25 فبراير 2024

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

يقودها الجمال فحوّلها إلى التفاعل بطريقتها الخاصة، سواء عبر التقاط اللحظة وتدوينها كتابياً، أو توظيف هذا الجمال في الفن البصري والإخراج، وكلها مجالات تتقاطع فيها إبداعاتها للقبض على «معانٍ وزوايا جديدة».

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

منى عبدالقادر العلي، فنانة وكاتبة تخوض مجال الفن البصري، وهو مجال متنوّع يزاوج بين اكتساب مهارات وتقنيات فنية عدّة، وبين الابتكار والتعبير عن تجارب ورؤى شخصية، كما أنها مخرجة أفلام إماراتية، حيث فازت بفيلمها القصير «كتمان» بجائزة أفضل مخرجة إماراتية في مهرجان دبي السينمائي الدولي، في دورته العاشرة.

منى العلي، الحاصلة على ماجستير تنفيذي في الإدارة تخصص الابتكار وريادة الأعمال، تطّل على عوالم الكتابة، وتطرح عبر رواياتها، خصوصاً أول عمل روائي لها «معزوفة صمّاء»، أسئلة داخلية في محاولة لفهم الحياة في دوراتها المتجددة.

كيف توجزين لنا مسيرتك، وما العوامل التي قادتك إلى مجال الفن البصري والإخراج؟

الشغف، والتعلم، والتجربة، للتعرف إلى الذات، وإلى إمكاناتي، والتفاعل مع ما يثيرني من جمال حولي بطريقتي الخاصة، باستخدام كل الوسائل، الأدبية والفنية، المختلفة، كلها عوامل قادتني إلى امتهان وتوظيف الفن البصري، والإخراج، والثقافة، والأدب، في استخراج مفاهيم جديدة، أو حتى استكشاف معانيها ودلالاتها للعالم. لديّ فضول بمعاني الأشياء، ولكوني إنسانة بصرية أتأثر بالتفاصيل الجميلة للحياة، وكيفية تفاعل كل شخص منّا مع هذه التفاصيل من زاوية ما، ولكن الكثير منّا يتبع مفاهيم آخرين حول عناصر الحياة، ولكن بقلمي، وفرشاتي، ورؤيتي الفنية، أحاول استخلاص معانٍ أخرى، وزوايا جديدة، وهذا ما يجعلني في بحث دائم.

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

«معزوفة صمّاء» أول عمل روائي بعد مجموعتين قصصيّتين. ما هي معزوفة منى العلي الخاصة التي لا يسمعها غيرك، وما هي عوالم الشخصيات التي تختارينها؟

«معزوفة صمّاء» هي باكورة أعمالي الروائية التي أخذت مني وقتاً لتشكيل عالمها الخاص، وأسعدني أنها فازت بجائزة أفضل كتاب إماراتي -فئة الرواية الأولى – ضمن جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، وعلى الرغم من أنني دائماً أوظّف بيئتي في قصصي، إلا أن «معزوفة صمّاء» تتشكل بالمشاعر الإنسانية التي تحرّكنا وفقاً لما نفسّره، لذلك بالأسئلة الداخلية نحاول فهم الحياة بشكل آخر، فلا شيء ثابت في الحياة مع دوران الأرض حول نفسها، ربما نلتقي بالأشخاص أنفسهم، والأماكن نفسها، ولكنها دورة جديدة.

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

شاركت مؤخراً في مهرجان طيران الإمارات للآداب، كيف يمكن لهذه الفعالية أن تبلور عطاءاتك وفي أكثر من مجال؟

يعدّ مهرجان طيران ألأمارات للآداب مهرجاناً عالمياً يحتفي بالأدب، ويشكل جسراً ثقافياً لنلتقي، ونتبادل الأفكار والمعارف، ومناقشة التجارب الثقافية المختلفة، يسهم في إثراء معرفة الكتّاب والأدباء، وتوسيع آفاقهم الأدبية، فهو ينقلنا للعالم، ويوجه العالم للتعرف إلينا، لذلك فهو مهرجان مهم، محلياً وعالمياً، وللمهرجان مكانة خاصة بالنسبة إلي حيث إنّني كنت من الفائزين في دورته الأولى لبرنامج الفصل الأول: زمالة مؤسسة الإمارات للآداب وصدّيقي للكتاب ضمن مهرجان طيران الإمارات للآداب، ما ساهم في صقل تجربتي الكتابية بشكل كبير، والدعم الذي يلقاه الكاتب المحلي بشكل عام، من المهرجان فرصة ذهبية للاستكشاف، والتعلّم، وللتعبير الثقافي.

