هل حقًا، كما ينصح خبراء الجمال، يجب ألا نبتسم كثيرًا حتى لا تزداد التجاعيد في وجوهنا؟
في كل مرة تتغير تعابير الوجه، تتمدد عضلات صغيرة تحت الجلد لتشكل خطوطًا عمودية أو أفقية. فحين نرفع الحاجبين، مثلاً، تعتري الجبهة خطوط أفقية، وحين نبتسم تشد العضلات الشفتين نحو الأذنين ليتشكل خطان عموديان على الوجنتين وعلى طول الأنف وعلى حدود الشفتين. وفي سن الشباب تكون البشرة مطاطة فتختفي هذه الخطوط مع زوال التعبير عن الوجه.
ولكن مع مرور السنين تفقد البشرة سمتها هذه لتصير الخطوط المؤقتة دائمة وتتحوّل إلى تجاعيد.
وإن كنتم في سن الشباب يمكنكم أن تتوقعوا المكان الذي ستظهر فيه تجاعيدكم أمام المرآة من خلال تغيير تعابير وجهكم التي ستشكل شبكة خاصة بكم من التجاعيد مع مرور الزمن، وهي شبكة تحكي حكايتكم من دون أن تدروا.
ولا تعتبر التجاعيد مشكلة طبية بقدر ما هي مشكلة جمالية، لكن هل هذا يعني أنه يجب أن نكف عن الابتسام على سبيل الوقاية منها؟
نسي من قدم هذه النصيحة أن الوجه هو مرآة لما يجري في داخل الجسم، فالأطباء يبدأون بملاحظة العينين ولون البشرة ومظهرها من أجل أن يتوقعوا من النظرة الأولى الحالة الصحية للمريض، لذا فإن أفضل طريقة للمحافظة على جمال الوجه أو حتى لاستعادة جماله هي بالحفاظ على الصحة العامة بواسطة نمط حياة صحي وسليم، وما أكثر النصائح التي تلقى على مسامعنا في هذا المجال في أيامنا هذه. هذا بالإضافة إلى أن ضغوط الحياة وهمومها لا بد أن تترك أثرًا في وجوهنا لذا من الضروري مراعاة صحتنا النفسية بالإضافة إلى الصحة البدنية من أجل المحافظة على جمال الوجه ونضارته.
وقد نسي من قدم هذه النصيحة كذلك أن اتباع طريقته لتجنب ظهور التجاعيد على الوجه يستدعي كذلك تجنب كل أنواع التعابير أي الظهور بشكل دائم بمظهر اللامبالاة والبرود. وهذا ما تفعله حقن مادة «البوتكس» بالتحديد إذ إنها تصيب بالشلل بعض عضلات الوجه لتقلل من قدرة هذا الأخير في إظهار التعابير المختلفة.
والأهم هو أنه حين نحجم عن الابتسام نحرم أنفسنا من مشاعر جميلة تصاحب الابتسامة. فكثيرًا ما نظن أننا نبتسم لأننا سعداء، ولكن العكس صحيح أيضًا، لأن مجرد الابتسام يولد في داخلنا شعورًا ممتعًا. وحين نقدم للناس وجهًا باسمًا نستدعي عندهم في أغلب الأحيان السلوك نفسه تجاهنا، وهذا من شأنه أن يسهّل التعامل بين الناس ويجعل الحياة أكثر إشراقًا.
فالوجه الجميل ليس بالضرورة الوجه الخالي من التجاعيد بل هو الوجه الذي يجعلك تشعر بالسلام والمودة، أي الوجه الخالي من العدائية والتنمّر.