إذا كنت تتساءل لماذا تشعر بالتعب والكسل طوال الوقت، فاعلم أن التوتر هو السبب. فالبعض يستخف بالآثار السلبية للتوتر، ولا يعرف أنه المذنب الحقيقي في حرمان نفسه من النوم، وضعف التركيز، والعصبية الزائدة، لذلك ظهرت في الآونة الأخيرة عدة طرق لا تتوقعها للتخلص من التوتر.
إذا ما شعرت بالتوتر، فضع كرة مطاطية في يدك وواصل الضغط عليها، هذه هي النصيحة المعتادة لمحاربة التوتر. ولكن إذا كنت ممن يريد شيئاً مختلفاً تماماً، فهناك عدد من الطرق يقول الخبراء إنها فعالة وتخفّف عن كاهلك أعباء توترك، نستعرض عدداً منها:
تخيّل وجود بالون في معدتك لاستعادة التنفس
من الطبيعي أن تشعر بضيق وقصر نفس عندما تصاب بالتوتر؛ إذ إن عضلات التنفس، ومن ضمنها الحجاب الحاجز، تصبح مشدودة ومتوترة عندما تتهيج وتتوتر، فتشعر بحاجتك إلى أخذ دفعات سريعة من الشهيق. والحل هنا لإراحتك هو تمارين التنفس البسيطة، حيث تساعدك على استعادة نسق التنفّس الطبيعي من جديد والتحكم فيه، وتسمح بتدفق كمية ثابتة من الأوكسجين إلى الرئتين.
وتعرف الدكتورة أوليفيا ريميس، من جامعة كامبريدج، بأنها أشهر خبيرة في العالم في التعامل مع التوتر، كما أنها مدرّبة حياة، ولها كتاب عن إدارة التوتر، وتنصح قائلة: «عندما يكون تنفّسك سريعاً، عليك ممارسة بعض تمارين التنفس من البطن. تخيل وجود بالون في معدتك وفي كل مرة تتنفس يتوسع البالون، ثم يتقلص عند كل زفير. عاود هذا التمرين بضع مرات وستجد أن تنفّسك عاد مناسباً ومسترخياً».
اخرج للركض كي يتحسن مزاجك
تساعد اليوغا وممارسة التمارين أيضاً على التحكم في التنفس، ولكن من النصائح الحديثة والمثيرة: الركض، فهو مجهود بدني مميز يعمل على إفراز هرمونات في جسمك تدعى «الأندورفين»، وهي مهدئات ألم طبيعية، وتعمل كذلك على تحسين المزاج فتشعرك باسترخاء أكثر. وهناك مصطلح شاع مؤخراً أيضاً وهو «نشوة الركض»، وهو شعور بالراحة ينتابك عند الركض أو ممارسة التمارين. ويبين الخبراء أن الركض يحفّز رد فعل للهرمونات يسمى «رد فعل الغدد الصماء»، وقد فهم العلماء مؤخراً أن النسيج العضلي نفسه، هو عضو غدد صماء. فالعضلات تفرز بعض عوامل النمو التي ترسل لاحقاً، إشارات إلى بقية أنسجة الجسم والدماغ.
اسبح في مياه باردة ليقل هرمون التوتر
اشتهر ويم هوف بلقب الرجل الثلجي، حيث بات معروفاً في جميع أنحاء العالم بمغامراته التي لا تصدّق، وتتمثل في السباحة والجلوس والغوص والمكوث في مياه متجمدة دون أن يبالي بالبرودة الشديدة، ولا يشتكي من تداعياتها. إن مجرد تخيّل أنك تضع قدميك في مياه باردة جداً، يجعلك تشعر برهبة، فما بالك عندما ترمي جسمك كله في مياه ثلجية! ربما تبدو خطوة كبيرة للغاية للتفكير فيها، ولكن أظهرت هذه الطريقة فاعليتها في التعامل مع التوتر ومحاربته، وهذا ما توصلت إليه ـ مثلاً ـ دراسة إيطالية نشرت عام 2021، بعد أن بحثت ودقّقت في التأثيرات العنيفة للسباحة في مياه البحر في ردود أفعال التوتر.