مشاركة النساء في مجال الأدب باب للتعبير عن قضايا وتحدّيات تخصّ المرأة والاطّلاع على وجهات نظر مغايرة

كيف ترصدين الأقلام النسائية الإماراتية ووجودها على الساحة الأدبية وتماسّها مع القضايا المحلية؟

يسعدني أن نجد أقلاماً نسائية إماراتية متمكنة تثبت وجودها بشكل كبير، في الفترة الأخيرة، ولكل منها قلم خاص بها تستخدمه للتعبير عن آرائها في كل القضايا الإنسانية والعالمية، ما يدّل على عمق اطلاعها وتفاعلها ورؤيتها. من الجميل معرفة آراء هؤلاء النساء، وتجاربهن من خلال أقلامهنّ، في الفن والثقافة ووسائل التواصل الاجتماعي، ما يساهم في التناغم مع الوسط الثقافي الإماراتي، وسط مناقشة قضايا وتحدّيات تواجهها المرأة، بشكل خاص، أو العالم بشكل عام.

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

الفن البصري يحتاج إلى رؤية خاصة ومميزة كما مجال الإخراج، كيف تؤثر الكتابة في هذا التوجه، وما هي بصمتك الأبرز في هذا المجال؟

الكتابة تلعب دوراً أساسياً في تعزيز فهم وتقدير الفن البصري، ومجال الإخراج. يمكن أن تكون الكتابة قوة إلهام للفنانين، والمخرجين. أستطيع من خلال الكتابة تسليط الضوء على بعض العناصر البصرية ما يمنح الجمهور رؤية أفضل حول العمل، وبالتالي، فإن المعرفة البصرية تساعدك على فهم الرموز والمعاني العميقة، وبالكتابة تستطيع تحليلها ليتمّ فهمها بشكل أفضل.
أما بالنسبة إلى بصمتي الشخصية، فكتاباتي ترتبط بتسليط الضوء على التجارب الإنسانية، والعواطف، والقضايا الاجتماعية. وأسعى إلى فهم الفن والإخراج من خلال عدسة إنسانية، وتسليط الضوء على القصص والمعاني التي قد تفوت الانتباه في المظاهر البصرية، والإخراجية.

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

ما هي آخر أعمالك السينمائية وكيف وظّفت الفن البصري في تنفيذها، وما العوالم التي تعايشينها وأنت تخوضين هذا المجال الإبداعي؟

آخر أعمالي السينمائية كان فيلمي القصير «كتمان»، حاولت من خلاله سَبر النفس البشرية التي تشعر بضغوطات الحياة المختلفة، وإظهار هذا الكتمان من خلال صورة فنية بإخراج هذه الضغوطات، وخزنها في قوارير مختلفة تحمل صرخات البطل الصغير، ليتمّ دفنها في الرمال حتى يتخلص منها، ظناً منه أنها ستخفف قوة الضغط الذي يمر به، سواء من صعوبات الحياة، أو التنمر من الآخرين. فلكل منا طريقته الخاصة ورؤيته في كيفية التفاعل مع الحياة، وصعوباتها. أحاول استخدام الطبيعة في توصيل فهم النفس البشرية بتشكيل عمل فني من خلال رؤية إخراجية.

تجمع بين الكتابة والفن البصري والإخراج.. منى العلي: التفاصيل الجميلة للحياة تأسرني

بين الأدب والفن والإخراج، ما هي الشخصية الكامنة داخل منى العلي وتريد تقديمها للعالم، وكيف ترصدين صورة المرأة في السينما الإماراتية؟

نستخدم الفن والأدب والإخراج، كوسائل لطرح أفكار عميقة، وإثارة مواضيع إنسانية، وقضايا، محلية وعالمية، الأهم بالنسبة إلي كيفية توظيف هذه الوسائل بشكل جيّد، بحيث يظهر المفهوم الذي أود مناقشته وطرحه بأسلوب فني، ومميّز، يظهر رؤيتي الخاصة، وتجربتي الشخصية التي تكوّنت بالتعرف إلى تجارب وقضايا مختلفة في الحياة. لذلك، من المهم أن يكون الكاتب، أو الفنان، أو المخرج، ملمّاً بالقضايا، له قراءات عميقة للكتب، وسبق وتعرفّ إلى تجارب سينمائية متميّزة، لتضيف وتصقل تجاربه الخاصة.

نحن ننقل الواقع إمّا بواقعيته، وإما برمزيته، من خلال الصورة والمواضيع التي تتمّ مناقشتها ضمن مشاهد رسمت لتحكي قصصاً مؤثرة، تترك تساؤلات للمشاهد، ويحاول من خلالها فهم نفسه، أو الحياة. ولكل مخرج وكاتب رؤيته الخاصة في نقل صورة المرأة، من خلال فهمه لطبيعتها، ولدورها في الحياة.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة