13 مارس 2023

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم "ست الحبايب" في حضورها وغيابها

محررة في مجلة كل الأسرة

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم

الهدية للأم لا تقاس بالمادة أو بسعرها الباهظ، ثمة هدايا دائمة لأمهاتنا لا تنفد مع الزمن ولا يزورها صدأ العاطفة، هي الهدايا التي تكرّم الأم وتجعلها تتلمس ثمار عطاءاتها سواء كانت على قيد الحياة أو غيبها الموت.

وراء كل منا، أم أعطت وضحّت ولم يسجنها الغياب في عتمة النسيان. نقدم لأمهاتنا الهدايا في حضورهن وغيابهن، هدايا تكريمية سواء جائزة، قصيدة، صلاة أو حتى دعاء.

فما الهدية الرمزية التي نقدمها للأمهات؟.. «كل الأسرة» تجيب عبر استطلاع مع شخصيات أكاديمية، علمية، اجتماعية وثقافية:

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
الدكتورة رفيعة غباش

حوّلت منزل الوالدة إلى مشروع يسكنه الجمال

بين الدكتورة رفيعة غباش، مؤسسة متحف المرأة و«للإبداع بيت»، ووالدتها عوشة بنت حسين علاقة لا يؤطرها الزمن أو الصورة، هي علاقة ممتدة في الروح والجذور.

في عيد الأم، تستمر د. رفيعة غباش في تقديم هدايا مستمرة لا تزول، تكريماً لأمومتها، قيمها، نبض عطائها الذي يسكن في كل زاوية، تقول «كنت أستمع إلى فيديو يعرّف بالأبناء ولله الحمد، وجدت نفسي ضمن القائمة التي أوردت نوعاً من الأبناء وهم الذين يحققون رغبات أهلهم قبل طلبها. فقد كنت تلك الطفلة التي تتأمل وتتابع والدتها لتعرف ماذا تريد وماذا تتوقع من أبنائها وكان حرصي على التفوق، إلى كونه جزءاً من شخصيتي، لإسعاد والدتي. وما عزز العلاقة بيني وبين والدتي هو تسميتي بـ «رفيعة» على اسم جدتها أم أبيها، وكان المتوقع مني الكثير تبعاً لاسمي، وأحمد الله أني كنت على قدر الاسم، بحيث لم أكتف بالكتابة عنها،؛ بل حوّلت منزلها إلى مشروع يسكنه الجمال والمحبين للإبداع لتبقى حاضرة معي يومياً، إما بالسؤال عنها وصورها التي تحيط بي أو رغبتي في الدعاء لها ولوالدي».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم

في كل محطة، لم تكف الدكتورة رفيعة غباش عن تكريم والدتها. يجسّد كتاب «امرأة سبقت عصرها» الشخصية الاستثنائية للوالدة، والدتها عوشة بنت حسين بن ناصر لوتاه، وقدرتها على المزاوجة بين الحفاظ على العادات والتقاليد وبين مواكبتها للتطورات، في تجسيد موجز، عبر تلك الشخصية، لكل مناحي التطور والتقدم وعلى كافة الصعد.

الكتاب هو هدية الدكتورة رفيعة غباش لوالدتها، التي رحلت منذ 31 عاماً، في مبادرة أرادت عبرها أن تظهر ملامح نجاح تلك المرأة في مجال خدمة المجتمع وكسيدة أعمال في الستينات.

لم تكن الهدية الوحيدة التي قدمتها د. رفيعة لتضيء على مسيرة امرأة مثقفة واكبت عصرها واستوحت من معالم فكرها قناديل حب وارتقاء بمجتمعها، حيث حولت منزل الوالدة في منطقة الحمرية بدبي إلى بيت للإبداع الفني وخصصت لها غرفة جمعت فيها كل ما يعانق رائحة الأم عوشة، وترجمت جمالية هذا الإيقاع الأمومي بمشاركتها في بودكاست «الجنة تحت قدميها» رصدت فيه هذا التنوع الثقافي الذي عاشته داخل منزل الوالدة وما حملته من قيم وتفاصيل لم تزل تترك أثرها في نفسها حتى اليوم.

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
الدكتورة عائشة الشامسي

أهديتها أول بيت شعر وما زلتُ أهديها كل قصائدي

لا تكون الهدايا المادية وسيلة لإيصال محبتنا وبخاصة للأم التي تجد في كلمة امتنان أو حب «هدايا العالم كله»، فكيف إذا كانت الهدايا قصائد وكلمات تترجم ما في ثنايا القلب من محبة ليس لها حدود؟

تستلهم الدكتورة عائشة الشامسي، الشاعرة والأستاذة الجامعية ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا في مدينة العين، قصائدها بفرح الأمومة في عيني والدتها.

