في وقتٍ أصبح فيه أفراد الأسرة الواحدة يشعرون أن كلاً منهم يعيش على جزيرةٍ منفصلة، وأصبح الجميع منشغلاً بهاتفه عن الآخر، نجد أن الفجوة تزداد بين الآباء والأبناء وأن التكنولوجيا قد سيطرت على حياتنا بشكل كبير فقربتنا أكثر إلى الغرباء وأبعدتنا عن الأقرباء، وهي معادلة في غاية الخطورة.
لذلك نريد أن ننتبه قليلاً حتى لا ننفصل تماماً عن أبنائنا ونفقد التواصل معهم، فهم يحتاجون إلى دعمنا ومساندتنا لهم كآباء الآن أكثر من أي وقتٍ سبق.
وفيما يلي 4 خطوات نستطيع أن نقترب بها من أطفالنا وندعمهم نفسياً:
دَعوهم يكونون أطفالاً
لا يدرك بعض الآباء والأمهات أحياناً أنهم لا يتركون مساحةً كافيةً لأطفالهم بأن يتصرفوا كأطفال، فتجدهم يكثرون من تحميل أطفالهم مسؤولياتٍ قد لا تتناسب مع أعمارهم، كأن يطلبوا من أطفالهم الأكبر سناً رعاية إخوتهم الأصغر سناً أغلب الوقت ويحملونهم مسؤولية أي ضرر قد يحدث للأخ الأصغر غير مدركين أن الطفل الأكبر لا يزال هو نفسه طفلاً. كذلك الأمر عندما يملأ الآباء الجدول اليومي لصغارهم إما بالاستذكار أو التمرينات الرياضية بدون تخصيص وقتٍ كافٍ للعب.
الدفء الأُسري والدعم والقبول
سينعكس المناخ العام للمنزل على أطفالكم لا محالة، فإذا كان الجو العام مشحوناً بالخلافات والأصوات العالية والشجار، ستتأثر نفسية الأطفال سلباً. أما إذا كان جو البيت هادئاً يملؤه الحب والتسامح وقبول الآخر، سيساعد ذلك الأمر على أن ينشأ أطفالكم في بيئةٍ سوية تدعم صحتهم النفسية بشكلٍ كبير.
الاهتمامات المشتركة والتواصل المستمر
حاولوا ألا تفقدوا التواصل مع أبنائكم، ربما لا يكون الأمر سهلاً خاصةً إذا كانوا في مرحلة المراهقة، لكن لا تكُفوا عن المحاولة. جِدوا قاسماً مشتركاً يجمعكم بأبنائكم، ولتكُن هوايةً ما أو نشاط معين يحبون ممارسته وشاركوهم القيام به، وستجدون أنهم قد صاروا أكثر انفتاحاً للحديث معكم عما يدور في حياتهم.
الأبوة الإيجابية والشعور بالأمان
وفقاً لموقع Psychology Today الأمريكي، في دراسة نفسية أُجريت مؤخراً، تمت مقارنة مجموعة من الفتيات المراهقات اللاتي يعانين الاكتئاب بمجموعة أخرى من المراهقات اللاتي لم يعانين أبداً من الاكتئاب، وأوضحت النتائج دور العلاقة الإيجابية خاصةً بين الأب وابنته وأهمية التواصل بينهما، حيث كانت الفتيات اللاتي تم تشخيصهن بالاكتئاب أكثر عُرضة للشعور بالرفض والإهمال من قبل الأب وكانت علاقتهن بآبائهن باردة ومُفتقدة الود والاهتمام والشعور بالأمان.
لذلك حاولوا أن تكونوا موجودين في حياة أبنائكم فعلياً، واهتموا بمشاعرهم ومعرفة تفاصيل يومهم وأحلامهم. تحدثوا إليهم واحرصوا على التواصل معهم، وأخبروهم أيضاً عن يومكم ومشاكلكم وطموحاتكم للمستقبل، وتعرفوا إلى طريقة تفكيرهم حتى تستطيعوا تصحيح أية مفاهيم خاطئة.