05 ديسمبر 2023

أساليب التحفيز التربوية وتنمية قدرات الأبناء.. نصائح الخبيرة التربوية سارة الشامسي

محررة في مجلة كل الأسرة

أساليب التحفيز التربوية وتنمية قدرات الأبناء.. نصائح الخبيرة التربوية سارة الشامسي

تتطلب التحديات التربوية المعقدة التي يواجهها الآباء ضرورة البحث عن أساليب تربوية «تحفيزية» تساعدهم على تنمية قدرات الأبناء العقلية، وتساهم في نمو وتطوير قدراتهم الاجتماعية.

ففي عصر الانفتاح التكنولوجي يحتاج أبناؤنا إلى تعزيز الكثير من المهارات التي تدعم قدرتهم على التفكير الإبداعي، وحلّ المشكلات وتعزيز اندماجهم الاجتماعي، وفي ورشة «أساليب التحفيز التربوية» كشفت المدربة والخبيرة التربوية سارة الشامسي، أهم أنواع التحفيز التربوي، وأساليبه، والأخطاء التربوية التي يرتكبها الآباء، وأهمية استخدام الأسلوب التربوي الفعال، والعقاب عند ارتكاب الأخطاء.

سارة الشامسي
سارة الشامسي

يمتاز أسلوب التحفيز، لكونه أحد فنون التربية الحديثة في عصر التجدد والانفتاح، بقدرته على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، لابتعاده بشكل كلي عن العقاب، والضرب، والصراخ، والتهديد.

وقد أكد التربويون والمهتمون بعلم النفس وعلم الاجتماع أن «الطفل يتأثر بالرسائل التي تمنحه انطباعاً عن نفسه وتوجّه سلوكاته، سواء كانت من والديه، أو مدرّسيه، أو من غيرهم من المحيطين به»، وتشير الشامسي إلى أنه «عندما يتلقى الابن أساليب تربوية جيدة من أهله ينتج عن ذلك علاقة صحية، وطفل سليم، وعلى العكس من ذلك تُضعف السلوكات التربوية الخاطئة التي يتّبعها الآباء شخصية الطفل، وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق، والعدوانية في المستقبل».

وتوضح الشامسي مفهوم التحفيز التربوي، على أنه «مجموعة العمليات والقوى النفسية التي توجه سلوك الطفل نحو هدف محدد، أو نتيجة ما». أما عن أهم أساليبه الحديثة وقوة فاعليته في التربية، فتبيّن أن «اختلاف سلوكات الأطفال من جيل لآخر يفرض على المربين اتّباع أساليب تربوية متنوعة، كالتشجيع، والتركيز على السلوكات الحسنة، والتحفيز على اكتساب مهارات معينة، على سبيل المثال، ارتداء الطفل ملابسه وحده يعزز لديه هذا السلوك، ويدفعه إلى الاستمرار والمحافظة على هذه المهارة».

أساليب التحفيز التربوية وتنمية قدرات الأبناء.. نصائح الخبيرة التربوية سارة الشامسي

وتتوقف الشامسي عند الأخطاء التي يقع فيها الآباء «يشكل اختيار نوع التحفيز المناسب للطفل جزءاً كبيراً من استكمال عملية توجيه سلوكه نحو النتيجة المطلوبة، لكن للأسف، تتبادر إلى أذهان الكثير من الآباء جملة «نحن حفزنا ما في فايدة». وهنا نوجّه السؤال للوالدين: عزيزي الأب، وعزيزتي الأم، هل للتحفيز تاريخ انتهاء صلاحية؟ نعم بالتأكيد له فترة انتهاء، لكن علينا ألا نستعجل النتائج، ونكون لأبنائنا قاعدة تربوية تحتوي على خليط منوع من التشجيع».

أنواع تحفيز الأبناء

التحفيز لا يتوقف عند الهدايا، حيث ينقسم إلى:

  • تحفيز أخروي: تذكير بالأجر.
  • تحفيز معنوي: بالكلام الإيجابي.
  • تحفيز حسّي: بمنح المكافآت.
  • تحفيز بيئي: خلق بيئة إيجابية جيدة.

