12 أكتوبر 2022

نصائح لإقناع طفلك بتناول الطعام في المدرسة

محررة ومترجمة متعاونة

نصائح لإقناع طفلك بتناول الطعام في المدرسة

كثيرة هي المهام التي تتولاها الأم ليكون طفلها جاهزاً للذهاب إلى المدرسة، أو حتى عند عودته منها، ولكن أكثر ما يحز في قلبها أن يعود فلذة كبدها حاملاً معه علبة الطعام دون أن يمسها، رافضاً أن يتناول طعامه في المدرسة وبين أقرانه.
وهنا يقدم خبراء التغذية نصائح مهمة لكل أم، من شأنها أن تجعل علبة الطعام صحية وجاذبة بحيث ينكب على تناولها طفلها.

تكلمي مع طفلك

إذا ما عاد طفلك من المدرسة ونصف علبة الطعام التي حملها معه لا تزال موجودة، عليكِ آنذاك الجلوس والتحدث إليه بهدوء ونقاش مفتوح. اسأليه عن السبب الذي جعله يمتنع عن تناول طعامه، وما الذي كان يعجبه ولا يعجبه فيه. شجعيه على الانفتاح والتحدث بصراحة وبلا خوف، واقترحي عليه وضع فقرات غذائية جديدة في العلبة يمكن أن يكون سعيداً بتناولها. وفي النهاية، إذا ما شعرت بالقلق أنه لم يتناول طعامه لأسباب أخرى، مثل ألم في البطن أو اضطرابات في الأكل، استشيري الطبيب المختص الذي حتماً سيقدم لك النصيحة المناسبة.

تحضير الوجبة سويًا

جعل طفلك يشاركك تحضير علبة الطعام للمدرسة يمكن أن يكون حدثاً سعيداً ومثيراً بالنسبة له، ويشجعه أيضاً على بناء علاقة صحية مع الطعام، في الحاضر ومستقبلاً. ومن المحتمل جداً أن يحاول طفلك تجربة أطعمة جديدة إذا ما شارك في اختيارها وجهز علبة الطعام الخاصة به بنفسه. وهذا يعني بالتالي أنه سيتناول ما موجود في العلبة كاملاً ويوفر عليك العناء ويقلل التبذير.

اهتمي بالتغليف

يقولون إن المعدة تشتهي ما يعجب العين، لذلك احرصي على جعل علبة طعام طفلك للمدرسة مغلفة بالشكل الذي يجذب انتباهه ويسعده فيبدو في عينيه لذيذاً. اقطعي الفواكه والشطيرة إلى عدة أشكال ممتعة واستخدمي مجموعة مختلفة من ألوانها ونكهاتها طوال الأسبوع. دعي طفلك يختار علبة طعام مبهجة وأنيقة أيضاً، كي يتحمس لحملها وفتحها لاحقاً في وقت الغداء. وإذا ما علم أنك أنتِ أيضاً تغلفين وتجهزين طعامك لتأخذيه معك، ويبدو مثل طعامه، فهذا يمكن أن يساعد على إغرائه لتقدير طعامه وتناوله.

مالح وحلو

تحديد فقرات الطعام وجعل البعض منها بمثابة «مكافأة» أو «جائزة» يمكن أن يؤدي إلى علاقة ضعيفة بين طفلك والطعام. لذلك كوني عقلانية في كمية الأغذية المعالجة جداً أو الوجبات الخفيفة الغنية بالسكر التي تعطيها له، ولكن هذا لا يمنع أن تضعي في بعض المناسبات الشوكولاتة أو المقرمشات في علبة الطعام، فهذا لن يضره، كما أنه سيمنحه حرية اختيار الطعام ويساعده في إنشاء علاقة إيجابية معه.

ولكي تضمني أنه لن يعتاد على تناول مثل هذه الأطعمة بشكل مستمر، حاولي القيام ببعض الخيارات الأخرى مثل الحمص المحمص أو رقائق البطاطس الحلوة المطبوخة أو الفواكه والمكسرات المجففة أو التمور المحشوة أو الفواكه الطازجة.

وعموماً، من الخيارات المفيدة صحياً للطفل ويمكن جعله معتاداً عليها، تأتي بطبيعة الحال الفواكه الطازجة في المقدمة، وبالتأكيد الموز أولها، ثم الخيار، الذرة الحلوة، الخضراوات، الحمص المهروس والدجاج المشوي مع السلطة.

نصائح لإقناع طفلك بتناول الطعام في المدرسة

مخزون احتياطي

في بعض الأحيان تكون الأم مشغولة أو متعبة، ولكن هذا لا يعني إطلاقاً أن ينطلق الطفل إلى مدرسته بدون علبة الطعام أو تكون معبأة بطعام غير مناسب لسنه. لذلك بإمكانك شراء بعض الأغذية التي توفر الوقت وتعتبر وجبة جاهزة مثل الحبوب الكاملة أو البقوليات بما أنها غنية بالبروتينات، من بينها البروتينات النباتية والألياف والمعادن. وجميعها قادرة على أن تجعل الوجبة لذيذة يتقبلها الطفل.

الانتباه للخبز

طريقة أخرى لإقناع الطفل بسلاسة بتناول وجبته في المدرسة هي بالتعامل بذكاء مع الخبز. فبدلاً من الاقتصار على الكربوهيدرات البسيطة والمكررة قليلة الفوائد الغذائية، مثل الخبز الأبيض، بإمكانك تجربة خبز من نوع آخر كل أسبوع، من الحبوب الكاملة، منزوعة البذور، المخمرة أو الشوفان.

وجبة زائدة

في بعض الأحيان يكون لدى طفلك نشاطاً بدنياً بعد انتهاء الحصص المدرسية، أو يتوجه من هناك إلى نادٍ رياضي، فاحرصي آنذاك على وضع ما يكفي له من طعام في علبته، فهذا أمر مهم للغاية. يجب آنذاك وضع أغذية من النوع الذي يسيطر على السكر في الدم ويجعله منخفضاً، مثل معظم الفواكه والخضراوات غير النشوية (الخيار، الفلفل، البازلاء) والحبوب الكاملة مثل الكسكس والشوفان.

وهذا سيؤدي إلى ارتفاع بسيط وبطيء في مستويات سكر الدم فيحافظ على نشاطه لفترة أطول. فعادة ما تكون هذه المكونات غنية بالألياف والبروتينات أيضاً، الأمر الذي يساعد طفلك على الشعور بالشبع لفترة أطول أيضاً. واحرصي كذلك على أن يكون معه وجبة غنية بالكربوهيدرات، مثل الموز، كي يتناولها في الفترة بين المدرسة والنادي لتظل طاقته في مستوي عال.

هدوء وبساطة

تذكري دوماً أن تجعلي الأمر يبدو بسيطاً وسلساً، لا تعقدي المسألة.. في الغالب أنك ستمرين بمرحلة الإفراط بالتفكير في علبة طعام طفلك خاصة إذا ما رفض صغيرك الخيارات الجديدة والصحية، فتحلي بالهدوء والصبر. والمهم أيضاً أن تكونوا جميعاً، مع الأب وبقية أفراد العائلة، نموذجاً يحتذي به طفلك، وتقدموا له التشجيع طوال الوقت.