14 مارس 2023

أول كلمة "ماما".. حلم كل امرأة ومشاعر لا توصف

محررة في مجلة كل الأسرة

أول كلمة

ما بين الخوف والقلق والإحساس بالمسؤولية، تبقى لهفة سماع أول كلمة «ماما» حلم كل امرأة أمضت تسعة أشهر تصارع الألم والإجهاد لتسمع صرخات مولودها الأولى ويكسبها لقب الأمومة وتختبر أحاسيس جديدة تنقلها إلى عالم مملوء بالعاطفة الصادقة والمشاعر الجياشة التي لا تأمل أن يكون لها مقابل.. في «عيد الأم»، التقت «كل الأسرة» مجموعة من الأمهات ليكشفن عن الأحاسيس والمشاعر التي انتابتهن عند سماع أول كلمة «ماما».

مشاعر مختلطة تلك التي انتابت سلمى العالم، أم لطفلتين، وهي تسمع ابنتها البكر «لينا» تنطق كلمة ماما، تقول «لا يمكن وصف مشاعر الفرح وأنا أسمعها تناديني ماما، فقد كانت كلمة «بابا» هي كلمتها الأولى بحكم سهولة نطق حرف الباء. لم تقتصر علاقتي بالأطفال ببناتي، فقبل ذلك كنت أحنو وأعطف على ابن أختي الذي كان يناديني ماما، لكن أن أسمعها من ابنتي إحساس مختلف تماماً».

تصف العالم هذه الكلمة «أول ماما جميلة، فعندما تنطق ماما، ماما، ماما التي يمكن أن تصل لـ 20 مرة تتبعها تنهدات وتعب فيها الكثير من البراءة، أحمد الله على وجود طفلتيّ في حياتي في وقت يحلم فيه الكثير ممن حرموا نعمة الإنجاب سماع هذه الكلمة». تكمل «كلمة ماما بداية لمرحلة جديدة ومختلفة من المسؤولية لا تتوقف عند توفير الأكل والملبس؛ بل تطلبت التدرب على إجادة مهارات التخاطب، ومراقبة نفسي قبل أن أخطئ وأنا أتحدث لأني متأكدة أنها ستقلدني».

أول كلمة

سماع «ماما» شبيهة بإنجاز عالمي

تبين سالي زعيتر، أم لثلاثة أبناء، أن غريزة الأمومة تسبق ولادة الطفل «قبل أن أصف مشاعري عن أول كلمة ماما سمعتها، من المهم أن أشرح إحساسي بينما يجلس كل واحد من أبنائي 9 أشهر بالقرب من قلبي، لم أستوعب في ذلك الوقت بأني سأكون أماً»، تكشف «الإحساس بالمسؤولية بدأ قبل أن أرى طفلي الأول حينما كنت أنتظر بفارغ الصبر سماعه ينطق كلمة ماما، كانت مشاعري شبيهة بمشاعر شخص توصل لإنجاز عالمي يشار إليه بالبنان». لم تستوعب زعيتر سعة قلب الأم فوجدت وهي في حملها الثاني صعوبة مشاركة مشاعرها مع طفلها الأول مع طفل آخر «شعرت بصعوبة مشاركة شخص آخر مشاعري نحو طفلي الأول، لكن ما إن ولد الطفل الثاني انقسم قلبي لقسمين، ومع الطفل الثالث أدركت أن الله منحني حناناً مهما أعطيت منه لن ينتهي».

أول كلمة

تبدأ غريزة الأمومة مع مرحلة الحمل

لا يبتعد رأي موزة الشومي، أم وحيدة لثلاثة أبناء، عن الرأي السابق كثيراً، تبين «تبدأ غريزة الأمومة مع مرحلة الحمل، إلا أن الإحساس الحقيقي يبدأ بعد الولادة، مشاعر الأمومة متداخلة تختلف عن أي نوع آخر من الأحاسيس، فيها الكثير من المسؤولية والحب والخوف من أن يصيب هذا الطفل مكروه»، تلفت «كلمة ماما من أبنائي تعني احتياجهم إلى الإحساس بالأمان الذي افتقدوه بوفاة زوجي».

