يُعد فنجان القهوة عشقاً لكثير من الناس، ممن يرتبط في أذهانهم أنه أفضل ما يمكن أن يتناولوه خلال يومهم، إلا أن هناك من تعمّق في حُب هذا المشروب المفضّل لدى الكثيرين، واستخدم حبوب القهوة لرسم لوحاته.
التقينا الفنان التشكيلي المصري جورج صبحي، الذي ابتكر نوعاً فريداً من الفن استطاع من خلاله تجسيد مفهوم الاستدامة، وإعادة التدوير من أجل الحفاظ على البيئة، وأبدع 120 عملاً فنياً مرسوماً بحبوب القهوة منتهية الصلاحية، التي يجمعها من شركات القهوة، ويقول «بدأت عرض أعمالي منذ قدومي إلى الإمارات في 2015، ويُعد هذا العام هو بداية انطلاقي في هذه الدولة الحاضنة للمواهب والابتكار، والقادرة على منح من يعيش تحت سمائها الفرصة لأن يبدع، وينطلق بموهبته».
يقول جورج صبحي «اخترت رسم الشخصيات العامة لأنها تعد إلهاماً للفنان، وأكثر ما يجذب الجمهور المتابع لفنه، فكم من شخصيات أثرت في تاريخنا القديم، ونحتت اسمها بأحرف من نور، وساعد صنيع أعمالها على أن تتوارثها الأجيال المتلاحقة، لسنوات طويلة، وكم من شخصيات قيادية معاصرة أثّرت في شعوبها، وأصبحت مصدر إلهام لها، وكذلك هناك شخصيات شهيرة في المجالات المختلفة، سواء الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو البيئية، والفنية، والرياضية، وغيرها، فمشاركة أعمالها وتجسيد صورها أبسط حقوقها علينا، لما قدّمته من دور يسجل لها».
وعن أشهر أعماله، يخبرنا جورج صبحي «نالت لوحة مرسومة يدوياً بحبّات القهوة الفاخرة والنادرة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إعجاب الحاضرين أثناء عرضها في معرض عالم القهوة بدبي، في يناير 2024، وحظيت بصدى ومردود كبيرين، وحازت إعجاب كثير من الجمهور، الذين ركزوا على جودة وإتقان اللوحة، واستخدام حبوب القهوة متعدّدة الدرجات اللونية، وكذلك نالت لوحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي رسمتها بمناسبة فوزه بدورة رئاسية جديدة، إعجاب الكثيرين، وتمّ عرضها ضمن فعاليات احتفالية في السفارة المصرية بأبوظبي، والقنصلية العامة المصرية بدبي».
أما عن اللوحات التي استغرقت وقتاً طويلاً في رسمها بحبوب القهوة، فيشير الفنان جورج إلى أن «هناك لوحة الأم تيريزا، التي حازت جائزة نوبل للسلام، كما حظيت لوحة الفنانة المصرية أم كلثوم، التي لقبت بـ«كوكب الشرق»، على إعجاب كل من رآها أثناء عرضها في الأمسيات الثقافية، لما لها من مكانة على الساحة الغنائية، رغم مرور ما يقارب الـ 50 عاماً على رحيلها».
أما عن طموح جورج صبحي، فيعلّق «الحلم والطموح لكل فنان هو أن يصل بفنه إلى كل من يقدّره، ومن يهتم بالفن التشكيلي، ولكثير من أطياف المجتمع، ما يدفعني لأن أشارك في العديد من الفعاليات والمعارض الجماعية، بينها معرض فسيفساء القهوة الذي أقيم في الشارقة، وأيضاً شاركت في معرض عالم القهوة، بمركز دبي التجاري العالمي، كم كان لي الشرف في المشاركة في عدد من المعارض الدولية، مثل معرض لبنان السلام، والمشاركة بإحدى أهم اللوحات المستوحاة من الحضارة الفرعونية والتي صنعت بحبات القهوة، وتم وضعها في متحف باليونان، وغيرها من المشاركات، التي لن تثنيني عن تحقيق حلمي في تسجيل معرض شخصي بحبيبات القهوة في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية».
