غابت الفنانة الشابة إسراء عبد الفتاح عن الساحة الفنية في السنوات القليلة الماضية، بسبب انشغالها بالحمل، وولادة وتربية طفلتها الأولى «تمارا»، التي أنجبتها بعد الزواج من زميلها في فرقة مسرح مصر، الفنان حمدي الميرغني، وهي تؤكد أن الأمومة غيّرتها وأنضجتها، لكنها لن تتخلى عن أحلام الفن، خاصة أن زوجها يشجّعها على الاستمرار والعمل.
في هذا الحوار تتحدث إسراء عن الغياب، والأسرة، وأحلام، الفن وما ينتظرها الفترة المقبلة:
مشهد من فيلم «ويزو سكول»
عرض لك مؤخراً بالأردن والخليج فيلم مؤجل بعنوان «ويزو سكول».. هل أفادك هذا أم أن تأخير العرض أضر بأبطاله؟
عرض أي عمل لي في تلك الفترة، وأنا بعيدة عن الساحة، شيء مفيد بكل تأكيد، وأعرف أنه حقق نسبة مشاهدة عالية على منصة «نتفليكس»، وهذا أمر إيجابي، لكني لا أتصور أن عرض فيلم «ويزو سكول» الذي تم تصويره منذ سنوات عدة، وكنا جميعاً كفريق عمل في مرحلة البداية، يفيدني كثيراً بالشكل الذي يحقق نقلة، وقد تم عرضه خارج مصر، وهو يحسب للزميلة دينا محسن «ويزو» التي قامت بدور البطولة الرئيسي.
هل تفتقدين الوقوف على المسرح وأمام الكاميرا بعد كل هذا الغياب؟
بكل تأكيد، لأن آخر عمل قدمته كان «سكّر زيادة»، مع النجمتين الكبيرتين نبيلة عبيد، ونادية الجندي، وفي السينما كان آخر أفلامي «خيال مآتة»، مع أحمد حلمي ومنة شلبي وبيومي فؤاد، وانشغلت بابنتي «تمارا» التي كانت في حاجة لأن أكون إلى جانبها، وكانت لها الأولوية قبل العمل.
مع زوجها الفنان حمدي الميرغني
تردد كثيراً أنك تفكرين في ترك الفن نهائياً والاكتفاء بالأمومة ونجاح زوجك الفنان حمدي الميرغني؟
لم أفكر في هذا إطلاقاً، لأنني أعشق الفن، ودرست في مركز الإبداع مع المخرج المبدع خالد جلال، وزوجي حمدي الميرغني يشجعني على الاستمرار، ويدفعني للنجاح، والأمومة لن تعطّلني عن الفن والعمل، لأني أحب أن أعمل، وأثبت نفسي، لكي تفخر بي ابنتي «تمارا» عندما تكبر، بتقديم أعمال لها قيمة ورسالة، ومؤثرة في المجتمع، ولمصلحة الناس.
أعطيت ابنتي كل وقتها حتى وصلت لسن 4 سنوات، ويمكن أن يكون لديّ الآن الوقت للعمل
هل من السهل تحقيق التوازن بين الفن والأسرة؟
هي معادلة تحتاج إلى تخطيط، وتركيز، وتفكير، وتعاون، وإصرار، وطالما هناك تفاهم ورغبة ستكون مهمة سهلة وممكنة، بإذن الله، وقد أعطيت ابنتي كل وقتها حتى وصلت لسن 4 سنوات، ويمكن أن يكون لديّ الآن الوقت للعمل من دون التأثير في واجباتي نحو ابنتي وبيتي.
ماذا تغيّر فيك بعد الأمومة؟
قبل قدوم ابنتي «تمارا» كنت إنسانة، وبعدها أصبحت إنسانة أخرى تماماً، فقد أصبحت أكثر عقلانية، وأكثر نضجاً، وعرفت معنى كلمة مسؤولية، وأحترم كل دقيقة من وقتي.
هل تفتقدين مسرح مصر مع النجم أشرف عبد الباقي وزملاء الفرقة؟
بكل تأكيد، لأن له مكانة خاصة عندي، وقد شهد بداية احترافي للعمل بالفن، ومن خلاله تحققت شهرتي، ومحبة الناس لي، وكل زملائي في الفرقة، وقد حزنت جداً في البداية لتوقفه بعد سنوات التألق والنجاح، لكني كنت أعرف أنه مشروع، مثل أي مشروع، سيأتي يوم وينتهي.
هل ترينه توقف في الوقت المناسب بالنسبة إليكم كفرقة؟
من حسن الحظ أن زملائي في الفرقة قدّموا أعمالاً كثيرة بعيداً عن المسرح، في التلفزيون والسينما، ومنهم من قدم عروضاً مسرحية مستقلة، وأعتقد أنه توقف في وقت مناسب بالنسبة إلى معظم زملائي.
لماذا لم تشاركي في عروض وأعمال زملائك في الفترة الأخيرة بعيداً عن مسرح مصر؟
لأنني كما قلت كنت مشغولة بالحمل، وولادة ابنتي «تمارا».
هل حصلت في التلفزيون والسينما على فرص فنية بالقدر الذي تتمنّينه؟
للأسف لم يحدث، رغم أني شاركت في أكثر من عمل تلفزيوني، مثل «أبواب الخوف»، «صد رد»، «فيس بوك» و«سكّر زيادة»، ولي في السينما مشاركات محدودة، منها أفلام «عسل أبيض»، «سكر بره» و«خيال مآتة»، وطموحاتي أكبر بكثير، ولم أقدّم حتى الآن ما أتمناه.
تفضلين العودة للساحة مع زملائك من نجوم مسرح مصر أم مع آخرين؟
بكل تأكيد أرتاح في العمل مع زملائي، لأن بيننا تفاهماً، وكيمياء خاصة، لكني أتمنى أن أعمل مع آخرين حتى أكتسب منهم خبرة جديدة، وأستفيد من نجوميّتهم.
هل تستهدفين العمل مع أسماء بعينها؟
أحب يسرا ونيللي كريم، تحديداً، كذلك منى زكي، ومنة شلبي، وهند صبري، ودنيا سمير غانم، وهناك أسماء أخرى كثيرة يصعب حصرها، ومن كل الأجيال، والأهم أن تكون فرصة في عمل قوي مع مخرج يعيد اكتشافي في منطقة أخرى غير الكوميديا، وأتمنى أن أعمل مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وكذلك محمد سامي، لأنهما يقدّمان الممثل بشكل مختلف.
مشهد من مسرحية "إكس أووه"
هل ترتاحين للعمل الكوميدي أكثر بحكم عملك في المسرح؟
أحب الكوميديا جداً بكل تأكيد، لكني ضد تصنيف الفنان، وعندي قناعة بأن الممثل القوي ينجح في كل الأشكال الفنية.
هل نجاحات زوجك الفنان حمدي الميرغني في الفترة الأخيرة ترضيك وتعوّضك الغياب عن الساحة؟
أُسعد جداً بنجاحه، وأتمنى له التوفيق دائماً، ونجاحه إضافة لي، ولابنتنا «تمارا»، وهو يجتهد ويتعب كثيراً، وعينه دائماً على الجمهور الذي يقدّر حبه، ويهتم به جداً، لكني أحب أن أحقق ذاتي، كما أشرت، وأتشوّق لعودة جديدة وقوية.
