23 يناير 2024

في عيادته الخاصة.. طبيب يستغل مهنته ويغتصب فتاة تحت تأثير المخدر

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

في عيادته الخاصة.. طبيب يستغل مهنته ويغتصب فتاة تحت تأثير المخدر

المتهم في هذه الجريمة ليس شخصاً واحداً، وإنما مجموعة من العوامل والظروف المختلفة التي دفعت بالجميع إلى قمة الهاوية، ولم يُصَب بالضرر الأكبر إلا بطلة القصة، لكننا أمام مأساة حقيقية تدق ناقوس الخطر، تعرضت فيها المجني عليها إلى أبشع اعتداء واغتصاب يمكن أن تتعرض له أنثى، على يد شيطان متجسّد في صورة طبيب من المفترض أنه يجسّد مبادئ الرحمة والأمانة.

فتّش عن التفكّك الأسري

نحن أمام حادث مثير، تعرضت له فتاة بسيطة، لكنها كانت تمتلك وجهاً مشرقاً، وجمالاً لافتاً للأنظار، كانت تأسر عيون كل من يشاهدها، لكن هذا الوجه الملائكي لم يحظ بالحنان اللازم، فقدت بطلة الحكاية حنان أبويها بسبب التفكّك الأسري، والعناد بين والديها. ولم تعرف معنى الاستقرار منذ أن وطئت قدماها الدنيا، كانت دائماً وأبداً ضحية الصراع بين والديها، تارة تقيم مع والدتها، وتارة مع والدها، وانشغل كل منهما بحياته الجديدة، ولم تمثل لهم هذه الفتاة سوى أمر هامشي، ما دفع الفتاة إلى الاعتماد، بشكل كلي، على نفسها في معظم تفاصيل حياتها. ما نتكلم عنه ليس قصة خيالية فيها حبكة درامية، وإنما قصة حقيقية وقعت بالفعل، لفتاة في العقد الثالث من عمرها.

فتاة جميلة ووحيدة

بدأت المأساة عندما شعرت الضحية ببعض الآلام، ظنت في البداية أنها مجرد حالة برد في المعدة، تناولت بعض الأدوية والعقاقير المسكّنة لكن من دون جدوى، وعندما اشتدت عليها الآلام توجهت إلى مستشفى العاصمة لإجراء الكشف الطبي عليها.

وفور دخولها إلى الطبيب المعالج توقف الطبيب كثيراً أمام شياكتها وأناقتها، كانت تمتلك وجهاً مضيئاً يجذب أيّ شخص ينظر إليها، حاول الطبيب التودد إليها، والتقرب منها بعدما استقبلها بحفاوة بالغة، كأن بينهما سابق معرفة قوية.

كان التشخيص المبدئي لحالتها هو بعض الحصوات في المرارة، وبناء عليه وصف لها العلاج، وطلب منها الالتزام بالتعليمات الطبية بدقة متناهية، وخلال هذه الفترة تردّدت الفتاة على الطبيب أكثر من مرة، ومن خلال كثرة الأحاديث بينهما علم بالمشكلات العائلية التي تعانيها الفتاة، ما فسّر له سبب زيارتها المتكررة للمستشفى من دون أي مرافق.

الطبيب الذئب ينهش مرضاه

نشأت بينهما صداقة، حاول الطبيب خلالها استمالة الفتاة إليه، لكن من دون جدوى، فلم يجد منها أي تجاوب مثلما كان يتمنى، إلى أن جاءته فرصة ذهبية حينما تعرضت الفتاة لوعكة صحية، وعندما توجهت إلى المستشفى أكد لها الطبيب أنها تعاني التهابات شديدة، وحصوات في المرارة، وبناء عليه لا مفر من إجراء جراحة عاجلة لإزالة هذه الحصوات لإنقاذ حياتها، لكن اكتشفت الفتاة أن كلفة إجراء هذه الجراحة داخل مستشفى العاصمة مرتفعة بالنسبة إليها، فاقترح عليها الطبيب أن يقوم بإجراء العملية الجراحية لها في عيادته الخاصة، توفيراً للنفقات. لم يكن أمام الفتاة أي فرصة للتردد، أو التفكير، وافقت على الفور، وتم تحديد موعد العملية في أقرب وقت ممكن نظراً لخطورة الأمر على حياتها، لتبدأ مأساة جديدة من فصول حياتها القاسية.

