سمية المرزوقي وبشاير العبيدلي على غلاف مجلة كل الأسرة
تبحث المرأة عن إيجاد متنفس يريحها من الضغوط اليومية، ما حدا بكل من سمية المرزوقي، تخصص لغة إنجليزية، وبشاير العبيدلي، تخصص قانون، إلى تأسيس أول استوديو في إمارة الشارقة لرياضات اليوغا والبيلاتس والبار ، أطلقتا عليه اسم «بركة»، وهما أيضاً مدربتا يوغا تحاولان، عبر جلسات وحلقات نقاشية، دمج اليوغا والتأمل ، في بادرة لتحرير المرء من أفكاره ومشاعره السلبية وفهم تأثيرها فيه.
في حوار مع سلام ناصرالدين يشرحان المدربتان سمية المرزوقي وبشاير العبيدلي أهمية ممارسة اليوغا و فوائدها النفسية والجسدية:
سمية المرزوقي وبشاير العبيدلي
كانت المرزوقي والعبيدلي تقصدان دبي لممارسة هوايتهما، وفي ظل عدم توافر أي مكان لممارسة اليوغا، كانت الفكرة بمباشرة المشروع.
تقول المرزوقي «انبثق المشروع عندما شعرنا أن المرأة في إمارة الشارقة تحتاج إلى مساحة آمنة تمارس فيها اليوغا والبيلاتس والبار على أيدي مدربات متخصصات بهدف تدعيم صحتها النفسية والجسدية، في ظل ما تتحمله من مسؤوليات جمة وإيماناً منا بأهمية توافر أنشطة خارج الضغوط اليومية».
مكنتني اليوغا من التعامل مع ضغوط الدراسة والتمتع بصفاء الذهن والتركيز
اختارت السيدتان هذه الرياضات لهدفين ، وهما «إتاحة الفرصة للمرأة ممارسة رياضة تعزز من قوة الجسد وحركته ، وتدعيم صحتها النفسية حيث تلك الرياضات تزاوج بين الحركة والجانب العقلي والنفسي».
بدأت العبيدلي بممارسة اليوغا خلال المرحلة الجامعية ووجدت فيها متنفساً كبيراً «مكنتني تلك الرياضة من التعامل مع ضغوط الدراسة ومن التمتع بصفاء الذهن والتركيز. كنت أشعر بالإيجابية وألتزم بالحصص الأسبوعية واستفدت من اليوغا في تحقيق التوازن بين الناحية الجسدية والنفسية».
لليوغا العديد من الفوائد من الناحية الجسدية والنفسية، توضحها العبيدلي «تساعد اليوغا على زيادة المرونة وزيادة نطاق الحركة والتخفيف من بعض الآلام مثل آلام الظهر وبالأخص للأفراد الذين يعملون لفترات طويلة في أعمال مكتبية، كما تساعدنا على بناء العضلات، ومن الناحية النفسية تخلصنا من التوتر وزيادة صفاء الذهن وإيجاد توازن بين الأعباء الكثيرة في حياتنا».
وتترافق ممارسة اليوغا داخل الاستوديو مع جلسات تأمل تمكن المرأة من «التعرف إلى ما يثقل كاهلها من أفكار ومشاعر والتفكر بها بعمق وسكينة والتخلي عنها بعطف مع الذات لتتمكن من إيجاد مساحة لما يرغب به قلبها من نوايا وأهداف» إلى جلسات لإعادة برمجة العقل وحلقات نقاشية تقود «إلى تقبل الصعوبات والتغلب عليها وإرساء ذكريات من الحرية والفرح والنمو».
تنظم تلك المساحة أيضاً جلسات خاصة تشارك فيها الأمهات وأطفالهن، تلفت العبيدلي «في مرحلة الطفولة، يمكن للطفل أن يمارس اليوغا ونقدم في الاستوديو جلسات خاصة للأم والطفل، حيت تستطيع الأم من خلالها تعزيز الرابط مع ابنها وتوطيد أواصر العلاقة معه. وبالنسبة للمراهقين، يمكن لليوغا أن تكون وسيلة فعالة في التعامل مع المشاعر الكثيرة والمختلطة التي تنتاب المراهق، وتشكل اليوغا وسيلة داعمة تنطبق عليها كافة الفوائد النفسية والجسدية للراشدين، كما تساعد كبار السن، خلال مرحلة الشيخوخة، على التعامل مع بعض الآلام وتعزّز جودة نطاق الحركة في الجسم والمرونة».
