يحرص الوالدان على تربية الأبناء تربية صحيحة منذ الصغر وتأهيلهم ليكونوا أشخاصاً ناجحين في المستقبل، لكنهما يغفلان أهمية غرس الثقافة المالية التي أصبحت ضرورة ملحة وقيمة أساسية لضبط سلوك الإنفاق والادخار في عصرنا الحالي بسبب زيادة مغريات الحياة وتنوع الاهتمامات.
هذا ما تطرقت له مدربة التنمية البشرية وتطوير الذات الدكتورة ولاء الشحي في محاضرة «أبناؤنا والثقافة المالية» التي قدمتها بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية وتحدثت فيها عن تأثير النشأة ودور الوالدين في ترسيخ مفهوم الثقافة المالية لدى الأبناء:
كيف يكتسب الطفل الثفافة المالية؟
توضح الشحي بأن الأسرة والأبوين تحديداً هما المصدر الأول لاكتساب الطفل الوعي والثقافة المالية، تقع عليهما مسؤولية تنشئتهم وتوعيتهم في التعامل السليم مع المال وترسيخ السلوك المالي القويم، فالمنزل هو البيئة الأولى التي يأخذ منها الطفل معتقداته وكل ما يبنى عليه مستقبله، والوالدان هما قدوة الأبناء في سلوكياتهم وآرائهم ومواقفهم المالية، بإجادتهما إدارة ميزانياتهم وتتبع نفقاتهم وتحقيق أهدافهم المالية يسهمان في بناء الوعي المالي لدى الأبناء حول أهمية المال ودوره كوسيلة للعيش الكريم.
تلمح مدربة التنمية البشرية إلى أهمية المنهجية الوسطية التي يتبعها الوالدان بين الإنفاق والادخار، والتي تنتقل للأبناء فيتعلمون إدارة أمورهم المالية بأن لا يكونوا مسرفين مبذرين ولا منغلقين على أنفسهم بخلاء، أن يكونوا جدار الصد الذي يحميهم من المعتقدات الخاطئة التي يمكن أن يكتسبها الطفل من الأمثال والحكم التي تتناقل لمسامعهم من المقربين أو المسلسلات التي يتابعونها أو الأصدقاء، التي كانت تتناسب مع زمنٍ ما لكنها لا تتناسب وما نعيشه في الوقت الحاضر.
على سبيل المثال، «مد رجلك على قدر لحافك»، نشأة الطفل على هذا المعتقد تمنعه من السعي، وهذه أحد أسباب تقاعس بعض الشباب عن تغيير واقعه المادي وبناء مستقبل أفضل في المجتمع.
لذلك توصي الشحي بضرورة زرع ثقافة الادخار عند الأبناء وتشجيعهم عليها بابتكار طرق وأساليب مختلفة تزيد من حماستهم مثل:
العمر المناسب لتعليم الطفل الثقافة المالية
وعن العمر المناسب لتعليم الطفل الثقافة المالية، تضيف «يبدأ الطفل في تعلم معظم المهارات الحياتية قبل 5 سنوات ومن ضمنها فن التعامل مع المال، ومع النقص في قدراتهم المعرفية العالية مقارنةً بالبالغين إلا أنهم يتميزون بقدرة كبيرة على المراقبة والتعلم، ومع توقف مرحلة التعلم في هذه السن تبدأ مرحلة التوجيه والإرشاد»