13 فبراير 2023

في عيد الحب.. خطوات بسيطة لشحن عواطفكم وإسعاد شريك حياتكم

محررة متعاونة

محررة متعاونة

في عيد الحب.. خطوات بسيطة لشحن عواطفكم وإسعاد شريك حياتكم

يمكن أن يكون «عيد الحب» فرصة جديدة لكل شخص يريد أن تكون علاقته أفضل مع شريك حياته. إذ من المهم البحث عن عادات لتقوية الحب بين الزوجين، وإعادة إحياء ما قد يمكن أن يتدمّر نتيجة المشاكل اليومية التي تطل برأسها على حياتهما باستمرار. فالحب بين الزوجين يعد مخلوقاً حياً يحتاج إلى أطعمة تقوي بنيته. وهذا نحصل عليه بفضل عادات يومية تتم صياغتها بشكل مشترك، وتتضمن تصرفات بسيطة تجمع بيننا وكلمات تقوّينا، ومداعبات تجلب لنا السعادة ومساحات مشتركة مسكونة بالتقارب الجسدي والعاطفي الضروري.

سألت «كل الأسرة» خبراء العلاقات الزوجية والأسرية والمختصين في علاج المشاكل الزوجية وتعديل السلوك عن أهم العادات التي تعزز وتقوّي الروابط العاطفية والحب بين الزوجين، وما هو سر العلاقة الزوجية التي تدوم طويلاً، وما هي الممارسات الخطأ التي تفسد احتفال الزوجين بهذه المناسبة، وكيف نتجنّبها لنجعل حياتنا مع شريك الحياة أفضل وأكثر ثقة.

روتين جديد يذيب الخلافات العالقة بين الزوجين

تؤكد الدكتورة هايدي رستم، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية والمختصة في الإرشاد النفسي وتعديل السلوك في القاهرة «الزوج والزوجة يختلفان بشكل كبير في احتياجاتهما النفسية، فالرجل بطبيعته يعشق الاهتمام والاحترام والتقدير، والمرأة تنتظر دائماً إغراقها بالحب والغزل، وملاطفتها بمفاجآت جميلة حتى وإن كانت بسيطة، خاصة في المناسبات.

وفي الحقيقة، عيد الحب يعد بمثابة فرصة ذهبية لاستعادة الدفء والحب والمشاعر الملتهبة بين شريكي الحياة، فللأسف معظم الأزواج حتى وإن كانوا سعداء لا يشعرون بأن لديهم وقتاً للترفيه مع بعضهم بعضاً. وعلى الرغم من أن المرأة دائماً ما تحتاج إلى الشعور بالأمن والحب، وفي كثير من الأحيان قد تغفر لزوجها تغافله عن ذلك الاحتياج المهم بالنسبة لها، إلا أنها تنتظر هذا الأمر تحديداً في المناسبات الخاصة، حتى وإن تم ذلك بطريقة بسيطة مثل قول: أنا أحبك».

وتشدد الدكتورة هايدي رستم على أن الزوجة مع ضغوط الحياة اليومية والأعباء التي تتعرض لها وتزداد فوق كاهلها كل يوم، تحتاج إلى الشعور بأن هناك أحداً يحتويها ويحضنها ويُشعرها من وقت لآخر بأنه يقدّر ما تقوم به، فهي تبحث عن الحب بمعنى الكلمة، والرجل أيضاً يبحث عن الاحترام، ولذلك على الطرفين أن يفهما ماذا يحتاج الآخر ليقدّمه للثاني، خاصة في مناسبة عيد الحب.

جلسة هادئة وعشاء رومانسي في عيد الحب

ويتفق معها الدكتور محمد هاني، خبير العلاقات الزوجية والأسرية واستشاري الطب النفسي في القاهرة، في أنه من الجيد أن يبدأ الزوجان يوم الحب ببعض عبارات الشكر والتقدير والمغازلة وذكر المجهود الذي يقومان به من أجل نجاح أسرتهما، ويقول «الحديث بين الزوجين عن الأمور التي يفضلانها في الشريك يجعل هذا اليوم سعيداً على الطرفين، فهذه الأحاديث الحميمية تقوّي مشاعرهما ورغباتهما، والأفضل أيضاً أن يتحدثا عن رغباتهما في العلاقة وما يفضّلانه للاحتفال بهذه المناسبة معاً».