تقول «لم تكن أمي امرأة عادية، وكأن الله حباها شيئاً من اسمها (حليمة)، فهي القلب الذي يتسع للجميع، لذلك هي ترافق كل قصائدي، أستوحي كل معاني شعري منها.

وأمي.. وحدها كانت لعائشة
بلادا.. قد بدا من حسنها الأفق

تعاند في حياتي الحزن كي أصغي
إلى فرح وأصغي كيف أأتلق

أهدت د. الشامسي والدتها أول بيت شعر موزون لكونها مصدر الإلهام والحب «أستلهم أمي بكل جمال روحها في شعري دوماً، أهديتها أول بيت شعر موزون، وما زلتُ أهديها كل قصائدي».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
خالد الظنحاني

أقدم لأمي كل نجاحاتي السابقة واللاحقة

هي ذاك الوجه المضيء الذي أضاء كل «معاني الإنسانية» داخل قلب الخبير الثقافي خالد الظنحاني، الذي يهدي والدته يومياً كل إنجاز ونجاح.

يبين «الأم وطن، الأم قيثارة الحياة وملحمة الأرض، وعبقرية السماء، إنها الماء والضوء والهواء، هي إعجاز إلهي، يختصر معاني الإنسانية وهبات الكون».

يدرك الظنحاني أن «تلك الكلمات اللطيفة لن تفيها حقها»، لذلك، ارتأى أن يكرمها على طريقته «عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مبادرة تكريم 43 شخصية وطنية من أوائل الإمارات، بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين لدولة الإمارات، لم أرشح نفسي وإنما رشّحت أمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون ضمن المكرمين من أوائل الإمارات، لأنني أدين لها بالكثير، فهي صانعة نجاحي جعلت منّي إنساناً ناجحاً، يحب وطنه ويتفانى في خدمته ورفعته بين الأمم والشعوب».

كل هدايا العالم لا تكفيها، وفق رؤية الظنحاني «أمي هي الصانع الحقيقي لجميع منجزاتي، أو لنقل الواقفة خلف هذه العظمة؛ أليست «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ»؟ وبالتالي، فإن أجمل هدية أقدمها إليها هي كل نجاحاتي السابقة والقادمة بإذن الله».

ويوجز «حفظ الله أمي وجميع الأمهات في العالم، وجعلهن عطاء الأرض ونور السماء لأبنائهن وبناتهن».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
عيدة بطي المحيربي

نظام الأشياء المنزلية.. اختراعي الذي أقدمه هدية لوالدتي

في سجلها أكثر من 100 اختراع، وكرّمت بأكثر من جائزة وأكثر من ميدان. تعترف المخترعة عيدة بطي المحيربي بفضل والدتها عليها التي شكلّت المرجع لها بعد والدها.

تقول «ليس من تمثال يخلّد عطاء والدتي ويكرمها على ما زودتني به من معلومات أساسية في عملي. لقد استقيت منها الكثير من الأمور الحياتية الخاصة بخبرتها في الزراعة، الاهتمام بالنباتات وكيفية تقليم الأشجار والخياطة وغيرها».

ليست أموراً عبثية ما تتحدث عنه المخترعة المحيربي، فقد ألهمتها الكثير من الاختراعات «نظام الأشياء المنزلية تترجم إنجازات أمي أمام عينيها واحتياجات يومية تحيط بها منها نظام الغسالة ذات الحجرات المتعددة والمكواة القرصية وغيرها».

تؤكد «نجاحي هو الهدية الأكبر، ووالدتي أمدتني بالكثير من الأفكار في مجال الأجهزة المنزلية، وأنا «ما أطلع من جزاها» ( لا أستطيع إيفاء حقها) وبالتالي، كل إنجاز هو هدية لها وبالأخص نظام الأشياء المنزلية هو منجزي واختراعي الذي أفخر أن أقدمه هدية لـ(ست الكل)».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
أحمد عبيد المنصوري

بنيت لها عيادة طبية لتبقى ذكراها خالدة

هو سؤال صعب بالنسبة لأحمد عبيد المنصوري، مؤسس متحف معبر الحضارات وعضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، الذي فقد والدته في عمر أربعة أشهر ولم يعش في كنفها ولم يتلمس عطفها.

