تخصيص يوم للسيدات للاستمتاع بالشاطئ، أو بألعاب الملاهي، أو حتى في بعض النوادي الرياضي، هو أمر اعتيادي تتلخص أسبابه في حاجة نساء كثيرات إلى الخصوصية لممارسة هذه الأنشطة، ولكن لماذا تخصص ليلة للسيدات في صالات السينما، التي غالباً ما تعتبر «خروجة» عائلية، أو لا تستلزم البعض الخصوصية لمشاهدة فيلم في شاشة العرض الكبيرة؟
هذا التساؤل طرحناه على عدد من فتيات ونساء اخترن مشاهدة أحد الأفلام الكلاسيكية فيلم «نوتينغ هيل «Notting Hill، للنجمة العالمية جوليا روبرتس، والنجم هيو غرانت، في سينما روكسي بسيتي ووك، في اليوم المخصص للنساء فقط، حيث تم استقبالهن بطريقة مميزة، وخاصة جداً.
من جهتها، تقول ليلي منير: الخروج في مجتمع نسائي مريح إلى حد كبير، نشعر بتقارب في الذوق، نتعامل بحرية من دون تكلف، فمن تأتي للسينما في يوم مخصص للنساء، فهي تبحث عن الاستقلالية بعيداً عن مسؤولية الأطفال، أو المشاركة مع الزوج، أو الإخوة، في اختيار فيلم يعجب أذواقنا جميعاً، فهنا أعيش مع صديقاتي أوقاتاً خاصة من الرفاهية، والخصوصية، والدلال.
شعور إيجابي
ترى درة نادر الموضوع من زاوية نفسية، وتقول: لقد قرأت كثيراً عن الأمور التي تحسّن الحالة النفسية للمرأة العاملة، وعلمت أن الشعور بالخصوصية في أحد أيام الأسبوع من الأشياء الضرورية لتحسين الحالة المزاجية، وأنا عموماً، أعاني ضغوطاً، في العمل والمنزل، وأختفي من حين لآخر لأعيش لحظات من الخصوصية بمفردي، وعندما علمت باليوم الخاص للنساء في السينما، شعرت بأن هذا الأمر سيعزز الشعور الذي أبحث عنه من حين لآخر، ولكن بصحبة العديد من النساء اللآتي أتين إلى هنا لأسباب مختلفة، ولكنهن يجتمعن على نفس الشعور الإيجابي الذي نعيشه في صالة العرض، بدءاً من نوعية الأفلام التي تعيد إلينا الصفاء والأفكار الرومانسية الحالمة، وصولاً إلى كل ما يتم تقديمه لنا من مشروبات ووسائل الراحة والتدفئة».
اختيارات خاصة
تجيب هنا عبدالله ضاحكة على سبب اختيارها يوماً نسائياً، وتقول: «لا يمكنني إقناع أي رجل في هذا الزمن أن يشاركني مشاهدة فيلم كلاسيكي رومانسي، فرجال وأطفال هذا الزمن يفضلون الأفلام الأكشن والرعب، لذلك شعرت بأنني أعيش هنا يوماً من أيام الزمن الجميل، الأجواء هادئة وبسيطة، شعرنا بأنوثتنا في كل شيء حولنا، من حيث المقاعد الوثيرة، إضافة للبطانيات الناعمة، وطلبنا أطباق طعام متنوعة، كي نحصل على تجربة خارج المنزل ممتعة بالكامل».
تجربة مختلفة
أما دونا ماكس، فقد عبّرت عن ساعدتها بالاستقبال الذي أعدّوه لهن في صالة كبار الشخصيات في السينما «التجربة بالنسبة إلي شملت العديد من المفاجآت، من جلسة «مانيكير» مجانية (طلاء أظافر اليدين) في صالة كبار الشخصيات، فاليوم بشكل عام، أجواؤه نسائية، وليس العرض السينمائي فقط، فلا أنكر أنني رجعت لأيام الجامعة عندما كنت أخرج مع صديقاتي فقط، من دون الانشغال بأمور أخرى».
علاج نفسي
تقول هالة حلمي المتخصصة في دراسة التنمية الذاتية: تعلمت من الجلسات التي أحضرها مع مدربات التنمية الشخصية، أن النساء غالباً ما يكنّ ملهمات لبعضهن بعضاً، وداعمات في الوقت ذاته، ففي الأغلب يسخر الرجال من اختيارات زوجاتهم لأفلام ومسلسلات درامية أو رومانسية، في ظل الواقع العملي، أو انتشار أفلام المغامرة والضحك، لذلك تشعر المرأة بالراحة عندما تشاركها نساء أخريات الذوق ذاته، ويجدن أنفسهن غير منتقدات، كما يحدث غالباً عندما تختلف الآراء لاختيار الفيلم المناسب لكل أفراد العائلة، وهي فرصة كذلك لنتعارف كنساء من مجالات وتخصصات مختلفة، يجمعنا ذوق مشترك، لنتعرف إلى خبراتنا الحياتية المختلفة، ونتحدث عن أنفسنا في مناخ صحي بعيداً عن ضوضاء الأطفال، وتدخلات الرجال.
توفير تجربة استثنائية بمزيد من الخصوصية
وفي تعليقه على الهدف من تخصيص ليلة حصرية للنساء في صالات السينما، قال موراي ريا، مدير إدارة العمليات، روكسي سينما: «نوفر تجارب استثنائية لعشاق السينما، حيث صُممت فعالياتنا الشهرية الفريدة من نوعها والمتمثلة في ليالي الأفلام الحصرية للسيدات، وليالي الأفلام الحصرية للرجال، لتهيئة أجواء لا تقتصر فيها المتعة على مشاهدة الأفلام المفضلة التي تناسب اختيارات النساء غالباً، بل لخلق لحظات لا تُنسى للضيوف.
هذه التجارب المميزة ليست مجرد أفلام تُعرض على الشاشة، إنما رحلة تزخر بوسائل الراحة الفاخرة، التي تبدأ من الاستقبال في صالات لكبار الشخصيات للاستمتاع بحالة من الخصوصية، بجانب مجموعة من الأنشطة والفعاليات في ست صالات عرض منتشرة في كل أنحاء دبي. ومن هنا نؤكد التزامنا الراسخ ببناء علاقة طويلة الأمد مع ضيوفنا وتوفير منصة تقدم لهم فرصة الاستمتاع بتجارب سينمائية لا مثيل لها».
