.
5- لا تعتمد على قسم الموارد البشرية:
قمْ بنفسك بتحديد الموظفين من ذوي المواهب الذين تحتاج إليهم، ولكن قبل تعيين أي موظف جديد، حاول تحديد كفاءات ومهارات الموظفين الذين هم تحت إدارتك حالياً، وفكّر في تقديم خطة التطوير الوظيفي لكل واحد منهم بشكل فردي، كي تستطيع تحديد قدرات كل موظف على حدة، وبناء عليه تسلّمه المهمات المنوطة به.