وينصح الخبير الأسري الزوجين في مثل هذه المناسبات بالتخطيط لقضاء ليلة خارج المنزل للاستمتاع بوقت خاص بهما «الخروج يساعدهما حقاً في المحادثة ويُجبرهما على تحقيق الاسترخاء، وقضاء بعض الوقت معاً بطريقة أفضل بدلاً من الجلوس في المنزل معاً. الأفضل تجربة فكرة العشاء في المطعم بعيداً عن تنظيف الأطباق والمطبخ ليلاً عند الانتهاء من العشاء في المنزل. تغيير النمط يعد وسيلة رائعة للحفاظ على المتعة والراحة في زواجكما. كما أن عادات المساء للأزواج يجب أن تكون ممتعة لكلا الطرفين مثل اختيار فيلم رومانسي معاً».

هدية بسيطة ورسالة غرام

وتشير الدكتورة داليا أحمد عنبة، استشارية الأمراض النفسية وتعديل السلوك في القاهرة، إلى أنه يجب على الزوج أن يخصص وقتاً خلال اليوم للجلوس مع زوجته للتحدث معاً، واستعادة ذكرياتهما الجميلة دون الانشغال بهاتفيهما. وتنصح الأزواج بشكل خاص بالحرص على الاتصال بالزوجة في هذا اليوم أكثر من مرة، وأن يقول الزوج بصدق لزوجته إنه مشتاق جداً للعودة إلى البيت ورؤيتها حتى يكون بقربها.

وكذلك تشدد د. داليا عنبة، على الحرص على تبادل الهدايا البسيطة لما لها من مفعول ساحر في إذابة الخلافات، وتحقيق السعادة والألفة والمودة، وفي حالة عدم توفر ميزانية لشراء هدية يمكن القيام بشراء بعض الزهور أو سلة من الشوكولاتة للزوجة أو قطعة ملابس بسيطة يحتاج إليها الزوج.

وتضيف «يجب أن تكون توقعاتنا من شريك الحياة واقعية ومنطقية، وذلك من خلال فهم شخصية الطرف الآخر والاختلاف بين طبيعة ونفسية الرجل والمرأة. فالرجل يعشق المرأة التي تقبله كما هو، لذلك لا تضغطي على زوجك إذا ما كان من طبيعته أنه لا يستطيع التعبير بكلمات حب وغزل تنتظرينها منه، وكذلك إذا لم يكن معتاداً على تقديم هدايا في المناسبات الخاصة بينكما، فلكل شخص طريقته الخاصة في إظهار الحب والامتنان لشريك حياته».

شحنة إيجابية في المناسبة السعيدة

ويلتقط منها الحديث الدكتور فتحي عبدالرحمن محمد، رئيس قسم الصحة النفسية في جامعة سوهاج في مصر، ويؤكد أن المناسبات السعيدة تعد مثل الشاحن الخاص بالطاقة الإيجابية، والتي نستمد منها قدرتنا على تخطي الأيام الصعبة التي قد نواجهها معاً في المستقبل.

وينصح الزوجين معاً بضرورة الاهتمام بالأناقة والتجمّل كلٌ أمام شريكه، وكأنهما على موعد غرامي، فعندما يهتم كل طرف بمظهره وأناقته ليبدو كما يحلم به الطرف الآخر، فستكون العلاقة بينهما مستقبلاً على أفضل ما يكون.

ويوضح د. فتحي محمد أن التواصل باللمس من أفضل الأمور بين الزوجين؛ لأنه يساعد على الاسترخاء ويعمل على تحفيز هرمونات الحب، لذلك يعد التواصل باللمس مثل الطبطبة أو إمساك اليدين أو تشابكهما، من أفضل الوسائل للتعبير عن الحب وكذلك التقبيل والأحضان.

ويرى أستاذ الصحة النفسية أن الحاجة إلى الاحتفال بالمناسبات الخاصة كعيد الحب، لا تخص الأزواج الجدد فحسب، وإنما تشمل الجميع مهما بلغ الزوجان من العمر. ويبين: «من لا يجيد فن المجاملة لا يستطيع أن يُسعد الآخرين، لذلك تعد المجاملة من أهم وسائل تقوية المشاعر بين الحبيبين حتى وإن بلغا من العمر عتياً، فيجب عليك أن تظهر لشريك حياتك أنك معجب به وبصفاته وأفعاله وإنجازاته، ونجاحه ودعمه لك في الحياة، فهذه الأمور كلها تساعد على تقوية المشاعر بينكما».

 

مقالات ذات صلة