في الموعد المحدد بدأت الإجراءات تسير بصورة طبيعية، حتى دلفت المريضة إلى غرفة التخدير تمهيداً لتجهيزها للعملية، تمت العملية بنجاح، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى أفاقت المريضة من (البنج)، فشعرت بألم شديد جعلها تئن من شدته. حاول الطبيب إقناعها بأن هذه الآلام طبيعية نتيجة الجراحة، وستزول بمرور الوقت، ولم تفكر، ولو للحظة، في ما يخبئ لها القدر، وماذا تخفي لها الساعات القادمة من مفاجآت حزينة.

اغتصاب على سرير المرض

غادرت العيادة، لكنها كانت تشعر بأن هناك شيئاً غامضاً، ما دفعها للذهاب إلى طبيب آخر لإجراء الكشف والفحص الطبي عليها، لتكتشف هناك المصيبة الكبرى، بعدما تأكدت أنها فقدت عذريتها. كان الأمر صادماً، لم تفكر في أي شيء سوى أنها تعرضت لهذا الحادث البشع، وهي تحت تأثير المخدر في عيادة الطبيب الذي أجرى لها عملية المرارة، فجنّ جنونها وهي تستمع لهذا التشخيص المأساوي، فهرولت على الفور إلى طبيبها الخاص وأخبرته بكل ما حدث، لكنها اكتشفت أن رده كان فاتراً، مؤكداً لها أنها لم تكن باكراً من الأساس، فوقع هذا الكلام على رأسها كالصاعقة.

جنّ جنونها وهي تسمع هذا الكلام، فهي ملتزمة، خلقاً وسلوكاً، وليست لها علاقات من أي نوع، ماذا حدث، وكيف حدث؟ موقف صعب، مشاعر متضاربة، خوف، قلق، إحراج شديد، الخجل بدأ يغلّف ملامح وجهها من هول الصدمة، علامات الدهشة والاستنكار ترتسم على قسمات وجهها، لم تنطق بكلمة واحدة، تساقطت الدموع فوق وجنتيها، وتأكدت بعد هذا الحديث أن طبيبها الخاص هو الفاعل لهذه الجريمة الشنعاء مستغلاً وقوعها تحت تأثير المخدر داخل عيادته الخاصة.

هرولت على الفور إلى قسم شرطة العاصمة، وحررت بلاغاً ضد الطبيب والمستشفى التخصصي الكبير، وتم إجراء التحريات اللازمة وإحالة الموضوع برمته إلى النيابة العامة.

ضحية في غياهب المجهول

قالت الضحية أثناء استجوابها والدموع تبلل وجنتيها «أشعر بأنني تعرضت للخيانة على يد ذئب بشري يرتدي زي طبيب الرحمة، ليتحول هو نفسه إلى الجلاد الذي دمّر حياتي، ومزق أحلامي، حياتي انتهت، حالتي النفسية أسوأ ما تكون، أصبحت أخاف من مجرد السير في الشارع، أخشى الكلام مع أي شخص، أشعر بأن أذيال العار والفضيحة ستلازمني مدى حياتي، أخشى النظر إلى عيون الناس من حولي، كأنني أصبحت منبوذة على جريمة لم يكن لي دخل فيها، أتمنى الموت في كل لحظة، ولكنني لا أجده، ولولا أن الانتحار حرام لكنت أقدمت عليه».

كانت هذه الكلمات المأساوية المؤلمة للنفس هي ملخص ما قالته المجني عليها أثناء التحقيق معها من قبل النيابة العامة. تركناها تواجه مصيرها المجهول حيث تحاول جاهدة إثبات أنها ضحية تعرضت لاعتداء وحشي، أما الطبيب المجرم فما زال حتى كتابة هذه السطور لم تتم إدانته بشكل كامل، وإنما تم التحفظ عليه على ذمة القضية المتهم فيها باغتصاب وهتك عرض فتاة، وهي تحت تأثير المخدر، حيث أمرت النيابة العامة بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه لحين انتهاء تحريات المباحث حول الواقعة، كما قررت عرض الفتاة على الطب الشرعي، وانتظار ما ستسفر عنه نتيجة الكشف الطبي.

 

مقالات ذات صلة