أدركت الشومي الحياة مع ثمانية أخوة، تقول «أحسنت أمي تربيتي وتعليمي حتى تزوجت لأجد التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، فكانت القدوة التي بنيت عليها أمومتي»، تردف «الأمومة أن أعطي دون أن أفكر في مقابل، تعني الصبر على الأبناء في مرضهم وتعبهم وشقاوتهم وأحياناً إعاقتهم، أن أحافظ عليهم وأساعدهم على التخطيط لحياتهم والوصول بهم لبر الأمان»، تكشف «عندما سمعت كلمة ماما للمرة الأولى أدركت حجم التعب والمجهود الذي بذلته أمي في تربيتنا».

أول كلمة

كلمة «ماما» من أصحاب الهمم هي الأجمل

فيما تقول د. فداء يوسف ذياب، أم لخمسة أبناء أحدهم مصابة بمتلازمة الانجلمان النادرة، «عندما سمعت ماما أول مرة من ابنتي التي تعاني إعاقة، كانت مختلفة عن ما سمعته من إخوتها الآخرين»، تردف «كلمة ماما غيرت الكثير في حياتي، منها أن أتغاضى عن أي شيء يمكن أن يعكر صفو علاقتي بزوجي»، تكشف د. فداء «إحساس مختلف عندما نطقت ابنتي مريم كلمة ماما بعد تأخرها في الكلام، لكن الأصعب أن انتظار سماع هذه الكلمة من طفلة تعاني مرضاً»، توضح «كانت أجمل ماما أسمعها من ابنتي روضة التي تعاني الإصابة بمتلازمة الإنجلمان التي تمنعها من الكلام»، تتحدث والدموع تنهمر «أحمد الله على نعمة وجود أبنائي، وأنصح كل أم وأب أن يقدروا حجم المسؤولية سواء كان الأبناء أصحاء أو من أصحاب الهمم».

أقوى الغرائز.. والأمومة أنواع

تبين المستشارة النفسية والأسرية وأستاذة علم النفس الدكتورة إسراء شاكر السامرائي، تأثير غريزة الأمومة على المرأة «تبقى الأمومة من أقوى الغرائز التي تولد مع المرأة، فنجدها تلعب الألعاب التي تتخيل فيها أنها أم لطفل، وعندما تتزوج نجدها تبقى في حالة قلق أو خوف من عدم قدرتها على الإنجاب». تشرح الوضع عند الحمل "يصاحب حمل المرأة مشاعر مختلطة تتفاوت بين الفرح كونها ستصبح أماً وخوف من عدم القدرة على رعاية طفلها والمسؤولية التي ستلقى على عاتقها».

كل امرأة تختلف عن الأخرى بتعبيرها عن أمومتها وعن مشاعرها، وبالتالي تبقى غريزة الأمومة من أعظم الغرائز التي رزقها الله للأنثى

تشير السامرائي إلى أنواع الأمومة، كونها من أقوى الخصائص والوظائف التي منحها الله للمرأة لتعمر بها الحياة:

  • الأمومة الكاملة: (البيولوجية والنفسية) كونها من تنجب وترضع وترعى الطفل حتى يكبر.
  • الأمومة البيولوجية: نجدها عند الأم التي تحمل وتلد وتترك وطفلها لأي سبب من الأسباب.
  • الأمومة النفسية: تكون عند الأم التي ترعى الطفل وتربيه وتحتضنه وتمنحه الحنان.

أول كلمة

كما أن للأمومة أنواعاً فإن النساء أيضاً أنواع، تكشف عنهن د. إسراء:

  • المرأة الأم: هي التي توجه كل مشاعرها نحو أطفالها، مشغولة طول الوقت بهم تدور جميع سلوكياتها حولهم.
  • المرأة الزوجة: هي التي تتجه بكل مشاعرها نحو زوجها فتحبه حباً شديداً وتكون أقرب إليه من أي مخلوق آخر.
  • المرأة الأنثى (الدلوعة): وهي المرأة التي تحب ذاتها وتتميز بالنرجسية وتتجه بمشاعرها نحو نفسها فقط وتتوقع من الجميع إحاطتها بالاهتمام.
  • المرأة المتكاملة: هي التي يمكنها الموازنة بين جميع الأنواع الثلاثة السابقة، فتكون أماً وزوجة وأنثى، فهي الأم عندما يمرض أحد أطفالها وتبرز الأنثى في منتصف العمر حين يكبر أبناؤها وتقل حاجتهم إليها وحين ينشغل عنها الزوج تعود حينها لنفسها لتدللها وتهتم بها.