التخطيط للسياحة الاستشفائية يعتمد في الأساس على فكرة العلاج البديل، الذي يعتمد على الطبيعية الغنية بالعناصر الفعالة التي لها أثر كبير في علاج العديد من الأمراض الجلدية والعصبية والتنفسية بالإضافة لآلام المفاصل، مثل المياه الكبريتية، العلاج بالرمال، التدليك بمختلف أنواعه، علاجات بالأيورفيدا المشهورة في قارة آسيا.
وكذلك العلاجات الإسلامية التي سلطنا الضوء عليها خلال التقرير الذي حرصنا من خلاله على تقديم أبرز وأشهر الدول التي تقدم تجربة سياحة استشفائية ممتعة، حيث يتوفر الطقس الصحي، والعناصر الطبيعية في العلاج والتي يتم مزجها مع أساليب حديثة للطب التقليدي.
تجربة العلاج الإسلامي في قطر
هذا النوع من العلاجات خصص له منتجع زلال في دولة قطر برنامجاً شاملاً، يتحدث عنه هاينريك موريو، المدير العام لزلال، ويقول «تبدأ الإقامة في منتجع زلال الصحي من شيفا- سوم، بالتشاور مع مستشار الصحة والعافية، ومن ثم توجيه اختيار الضيوف للبرنامج المناسب لهم، ومناقشة العلاجات الأكثر ملاءمة، والعلاجات العشبية والخيارات الغذائية، بالإضافة إلى الأنشطة التي تعمل بشكل أفضل للحفاظ على التوازن من أجل الصحة والرفاهية، بالإضافة إلى علاجات أخرى مثل: الحجامة، التدليك، موازنة الطاقة، إزالة الانسدادات، إزالة السموم من الجسم، تخفيف التوتر على المدى الطويل، إصلاح الاتصال بين العقل والجسم».
البحر الميت في الأردن.. أسرار علاجية
حول السياحة العلاجية في الأردن، يقول الدكتور عبدالرازق عربيات، ، الشمس تختلف عن غيرها؛ نظراً لأن الأرض منخفضة، ما يجعل أشعتها غير ضارة، ويبين «يأتي السائحون من مختلف دول العالم للعلاج والاستشفاء في مياه وطين البحر الميت، لما يحتويه من خصائص علاجية تعمل على تنشيط الدورة الدموية حول مفاصل جسم الإنسان، ويتم العلاج تحت إشراف طبي ومساعدين لإرشاد السائحين بكيفية الاستخدام الصحيح للمرافق السياحية والعلاجية هناك».
ينابيع كبريتية يابانية انفجرت منذ مئات السنين
وفي اليابان العديد من الينابيع الساخنة في مدن مختلفة تعرف بتأثيرها السحري على جسم الإنسان خصوصاً أنها غنية بالمعادن والتي تتدفق منها المياه الحمضية بكميات غزيرة، وكذلك ينابيع كبريتية انفجرت من حوالي 1200 سنة، ومستمرة في التدفق حتى اليوم، وهي قادرة على مقاومة الأكسدة، كما أن معظم مرافِق الحمّامات هناك تتبع نظام تدفق المياه المباشر من منابع الينابيع الساخنة.
العلاج بالدفن في الرمال الساخنة في مصر
وفي مصر يقصد السائح واحة سيوة في الغرب من محافظة مرسى مطروح، حيث تحتل الصدارة من بين الأماكن المثلى للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعي بمصر، خصوصاً منطقة جبل الدكرور، وهناك يقوم على العلاج شيوخ متخصصون في طمر الجسم بالرمال (العلاج بالدفن) لفترات تتراوح بين ربع الساعة ونصف الساعة يومياً على امتداد أسبوعين في أشهر الصيف، خلال ساعات محددة من النهار، للتخلص من آلام الروماتويد والروماتيزم والأمراض الجلدية وآلام المفاصل، والعمود الفقري وحتى مرضى العقم، والسر يكمن في قدرة هذه الرمال على الاحتفاظ بحرارتها مدة طويلة، وهناك من يؤكد أن السر في الذرات الكهرومغناطيسية المتأينة حول ذرات الرمال والتي تتفاعل مع الأشعة البنفسجية للشمس، فتحدث هذه الآثار الطبية المعالجة للحالات المرضية التي تأتي إلى «جبل الدكرور» بواحة سيوة.