وشارك في الدراسة نحو 230 شخصاً من جميع الأعمار، بعضهم شباب وآخرون بلغوا التسعين، وتبين من خلال الاستقصاء أن الأشخاص الذين سبحوا في البحر في عز الشتاء تمتّعوا بعدها بإدراك عالٍ ورفاهية العيش. ليس هذا فقط؛ بل ظهروا أيضاً قادرين على التعامل بشكل أفضل مع حالات وظروف ومواقف التوتر، مثل التعرض لأجواء باردة.
ولكن لماذا تقلل السباحة في المياه الباردة التوتر؟
أشارت دراسة أخرى جرت قبل بضع سنوات إلى أن التعرض للمياه الباردة يغرق الجسم في الأندورفين، الذي يتم إفرازه في الجسم عند الركض. وفي الوقت نفسه، يعتقد الخبراء أن لهذه الطريقة رد فعل عكسي على «الكورتيزول»، وهو الهرمون المحفز للتوتر، ولكن حذار، فالغوص في مياه باردة يمكن أن يكون خطراً.
احتضن حيواناً أليفاً فينخفض الكورتيزول
من المعروف أن تمضية الوقت مع من تحب، سواء كان شريك حياتك أو عائلتك أو أصدقاءك، يمكن أن يخفف توترك. ولكن اتضح أن تمضية الوقت مع حيوان أليف يمكن أن يكون له التأثير نفسه، فقد ثبت أن التواصل مع الحيوانات الأليفة يقلل مستويات الكورتيزول.
هذا ما أثبتته دراسة أجريت في جامعة يوك، وجامعة لينكولن، شارك فيها أكثر من 6000 شخص، حيث راقب الباحثون العلاقات والتواصل بين البشر والحيوانات خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة «كورونا»، وتبين أن الحيوانات قدمت للبشر الدعم المعنوي، وساعدت في محاربة الوحدة والتوتر. ويقول العلماء إن الجلوس مع حيوان أليف يمكن أن يجعلك تشعر بالتخلص من الثقل الذي يجثو على صدرك. كما يمكن استخدام هذه الطريقة مع طلبة الجامعات الذين غالباً ما يشعرون بالتوتر، لذلك نشاهد في الفترة الأخيرة زيادة افتتاح جلسات علاج التوتر داخل مزارع تربية الحيوانات الأليفة، حيث يقضّـي الأشخاص معها وقتاً يقولون إنه يساعدهم على الاسترخاء والتخلّص من التوتر.
اصفع نفسك كي تتحرر مشاعرك
ربما يبدو أمراً مضحكاً أو غريباً، ولكن ترى بعض الدراسات أن صفعك وجهك يمكن أن يخفّف توترك. الغريب أيضاً أن هذه التقنية ظهرت في التسعينات وكانت تسمى «تقنية تحرير المشاعر»، وكانت بعض العيادات تتقاضى 80 جنيهاً إسترلينياً عن كل ساعة صفع، وتعطيك أيضاً دليلاً يبين كيفية صفع نفسك حتى تتحرر من التوتر. وبحسب أحد الخبراء، فإن هذه الطريقة تساعد على توازن الطاقة، وتقليل الألم البدني والعاطفي، ولكن لا تزال إثباتات مدى نجاعة هذه الطريقة محدودة.
دلّك قدميك لتتخلص من الشد العصبي
قضاء يوم في منتجع يمكن أيضاً أن يساعدك على الاسترخاء، ولكن هناك دليل على طريقة بسيطة ومجانية تحقق لك الهدف نفسه، وهو التخلص من التوتر والشد العصبي، وهذه الطريقة هي تدليك قدميك. ويشبه الخبراء هذه الطريقة بالوخز بالإبر الصينية؛ إذ يعتقدون أن الضغط على نقاط معينة في قدميك بالإبهام والأصابع، يحرر الاحتقان ويشجّع على تدفق الطاقة، وتشير مواقع بعض المستشفيات إلى أن هذه الطريقة مفيدة للاسترخاء وإزاحة التوتر.
