01 أبريل 2024

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

محررة في مجلة كل الأسرة

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

عقلة الإصبع، بائعة الكبريت، الحورية الصغيرة، ملكة الثلج، وغيرها من القصص، التي ترسخت في أذهان ملايين الأطفال حول العالم وتركت أثراً في شخصياتهم، تلك الأعمال تعود للكاتب الدنماركي الشهير «هانس أندرسون»، الذي وُلد في عام 1805، ويُعد من الكتّاب البارزين في مجال كتابة الحكايات الخرافية. وتخليداً لذكراه يتم الاحتفال في 2 أبريل من كل عام باليوم العالمي لكتاب الطفل الذي يصادف يوم ميلاده، حيث يلفت المؤلفون من جميع أنحاء العالم الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال.

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

وحول الواقع والمأمول في كتاب الطفل، وقدرته على الصمود أمام التحديات الكثيرة التي تجذب النشء بعيداً عنه، تحدثنا الكاتبة المتخصصة في أدب الأطفال الشيخة مريم بنت صقر القاسمي، قائلة «لا ننكر أن هناك تحديات من مصادر متنوعة تجذب الطفل بعيداً حتى عن واقعه، فالتكنولوجيا الحديثة، وما تتضمنه من ألعاب إلكترونية، أصبحت تحتل اهتمام أطفال هذا الجيل بشكل كبير، وأنا لست ضدها، ولكن علينا أن نحفز لدى الطفل حبّ القراءة، وفك الارتباط بأن الكتاب يقتصر على التعليم فقط، بل جعله للترفيه أيضاً، فيمكن أن نفعل ذلك من خلال مشاركة الطفل، وسماعه وهو يقرأ، والثناء على تحسّنه في القراءة، حتى إن لم يكن كذلك، كما يمكن مشاركته في تخيّل نفسه بطل القصة، وجعله يضع سيناريوهات لها، مثل ماذا كان سيغير في أحداثها، أو كيف كان سيتصرف، بهذه الطريقة يزداد حماسه للقراءة، وستكون جزءاً لا يتجزأ من يومه، مثل الألعاب الإلكترونية، وغيرها من الألعاب الترفيهية».

إذا أردنا أن نجذب الطفل للكتاب علينا أن نجعله فريداً من نوعه من حيث المضمون والرسومات

ولكونها على تماس مع الطفل، وواقع إقباله على القراءة، تشير الشيخة مريم القاسمي «أبناء هذا الجيل يعتبرون أكثر وعياً من حيث المعلومات والإدراك، مقارنة بالأجيال التي سبقت، بسبب التكنولوجيا الحديثة، ما جعل الطفل يميل إلى كل ما هو مختلف بعيداً عن الكتب التقليدية، وإذا أردنا أن نجذبه للكتاب يجب أن نجعله فريداً من نوعه، من حيث المضمون والموضوعات المطروحة، وأيضاً من حيث الشكل والرسومات التي يحتويها، وألا يتم ذلك عشوائياً، بل من خلال معرفة ما يميل إليه الطفل.

وعليه يجب أن نوفر كتباً ذات موضوعات تناسب اهتماماته الحالية، ومستوى تفكيره، ولا نغفل لأهمية إقامة ورش عمل وغيرها من الأنشطة المجتمعية التي تحفز من لديهم حبّ القراءة للإقبال على الكتب، ومن المفترض ألا تنصب المسؤولية على المدارس والمؤسسات الثقافية، بل أهمّ من كل هذا هو البيت الذي ينشأ فيه الطفل، ويحتاج لأن يرى فيه قدوة تحفزه على القراءة، وتساعده على التعلّق بها».

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

وتضيف الشيخة مريم القاسمي «تلعب كتب الأطفال دوراً مهماً في تنمية مهارات القراءة، وتعزّز الخيال والابتكار لديهم، وهي دائماً في تطور مستمر، وهو ما أراه دائماً في معارض الكتب، حيث التجديد في الموضوعات وطريقة الطرح، ولكن بعض الكتب ينقصها المضمون الذي يجعلها أحياناً لا تناسب الجيل الحالي، فأنا مع التكرار في المواضيع فقط إذا كانت تواكب أفكار هذا الجيل، فمن منا لا يحب قصة ليلى والذئب، مثلاً، ولا أرى أنه من الخطأ أن نرجع نكتب عنها، ولكن مع بعض التغييرات التي تواكب ما يعيشه الأطفال من حيث التطور، وبجانب أهمية التنوع في المضمون، تأتي الرسومات التي توسع من خيال الطفل وتجذبه للقراءة والتي تخلق له ما يسمى بالذاكرة التصويرية».

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

دور الشارقة في الحث على القراءة

وعن الفعاليات التي تتبناها إمارة الشارقة، وتهتم بكتب الأطفال، تعلّق الشيخة مريم القاسمي «تعزز إمارة الشارقة الثقافة المجتمعية المتعلقة بحب القراءة، لكل الفئات والأعمار، ولا تختصر الأمر على الأطفال فقط، إذ تخصص الكثير من الفعاليات والورش التعليمية للحث على القراءة، ولا نغفل دور المكتبات، الخاصة والعامة، ومبادرات القراءة، مثل المكتبة المتحركة التي تتواجد في كل مكان، كما تلعب المؤسسات الثقافية ودور النشر المحلية دوراً كبيراً، ما يسهم في بقاء الكتاب وجعله في الصدارة، مهما كانت المغريات، كل ذلك يوجد حالة من الانتعاش الثقافي العام، الذي ينعكس بدوره على الأطفال لكونهم جزءاً مهماً من نسيج المجتمع».

بمناسبة اليوم العالمي لكتاب الطفل.. الشيخة مريم القاسمي ترصد الواقع والمأمول

وبسؤالها عن أهم إصداراتها والطريقة التي تعتمدها لجذب الطفل لمؤلفاتها، أوضحت «كل إصداراتي مهمة بالنسبة إلي، فأنا لا أكتب بغرض زيادة العدد، لذلك لا أنشر أكثر من كتاب، أو اثنين في العام فقط، وأركّز على أهمية التنوع في الموضوعات التي تجذب الطفل، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، فكل الكتب التي أؤلفها هي ثنائية اللغة في الكتاب نفسه، ليكتسب الطفل مهارات لغوية كذلك. أما عن الرسومات فتعتبر من أهم الطرق لجذب الطفل بالنسبة إلي، فأنا أدقق في أصغر تفاصيلها وكذلك الطباعة، فالكتاب بالنسبة إلي تحفة أريدها أن تبقى لسنوات طويلة، ولأجيال أخرى كذلك».