التدليك في تايلند للتخلص من الإجهاد البدني
وحول السياحة الاستشفائية في تايلند، يوضح سوباسورن، رئيس هيئة السياحة في تايلاند، «ينجذب زوار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص إلى الخدمات الصحية ومرافق العافية والاسترخاء، أما بالنسبة لعلاج التدليك التايلندي، فهو نظام علاجي تقليدي يستخدم العلاج بالضغط ووضعيات اليوغا المساعدة لإعادة تنظيم خطوط الطاقة في الجسم، بتطبيق ضغطات إيقاعية على نقاط ضغط معينة على طول الجسم. كما أنها تساعد الشخص من خلال سلسلة من الامتدادات والحركات للتخلص من الإجهاد البدني والعقلي».
الأيورفيدا في ولاية كيرلا بالهند
أما الهند فيقصدها السائحون للعلاج الاستشفائي خصوصاً بالأيورفيدا، وهو شكل تقليدي من العلاجات التي نشأت في الهند حوالي 600 عام قبل الميلاد، وتعتمد على الوسائل الطبيعية، باستخدام مقتطفات من النباتات، وهي طريقة للشفاء وتجديد شباب الجسم، بجلسات التأمل واليوغا، إضافة الى برامج مكافحة الشيخوخة، ومكافحة الإجهاد، وفقدان الوزن، فيمكن للسائح الذهاب لليوغا على الشاطئ، ومشاهدة غروب الشمس في المواقع ذات المناظر الخلابة، مع العروض الموسيقية، المخصصة لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض صحية مثل: التهاب المفاصل، والرعاية الكيميائية وعلاج السرطان، والصدفية.
مناخ صحي ريادي في ألمانيا
أشارت يامينا صوفو، مديرة المكتب الوطني الألماني للسياحة في دبي، إلى امتلاك ألمانيا ما يزيد على 60 منتجعاً صحياً تشتمل على أفضل الأدوات والوسائل التي تتيح للمسافر فرصة الاستجمام والاستشفاء من الأمراض الجسدية والضغوط النفسية، وهي تقع في مناطق خلابة ذات طبيعة ساحرة حيث المياه المعدنية والحمامات الطينية.
كما أن المزج الرائع بين أساليب الاستشفاء التقليدية المتوارثة في ألمانيا وبين الطب الحديث ساعد على ريادة المنتجعات الألمانية وتفوقها أوروبياً بل وعالمياً. مثل مدينة باد كرروتزنغن وهي إحدى المدن الألمانية التي تقع في وسط سلسلة جبال الألب حيث تتميز بمناخها النقي والهواء الصحي، بالإضافة إلى أنها تتميز بملوحة الصخور فيها وهي واحدة من أفضل طرق العلاج القديمة.
صفر تلوث في بوتان
أما مملكة بوتان فتنعم بمناظر ساحرة وهالة آسرة للروح تجعلها الإجابة الأمثل للباحثين عن عطلة تنعش الروح وتحيي الجسد. بوتان غنية بالعديد من مراكز اليوغا والتأمل، ويقول دورجي درادول، المدير العام للسياحة في بوتان، «لدينا برامج مكثفة للخلوات ومراكز الاستشفاء التي تبعث في الروح حالة من الهدوء والسكينة. كذلك يمكن للزوّار المبيت في هذه الأماكن والضلوع في جلسات استرخاء هادئة مع المقيمين فيها، فضلًا عن علاج فريد يُدعى علاج المانشو أو علاج حمام الأحجار الساخنة.
وينطوي علاج المانشو على تسخين أحجار النهر حتّى تصبح حمراء اللون، ومن ثمّ غمرها في أحواض خشبية ملأى بالماء، وذلك لعلاج العديد من الأمراض. تحتضن جبال بوتان العديد من الفصائل النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض وأكثر من 7000 فصيلة نباتات وعائية، وتعد موطناً لفطر الكورديسبس الطبي المعروف بفطر اليسروع، وهو أحد أشهر الأطعمة الخارقة في العالم».