هذا الفقدان يرخي بثقله على المنصوري الذي يتماهى مع غياب الأم ويحاول أن يقدم لها هدايا عبر الغياب «البر بوالدتي ما زال قائماً على الرغم من الغياب بالصلاة والدعاء والصدقة وأحيي ذكراها مع أحفادها وقيمها ومبادئها وتضحيتها من أجلي ومن أجل أخواتي، وأحترم كل امرأة في حياتي كجزء من تكريم الأم وبرها وتقدير أمومتها».

كل تلك الهدايا لا تكفي بالنسبة للمنصوري الذي يحاول إحياء ذكر والدته في كل يومياته وتخليدها بتصرفاته وسلوكياته، «لأتذكر دوماً أني ابن هذه المرأة العظيمة التي أنجبتني. عطائي لها مستمر، فكما منحتني الحياة، أحاول أن أرد لها بعض جميلها بأن اعتمرت عنها وبنيت لها عيادة طبية لعلاج النساء في الفلبين عبر إحدى الجمعيات في الدولة».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم
شيرين النويس

أهديها نجاحي بتأسيس مركز لصعوبات التعلم

تتلمس شيرين النويس، صاحبة أول مركز متخصص في صعوبات التعلم في الإمارات«تعليم»، نجاحاتها عبر والدتها، رحمها الله، والتي تركت «أثراً إيجابياً على شخصيتي ونجاحي وما وصلت إليه الآن».

توضح «سر نجاح الطفل هو أمه كونها المؤسسة الأولى في التربية، ووالدتي رحمها الله زرعت بداخلي المثابرة والإصرار على النجاح، وأهديها نجاحي بتأسيس مركز لصعوبات التعلم كون هدفه الأساسي إنسانياً ألمس فيه فرحة الأمهات عند مساعدة أطفالهم في تخطي الصعوبات».

أسسّت النويس المركز عام 2014 وهو المركز الوحيد المتخصص داخل دولة الإمارات بصعوبات التعلم بأنواعها باللغة العربية والإنجليزية ومادة الرياضيات واضطرابات النطق والحركة الزائدة وتشتت الانتباه «تمكنا من مساعدة ما يقارب 7000 طفل وواجهنا تحديات خلال فترة كورونا، وبفضل الله وإصراري، أكملنا مسيرتنا وأثبتنا نجاحنا ليس فقط على مستوى دولة الإمارات إنما على مستوى الخليج العربي، ما دفعني إلى التفكير في بعض الخطط المستقبلية المهمة أبرزها افتتاح فروع جديدة في دولة الإمارات لمساعدة أكبر قدر ممكن من أطفالنا إلى افتتاح فروع للمركز على مستوى الخليج العربي إلى مشاريع أخرى تحاول إيجاد الحلول للكثير من المشكلات التي تواجه أطفالنا».

توجز النويس «هذه أفضل هدية معنوية لأمي في حياتها ووجودها وفي غيابها، وأنا على ثقة في أنها تراني الآن وهي سعيدة لما وصلت إليه. أسأل الله الرحمة لها ولجميع أمهاتنا».

في عيد الأم .. هدايا رمزية لتكريم

الرقم القياسي الأخير دخل موسوعة غينيس هدية لوالدتي

الكثير من الإنجازات حققّها الشاب المصري محمود محمد أيوب، البالغ من العمر 23 عاماً، ليدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

الرقم القياسي لأكثر عدد من الخطوات الهوائية خلال ثلاثين ثانية، الإنجاز الذي اعترفت به غينيس للأرقام القياسية، حيث حقق 56 خطوة هوائية محطماً الرقم القياسي العالمي السابق (51 خطوة).

وراء كل نجاح وكل لقب جديد، تقف والدة محمود بتشجيعها وحبها ومثابرتها على رفع معنوياته لتحقيق المزيد من الأرقام القياسية، ولذلك كان الرقم القياسي الأخير هدية لها، يروي «كلما كنت أرغب في كسر رقم، كنت أزامن تاريخ كسر الرقم مع تاريخ ميلاد شخص عزيز على قلبي سواء جدتي، والدتي وغيرهما، بسبب حبي لهما واعتزازي بهما، وفعلاً، أهديت الرقم الأخير الذي حققته إلى والدتي لأنه الرقم الأصعب الذي استطعت إنجازه، في ظل تشجيع لافت منها».

يقول «نجحت بحصد 3 ألقاب من قبل، لكن الرقم 1240 هو الرقم القياسي الأخير لأكبر عدد من تمارين الضغط بالإبهام في دقيقة واحدة، وحققته العام الماضي».

ويعمل أيوب حالياً على التحضير للعديد من المحاولات الأخرى، مثل أكثر عدد من تمارين الضغط على الأصابع مع وزن 40 رطلاً، ومحاولة أخرى لنفس الرقم مع وزن 60 رطلاً.