13 أكتوبر 2021

الطرق السليمة لتنشئة الطفل الصغير

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

الطرق السليمة لتنشئة الطفل الصغير
فيلم SOPHIE'S MISFORTUNES

في بعض الأحيان يكون من الصعب احتواء الطفل الصغير والسيطرة على سلوكياته وانفعالاته، وربما أقواله إن كان كبيراً، ولكنه أمر ليس مستحيلاً ويحتاج فقط لدراية.

يجب وضع القواعد والحدود للطفل منذ عمر مبكر حتى يتعلم السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، وهو ما سوف يحد من تعرضه للمشاكل في المستقبل.

فيما يلي بعض الطرق التي تساعدك على وضع طفلك على المسار الصحيح:

الثبات على المبدأ

عندما يتعلق الأمر بالانضباط فمن المهم ألا تتنازلي للطفل في أي وقت من الأوقات، فالآباء والأمهات الذين لا يلتزمون بمتابعة القواعد التي يضعونها لأطفالهم ولا يلتزمون بتطبيق العقاب المقرر فإن هذا يهز من سلطاتهم أمام الطفل لذلك يجب أن تكون القاعدة والعقاب أمور قابلة للتطبيق. لا ننسى أن الأطفال يتعلمون من خلال مشاهدة الكبار، وخاصة والديهم. لذا تأكد من أن سلوكك هو نموذج يحتذى به. عندما تطلب من طفلك أن يجمع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب فسوف تترك انطباعًا أقوى بكثير إذا قمت أنت بجمع أغراضك الشخصية وترتيبها في مكانها بدلاً من تركها مبعثرة في جميع أنحاء الغرفة.

تهيئة المكان

منذ أن يبدأ الطفل في الحبو أو المشي يبدأ في استكشاف العالم من حوله، وأوله البيئة المحيطة به كالغرفة أو الصالة. الأطفال الصغار فضوليون بشكل طبيعي لذلك من الحكمة التخلص قدر الإمكان من الأشياء التي تلفت انتباههم ويشكل وصولهم إليها خطراً على صحتهم أو سلامتهم. هذا يعني إبقاء أشياء مثل أجهزة التلفاز والهواتف والأجهزة الإلكترونية بعيدًا عن متناول يد الطفل.

احذر أيضًا من الأشياء التي تسبب الاختناق مثل الأكسسوارات والأزرار والأشياء الصغيرة التي يمكن للطفل وضعها داخل فمه، ويجب دائمًا الاحتفاظ بمستلزمات التنظيف والأدوية في مكان بعيد بحيث لا يستطيع الوصول إليها.

via GIPHY

تشتيت الانتباه

إذا كان طفلك الرضيع يحبو أو يتهادى باتجاه شيء يشكل خطراً له فقولي له بهدوء «لا»، وإما أن تخرجه من منطقة الخطر هذه أو أن تقوم بتشتيت انتباهه بنشاط آخر. من المهم ألا تقوم بضربه أو نهره، ففي هذا العمر من غير المرجح أن يتمكن الطفل من الربط بين السلوك والعقاب الجسدي.
الرسالة التي ترسلها عندما تقوم بضربه هي أنه من المقبول ضرب شخص ما عندما تكون غاضبًا. يقول الخبراء إن الصفع أو الضرب ليس أكثر فاعلية من أشكال التأديب الأخرى كالوقت التأديبي.

الوقت التأديبي

إذا كنت بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع طفلك فيمكن أن تكون المهلة شكلاً فعالاً من أشكال التأديب. يجب إخبار الطفل البالغ من العمر 2 أو 3 أعوام، والذي كان يضرب أو يعض أو يرمي الطعام، لماذا هذا السلوك غير مقبول، ويتم نقله إلى مكان بالمنزل مخصص للتأديب (كرسي مطبخ أو سلم سفلي) لمدة دقيقة أو اثنتان حتى يهدأ.

كقاعدة عامة تُعد دقيقة واحدة تقريبًا للطفل ذي العام الواحد دليلًا جيدًا للوقت التأديبي أما الوقت الأطول ليس له فائدة إضافية، بل يمكن أن يقوض جهودك إذا نهض طفلك قبل انتهاء المدة ورفض العودة إلى ذلك المكان أو تلك الوضعية.
تأكد من أن منطقة العقاب بعيدة عن عوامل الإلهاء مثل الألعاب أو التلفزيون، وأنك لا تمنح طفلك أي اهتمام (التحدث، والتواصل البصري) أثناء بقائه فيها.

إدارة نوبات الغضب

الطفل الصغير حتى وإن كان هادئاً بطبعه يمر أحياناً بنوبات غضب من وقت لآخر، وهي حالة شائعة وسط الأطفال لأن الصغير يمكن أن يفهم أكثر مما يمكنه التعبير عنه، أي أن لديه مشاعر قوية ولا يتمكن من التعبير عنها، خاصة وإن كان له أشقاء، وهذا غالبًا ما يؤدي إلى شعوره بالإحباط الذي يخرج في شكل تهيج وبكاء.

via GIPHY

أفضل طريقة للتعامل مع نوبات الغضب هي تجنبها قدر الإمكان، وما يوصى به:

  • امنح طفلك السيطرة على الأشياء الصغيرة. قد يلبي هذا الحاجة إلى الشعور بالاستقلالية ودرء نوبات الغضب.
  • يمكن أن تجعله يختار بنفسه كأن تسأله «هل تريد تفاحة أو موزة مع الغداء؟».
  • عندما يطلب الطفل شيئاً ما فكر في الطلب بعناية، هل هو أمر ضار أو غير مقبول؟ إذا لم يكن كذلك حاول أن تكون مرنًا.
  • اعرف مقدرات طفلك وحالته في هذا الوقت. إذا كنت تعلم أن طفلك الرضيع متعب ويريد النوم فهذا ليس أفضل وقت للذهاب لشراء البقالة أو محاولة القيام بمهمة أخرى.
  • يجب أخذ الأطفال المعرضين لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين أثناء نوبة الغضب إلى مكان هادئ وآمن حتى يعود لحالته الطبيعية ويهدأ، فالتجاهل ليس طريقة مناسبة للتعامل مع السلوك العدواني أو الخطر.
  • بعض الأطفال يجدون صعوبة في التوقف عن هذه النوبة، في هذه الحالات حاول أن تقول «سوف أساعدك على أن تهدأ»، لكن يجب ألا يكون ذلك بالاستسلام من جانبك، فهذا سيثبت له أن نوبات الغضب هي وسيلة فعالة للحصول على ما يريد. بدلاً من ذلك امدح طفلك لفظيًا لاستعادته ضبط النفس.

*تذكر أنك تريد تعليم طفلك أن أفضل طريقة للحصول على ما يريده هي من خلال السلوك الجيد. مع تحسن مهاراته اللغوية ونضجه سوف يصبح أفضل في التعامل مع حالة الغضب التي تعتريه ويقل احتمال تهيجه.