نصائح لمساعدة الأم العاملة على تحقيق التوازن خلال شهر رمضان.. من د. شهيرة سامي
كيف يمكن للأمّ العاملة تنظيم جدول يحقق لها التوازن بين عملها، ومسؤولياتها الأمومية والاجتماعية، والحياة الروحانية، خلال شهر رمضان المبارك؟
هذا الأمر يستند إلى أسس من الواجب أن ترتكز عليها الأمّ العاملة في شهر رمضان المبارك، لتخفيف الضغوطات عنها، وتحقيق التوازن بين العمل، والعبادة، والأعباء الأسرية، ونقول «أعباء» في ظلّ ما يترتب على الأمّ العاملة من مهام إعداد الإفطار الرمضاني، والسحور، ومتابعة مذاكرة الأبناء، حتى أنّ بعض المدارس في الدولة تستكمل الامتحانات خلال النصف الأول من هذا الشهر الفضيل.
تزوّدنا الدكتورة شهيرة سامي، أخصائي علم النفس الإيجابي ومدير مركز «أنا وطفلي» للتدريب وتنمية المواهب والمهارات، بجدول يسهّل الصيام على الأم العاملة، لما يحمله من أبعاد في تطوير قدرات الصبر والتحمّل لدى المرأة العاملة.
تقول «ما لا شك فيه أن المرأة العاملة تتعرّض خلال شهر رمضان المبارك لضغوطات بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين العمل ومهام البيت والأبناء، وأداء العبادات، وتجهيز الإفطار والسحور، وهي مهام يتطلب أداؤها وهي صائمة، مع ضرورة استيقاظها مبكراً لإعادة المهام نفسها يومياً، ولذا، فإن استطاعت المرأة العاملة إقامة التوازن بتنظيم الوقت والمهام وعمل جدول منظم، ستنجز جميع مهامها بسلاسة، وستشعر بأنّه أفضل شهر في العام كله».
قد تنسحب هذه الخطة خلال الشهر الفضيل على جميع شهور العام «يمكن اعتبار هذه الخطة انطلاقة لنجاح باقي شهور العام، من خلال ثلاثية: التنظيم، والتوازن، والإيجابية. شرط أن تُجاهد نفسها لنجاح الخطة والالتزام بها».
قد يشوب الخطة بعض التعب في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، بيد أن الالتزام ببنود الجدول، أو الخطة كفيل بتسهيل المهام لتصبح منظمة أكثر، كما تلفت د. شهيرة سامي، متوقفة عند كون «الصيام يؤسس للعديد من السلوكات الإيجابية عند الفرد، من ضبط الذات، والصبر، وقوة التحمّل، والتنظيم. وفي حال استطاعت المرأة العاملة تنظيم هذا الشهر، والتخطيط له بشكل مناسب، ستنجح في تحقيق التوازن، وتخرج منه فائز،ة حيث تنال بركة الشهر، وتنطلق منه لتنظيم باقي شهور العام، وتتعلم منه ضبط النفس، وقوة التحكم، لكون الصوم تربية للنفس، وبناء للشخصية».
فما هي الاستراتيجيات العملية التي يمكن للمرأة العاملة اتّباعها لتنظيم وقتها، أو إدارة وقتها بشكل فعال خلال الشهر الفضيل؟
تتلخص في ما تسميه د. شهيرة بـ«خطة تخفيف الضغط»، أو «خطة الانطلاقة»، من خلال جدول من النقاط، أو الخطوات يساعد المرأة على تجاوز وإدارة الضغوطات في شهر رمضان المبارك، ويرتكز على:
- التخطيط والتنظيم، حيث تشتمل الخطة على خطوات عدّة تبدأ بـ:
- زينة رمضان: للزينة فوائد نفسية، واجتماعية، وتربوية، ويجب ألا نستهين بها، وتُعّد مشاركة أفراد الأسرة في تزيين البيت في الشهر الفضيل عنصراً فاعلاً في إضفاء أجواء جميلة في استقبال شهر رمضان المبارك، بحيث تحفز الأطفال والكبار على الاستعداد النفسي لاستقبال الشهر، وتتيح الفرصة لتنمية مهاراتهم الفنية، من خلال صنع الزينة بأدوات فنية بسيطة، وتنمية مهاراتهم المعرفية، وتعزيز معلوماتهم عن الشهر الكريم، وفضل الصيام، وشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
- تصميم جدول زمني لتنظيم وقتها، يوازن بين مهام العمل، ومتطلبات الأسرة والمنزل، وبين العبادة والصلاة والأذكار، وبين الراحة والنوم.