على سبيل المثال، عندما نطلب من أبنائنا الحصول على علامات متميزة في المدرسة يجب أن تكون البيئة محفزة، بتجهيز مكاتب دراسية، وأدوات دراسية، وأيضاً معنوية بتشجيعهم بالكلام بأنهم قادرون على تحقيق الهدف، وبالفعل بمنحهم مكافأة عند إحراز التقدم المطلوب، وأخروياً بتذكيرهم بالأجر الذي سيحصلون عليه عن طلب العلم، فالتحفيز ليس نوع واحداً فقط، بل هو مجموعة من الأجزاء المترابطة.

أساليب التحفيز التربوية وتنمية قدرات الأبناء.. نصائح الخبيرة التربوية سارة الشامسي

أساليب تحفيز الأبناء

وتوضح المدربة والخبيرة التربوية، أساليب التحفيز:

  • التشجيع: هو أحد أساليب التحفيز القيّمة التي يجب استعمالها أثناء قيام الطفل بالفعل، والمقصود به تشجيع الفعل الحسن، لا مدح الطفل، كأن نقول له «لقد أصبحت ماهراً في حل هذه المسألة»، لا أن نقول له: «أنت عبقري».
  • الثناء: يستخدم بعد قيام الطفل بالفعل، باختيار الكلمات المناسبة التي تعزز إيمانه بقدراته وقيمته الذاتية، ولا تلحق به أي أذى، سواء كان عاطفياً أو معنوياً.
  • التعزيز: يُتبع هذا الأسلوب عند تصحيح الخطأ والثناء على الصواب، كأن نعزز في أبنائنا قيمة مساعدتهم لإخوتهم بجمع الألعاب، أو بعد الشجار بتصحيح السلوك الخطأ، وتعزيز الصواب لديهم.
  • المكافأة والهدية: هنا يجب معرفة الفرق بين المكافأة كأسلوب يستخدم لتحسين السلوك، على أن تكون مشروطة ومعلومة تنتهي عند تحقيق النتيجة، كأن نقول للطفل سأعطيك مكافأة إن قمت بتنظيف غرفتك يومياً، والهدية كأسلوب يستخدم لتحسين العلاقة مع الطفل من دون أي قيود أو شروط.

أساليب التحفيز التربوية وتنمية قدرات الأبناء.. نصائح الخبيرة التربوية سارة الشامسي

كيف تحقق الموازنة بين تحفيز وعقاب الطفل؟

تلفت الشامسي إلى أهمية دور المربّي في الموازنة بين استخدام الأسلوب التربوي الفعال لتحفيز الطفل، وعقابه عند الخطأ، من خلال:

  • الوصول إلى أساس السلوك: دائماً ما يكون لدى الطفل حافز يدفعه للسلوك، التخريبي أو الإيجابي، لذلك على الأهل معرفة السبب الرئيسي وراء هذا السلوك، واختيار الحافز لتعزيز السلوك الإيجابي، أو تجنب ردة الفعل غير المرغوبة من الطفل.
  • تحدث مع طفلك واستمع له: على المربّي الإنصات لمشاكل الطفل الصغيرة، وتعليمه مهارات حل المشاكل، والتعاون معه عن طريق طرح الأسئلة لإيجاد حلول لمشكلته.
  • إملاء الداخل: تقديم أسلوب الاحترام المتبادل المبني على اللطف والحزم، فالكثير من الأبناء متعطشون للحنان والحب، عند الخطأ والصواب، لذلك كلما ازداد اهتمامنا بأطفالنا، واستمعنا إليهم، وتحدثنا معهم بطريقة ودية ولطيفة، كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على صحتهم النفسية والعقلية.
  • التحفيز بالعقاب والثواب: يستخدم أسلوب الثواب حال قيام الطفل بسلوك حميد بإعطائه، الحلوى أو شراء لعبة، واستخدام العقاب عند قيامه بسلوك خاطئ، لكن قبل ذلك يجب أن نشرح له أن معاقبته من خلال شيء يحبه كثيراً هو لتعزيز وتحويل السلوك السلبي إلى إيجابي.