من خلال الحصص الخاصة يمكن للمتدربة أن تتعامل مع بعض المشكلات الصحية، حيث ينصح الأطباء بعضاً من مرضاهم بممارسة اليوغا سواء للتعامل مع بعض الإصابات لتخفيف الألم والتعامل مع بعض الإشكاليات الصحية التي تتعلق بصحة المرأة تحديداً، ومنها الانحراف في العمود الفقري والآلام في منطقة الكتف والرقبة.
ثمة مراهقات فوق الـ16 عاماً يشاركن في بعض الورش، تقول العبيدلي «تمر المراهقات بتغيرات هورمونية وتقلبات نفسية ومشاعرية وقد تكون اليوغا وسيلة لضبط هذه المشاعر والتحكم بها والعودة إلى الصفاء الذهني والتغلب على هذا الشعور القوي من خلال جلسة مع النفس تزاوج بين الحركة والتأمل، لتخرج المراهقة من الحصة وهي تشعر بالراحة والتحرر من الضغوط وبحالة من الاتزان والهدوء والسكينة».
سمية المرزوقي وبشاير العبيدلي
تساعد تمارين التنفس على التنفس بطريقة صحيحة وتنشيط الدورة الدموية، في هذا الجانب، توضح المدربة سمية المرزوقي «نأخذ الشهيق والزفير بشكل أعمق ويستطيع جسمنا، من خلال اليوغا، التزود بالأوكسجين بشكل فعال أكثر، ما يعزز الدورة الدموية في الجسم ، وهو ما يقودنا إلى أهمية أن نتنفس بعمق سواء من منطقة الصدر أو من منطقة البطن وهو التنفس الصحيح الذي نسيناه مع ضغوط الحياة اليومية».
أياً كان وزن المرأة، فهي قادرة على ممارسة اليوغا
ولكن السؤال الأكثر تداولاً «هل اليوغا تساعد على فقدان الوزن؟» تجيب المرزوقي «اليوغا تساعد على التحكم بالشهية والتقليل من الشراهة ولكن يمكن أن تكون الرحلة أطول، حيث هناك أنواع من اليوغا مثل الباور يوغا أو الفلو يوغا بعضها يركز على التأمل وأخرى تركز على الحركة بشكل عال، ويمكن اعتبارها حصة رياضية تساعد على إنقاص الوزن».
وحول الآفاق المستقبلية للمشروع، تلفت كل من المرزوقي والعبيدلي إلى التركيز حالياً على «نشر الثقافة في المجتمع كونه ما زال يعتبر اليوغا رياضة جديدة، وتركيزنا على زيادة الوعي وعلى تحويل المكان إلى وجهة مجتمعية لاستقطاب الأفراد وتعزيز التواصل مع أفراد «من نفس عقليتنا» وتكوين صداقات وتغيير روتينهم اليومي وتلمس الأثر في حياتهم اليومية سواء أمهات، مراهقات أو طالبات جامعيات».
ما زالت كل من المرزوقي والعبيدلي تمارسان اليوغا ، حيث لا يخلو يوم من تجربة بعض وضعيات اليوغا منذ الاستيقاظ «لا يمكن للفرد استيعاب مدى مرونة الجسم ونطاق الحركة التي يمتلكها والتحرر من الضغط. وأياً كان وزن المرأة، فهي قادرة على ممارسة اليوغا كون الهدف والمحور هو تعزيز صحتها الجسدية والنفسية».
*نشر الحوار كاملاً في مجلة كل الأسرة ( العدد 1514) بتاريخ 18 أكتوبر 2022
*تصوير: السيد رمضان ومن المصدر