25 يونيو 2024

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

محررة في مجلة كل الأسرة

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

في خضمّ عصر السرعة والتكنولوجيا، يواجه الشباب اليوم تحدّيات عدّة، للحفاظ على نمط حياة صحي ونشط. وعلى رأس هذه التحدّيات تأتي صعوبة الاستمرار في ممارسة الرياضة، تلك العادة التي تُعد ركيزة أساسية لصحة، جسديّة ونفسيّة، سليمة.

فما هي العوامل التي تعيق استمرار الشباب عن ممارسة الرياضة؟ وكيف يمكن التغلب على هذه العقبات، ودعمهم في تبنّي أسلوب حياة أكثر نشاطاً؟

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

يساعد فهم الأسباب الكامنة وراء عزوف الشباب عن ممارسة الرياضة، على تصميم حلول مستهدفة تعالج المشكلة من جذورها، فقد تكمن بعض أسباب العزوف عن الرياضة في مشكلات صحيّة، أو نفسيّة، تتطلب علاجاً متخصصاً، فمن جهته، لفت الدكتور صفوان ناشد، صاحب فكرة مشروع «ميزونسانتيه بوتيك»، إلى الأسباب الجسدية، أو المرضية التي تسبب حالة الخمول والكسل والعزوف عن ممارسة الرياضة، ويقول: ظروف الحياة فرضت علينا تغيّرات في أجسامنا لسنا على دراية بها، فنحن نتناول الفيتامينات والمعادن من مصادرها، سواء خضروات، أو فواكه، بالطريقة القديمة، من دون الالتفات إلى التغيّرات التي ذكرتها، فكمية استهلاك التربة والأمطار أعلى من السابق.

وهناك خلل في العوامل البيئية بشكل عام، فهذا النقص الذي يتعرض له الجسم بسبب نقص الفيتامينات يسبب نوعاً من الخمول، وحالة من المزاج السيئ، ومهمة مركز العافية هنا معرفة النقص الذي يعانيه الجسم، والذي يؤدي إلى الإصابة بالأمراض أحياناً، حيث يمكننا اكتشاف نوعية الفيتامينات والمكملات الغذائية الطبيعية التي يحتاجها الجسم، وهذا التوجه يعزز ازدياد الوعي الصحي، وضرورة زيارة العيادات المختصة في مجال الصحة والعافية، ومن ثم سيتجدد نشاط الجسم، ويقبل أكثر على ممارسة الرياضة، والنشاطات المختلفة.

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

مجموعات شبابية تحفّز على الاستمرار بممارسة الرياضة خلال الصيف

من جهتهم، واجه مجموعة من الشباب صعوبة الحفاظ على روتينهم الرياضي، من خلال تأسيس مجموعة «واتساب» رياضية، لتشجيع بعضهم بعضاً على الاستمرار في ممارسة الرياضة خلال العطلة الصيفية، وتحقيق أهداف صحية مُرضية.

يقول محمد علام مؤسس هذه المجموعة: تتكون المجموعة من شباب وشابات من مختلف الأعمار، ومستويات اللياقة البدنية، يجمعهم شغف وهدف واحد، هو الرغبة في المداومة على الرياضة، حيث نبادر جميعاً في وضع أفكار مبتكرة، وأنشطة متنوعة، يتم تحديدها في هذه المجموعة لتشمل ممارسة الرياضة الجماعية مثل الجري، وركوب الدراجات، والسباحة، وكرة القدم، كما نناقش أسباب تكاسل البعض عن ممارسة الرياضة، ونتبادل النصائح والخبرات حول التغذية، والتمارين الرياضية، وأساليب التحفيز، وغيرها، فالهدف هو خلق بيئة داعمة ومحفّزة لممارسة الرياضة بانتظام، وتوفير فرص للتواصل والتفاعل بين الشباب ذوي الاهتمامات المشتركة، وإلى الآن، حققت هذه المجموعات نتائج إيجابية رائعة، حيث ساعدت العديد من الشباب على الحفاظ على لياقتهم البدنية، خصوصاً خلال العطلة الصيفية، والتي يصعب خلالها خلق روتين يومي منظم، ومن جهة أخرى ساعدت المجموعة على بناء علاقات جديدة مع أشخاص يشاركونهم الرغبة نفسها، بتحقيق أهداف رياضية، والشعور بالإنجاز.

خلق بيئة داعمة

من جهتها، تقول مي عبدالله: بات الاستمرار في ممارسة الرياضة تحدّياً كبيراً للكثيرين، بخاصّة مع قلة الوقت، وانشغالات الحياة اليومية، ولذلك تأتي أهمية خلقِ بيئة داعمة للرياضة كحلّ ضروري لتعزيز ممارستها بين مختلف فئات المجتمع، بخاصة الشباب.

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

المراكز الرياضية المغلقة

أما عمر البلوشي، فقد اقترح فكرة ممارسة الرياضة في المراكز الرياضية التي يتم افتتاحها في فصل الصيف، مثل «عالم الرياضة» في مركز دبي التجاري العالمي، ويقول: اختيار المكان والالتزام بمواعيد محدّدة لممارسة الرياضة من أكثر الأمور المشجعة لممارسة الرياضة، خصوصاً في فصل الصيف، وعالم دبي للرياضة، يعتبر أكبر وجهة للرياضة الداخلية، مثل كرة القدم، وكرة الريشة، وكرة السلة، والبيكل، وغيرها من الرياضات التي تحتاج إلى مساحات واسعة».

الرياضة في حياة الشباب.. صراع بين الرغبة في الاستمرارية والتحدّيات

انعدام الحافز ومحدودية فرص الوصول إلى المعدات

وحول خلق بيئة رياضية متجددة ومحفزة، تحدث المتخصص في مجال اللياقة، والرئيس التنفيذي لـ «بي فيت»، منذر عباس، عن معالجة مشكلة ابتعاد الأشخاص عن روتين التدريب الخاص بهم، وذكر بعض الأسباب، مثل انعدام الحافز، أو محدودية فرص الوصول إلى المعدات، ويرى أن الأمر يتطلب نهجاً يشمل عدداً من العناصر الأساسية مثل التنوع، وإتاحة الوصول، والاندماج مع المجتمع، والدافع الذاتي.

ويقول: قبل كل شيء، يُعد الوصول إلى المعدات المناسبة أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على روتين لياقة بدنيّة ملائم، ونحن في «بي فت» نقدم إرشادات حول كيفية استخدام المعدات بكفاءة، واستكشاف أساليب وأنماط مختلفة للتمارين الرياضية، خصوصاً في حالة الرغبة في التدريب في المنزل، إضافة إلى مبادرات اللياقة البدنية المجتمعيّة التي تعزز الشعور بالانتماء والمسؤولية، للالتزام بنمط حياة نشطة على المدى الطويل.