- تحضير قائمة بوجبات الإفطار والمشروبات والحلويات على مدى شهر كامل.
- تنظيف المنزل تنظيفاً عميقاً حتى لا تضطر إلى استنفاد الوقت في التنظيف العميق خلال الشهر.
- الاستعانة، خلال بعض الأيام من الشهر، بالأطباق والأكواب البلاستيكية، أو الورقية التي تستخدم لمرة واحدة، في ظل المهام العديدة الواجب القيام بها، أو الالتزام بالعبادة والصلاة، لتستغل وقت التنظيف في مهام أخرى قد ترغب في إنجازها.
- توزيع المهام، لا بدّ أن تعقد الأم العاملة اجتماعاً أُسريّاً تقوم فيه بتوزيع المهام بين أفراد الأسرة، حيث إنه من الضروري أن يشارك جميع أفراد الأسرة في المهام المنزلية، من تجهيز الإفطار، ترتيب المنزل، تلقّي بعض المساعدة خلال اليوم.
تطرح د. شهيرة سامي مثالاً «يمكن عقد اتفاق مع أسرتي على أن أذهب إلى المسجد، في حين يقوم الأبناء ببعض المهام المنزلية، أو رعاية الأطفال الأصغر سناً، مع إفساح المجال للأبناء لممارسة هواياتهم بما ينسجم مع أجواء الشهر الفضيل، ومع مشاركة ملموسة من قِبلهم في بعض المسؤوليات».
- إفساح الرجل الفرصة أمام المرأة لقضاء وقت روحاني في أداء العبادات بالصلاة في المسجد، أو قراءة القرآن، والدعاء، ويعّد هذا من الجوانب الهامة التي تعزّز علاقة أفراد الأسرة مع بعضها بعضاً، وتعزيز التعاون، والمودّة، والحب، والتفاهم بينهم.
- الحرص على تجمّع الأسرة خلال أداء عبادات رمضان، هذا البعد يضيف أجواء من البركة والسعادة في المنزل، ويساعد كل فرد من أفراد الأسرة على مواجهة الضغوط والتحديات.
- الاستمتاع بالأجواء الأسرية والعائلية وجَمعة رمضان، فالتجمعات الأسرية تنعكس بشكل إيجابي على المرأة العاملة، وبالأخص مع أفراد ترتبط بهم بأواصر من الودّ والألفة.
كما يجب على المرأة العاملة أن تولي اهتماماً للجانب الصحي، لجهة:
- الحرص على الغذاء الصحي، وشرب كميات كافية من الماء، إذ لابد أن تحرص المرأة على تغذيتها، لأنها عمود الأسرة، وبالتغذية السليمة تحافظ على مستوى تركيزها، وطاقتها، ومجهودها.
- تناول الأطعمة الغنية بالسوائل المرطّبة خلال شهر رمضان، وعدم إهمال تناول الفواكه والخضراوات، لاحتوائها على الألياف، والأملاح، والمعادن، والفيتامينات.
- الحرص على تناول وجبة السحور وعدم إهمالها، لتمنحها الطاقة خلال ساعات الصيام.
- ممارسة الرياضة، ممارسة المرأة للرياضة خلال شهر رمضان حتى لو المشي لنصف ساعة يومياً، من شأنه تحسين الحالة المزاجية، وتقوية الجهاز المناعي، وتقوية عضلة القلب، ووظائف الكبد، والقضاء على الخمول.
- الراحة والنوم، لا بدّ للمرأة من أخذ قسط من الراحة دورياً، والنوم لساعات كافية حتى تستطيع شحن «بطارية» طاقتها قبل نفادها، ما يعزّز من صحتها، الجسدية والنفسية، ويعطيها القوة لتحدّي، وتحمّل أي ضغوطات.