لا يمكن تجاوز دور الثقة كأساس للقدرة على تحقيق الأهداف والوصول للرغبات واتخاذ القرارات الصائبة وإقامة علاقات إيجابية، بشرط ألا تزداد فتنقلب لغرور أو تضعف لتصبح مرضاً، ويبقى وجودها بتوازن دافعاً للتغلب على المخاوف والقلق ومصدراً للسعادة. هذا ما تم طرحه في محاضرة «ثقتك سر سعادتك» التي نظمتها جمعية النهضة النسائية بدبي- المركز الاجتماعي الصحي، وقدمتها الكوتش ومدرب الحياة رقية البلوشي، والتي شرحت فيها سيكولوجية الثقة وأشارت لأهميتها ومعوقاتها ومصادرها وطرق تحقيقها والوصول إليها.
ما سيكولوجية الثقة؟
تكشف رقية البلوشي سيكولوجية الثقة، فتقول «تعني (الثاء) الثبات في الرأي والموقف، الثبات عند السؤال، والثبات في الاختيار دون تغيير فجميع أقوالنا وأفعالنا مرتبطة بمعتقداتنا وقيمنا في الحياة، أما (القاف) فتعني قوة النفس، والقوة الجسدية والفكرية، والإيمانية والجاذبية والجمال وأي نوع آخر من أنواع القوة المرتبطة بالثبات».
تشرح «الثقة بمفهومها العام هي الإيمان القوي الراسخ بحقيقة امتلاك الشخص القوة والقدرة على فعل شيء ما، ولغوياً حالة داخلية تمنحنا اعتقاداً إيجابياً وشعوراً بأن ما نمتلكه من قدرات ومواهب تختلف عما يمتلكه الآخرون، والقدرة على التعبير عن الرأي وممارسته في الحياة يمنحنا الثقة وهي قوة مضافة للثبات».
الفرق بين الثقة والغرور
تكشف الكوتش الفرق بين الثقة والغرور«خط رفيع هو ما يفصل بين الثقة والغرور الذي يمكن أن يصيب الشخص فيما لو تجاوز وارتفع عنه قليلاً وبين فقدان الثقة فيما لو انخفض إلى ما دون هذا الخط، يجب الانتباه متى يكون عدم الثقة حالة فرضية وقتية ومتى يصبح نازعاً أو تصرفاً عاماً، فليس بالضرورة أن يكون فقدان الرغبة وعدم القدرة على الإنجاز هو فقدان للثقة بالنفس».
تكمل «الثقة أحد أسرار السعادة المرتبطة باليقين، كلما زاد يقيننا بالله سبحانه وتعالى وقدرته على تسيير حياتنا زادت ثقتنا بالقدرة على التفاعل مع الآخرين والتعبير عن المشاعر والدافعية والمرونة لتجاوز الانكسارات والتغلب على المخاوف والقلق».
كيف تعزز ثقتك بنفسك؟
الثقة شعور يستلزم تحقيقه والوصول إليه جملة من القواعد يستوجب الالتزام بها وتطبيقها:
- نحن من يحدد نظرة الآخرين تجاهنا «ما نريه للآخرين يصبح صورتنا وعلامتنا الخاصة».
- امتلاك الثقافة الواسعة والقدرة على الحديث في جملة من المواضيع تمنحنا نظرة جيدة عن أنفسنا تنعكس بشكل إيجابي على بناء ثقتنا بأنفسنا.
- الاستفادة من الأخطاء «التجارب تقتل الخوف وتمنحنا فكرة عن الأشياء».
- التعرض للمواقف وخوض التجارب.
- الإنجازات والنجاحات «لا يشترط أن تكون النجاحات كبيرة فما ننجزه من أشياء صغيرة جميعها نجاحات».
- إدراك المعنى والقيمة (قانون التناقض والتوازن)، لكل شيء نقيض في الكون، مقابل الفرح يوجد الحزن ومقابل السعادة هناك تعاسة، ومقابل الثقة هناك عدم ثقة، لذلك علينا دائماً أن «نتذكر أن مع العسر يسراً».
- الحديث الداخلي والتحكم بالذات (العقل، المشاعر، والصوت الداخلي).
- معرفة القيم وربطها بالأهداف.
- الثقة بالله وربطها به سبحانه وتعالى لا بالعوامل الخارجية.
- الثقة =الأقوال =العمل = النتائج.
- نستمد القوة من معرفتنا أن لا حول ولا قوة إلا بالله تساوي قانون اليقين.
- تحويل الكلمات السلبية لطاقة إيجابية (طاقة رفض، إصرار).
- بناء القوة الداخلية الذاتية.
- التوازن والتقبل والتصالح مع الذات.
- تكرار النجاح.
- الإيمان بالمعجزات «تذكر بعض قصص الأنبياء والاستفادة من الدروس والعبر».
- معرفة ما يضعف ثقتنا بأنفسنا وما يزيدها «لكل شخص منا ما يميزه عن غيره، فما يناسب غيري ليس بالضرورة أن يناسبني».
ما الذي يمنعك من تقبل ذاتك ويضعف ثقتك بنفسك؟
- الحواجز الطاقية، الإيمان بـ (العين، الحسد، العمل،...الخ ).
- مشاعر الخوف، الشك، الذنب، النقص، احتقار الذات.
- برمجة العقل اللاواعي (مواقف، صدمات، برمجات،...الخ).
- مرض الوسواس القهري.
- الصدمات العاطفية.
- الشعور بعدم الانتماء وعدم القدرة على ربط أنفسنا بالأشياء المحيطة بنا.
- عيش دور الضحية.
- البيئة غير الصحية.
- البعد عن الله.
- التسرع وفقدان لذة الاستمتاع بالأشياء.
- المقارنة.
طرق فعالة للتغلب على ضعف الثقة بالنفس:
- التوازن، التقبل، التصالح مع الذات.
- التناغم مع الحياة.
- معرفة الرسالة الروحية والشغف واكتشافها (جنة الله على الأرض).
- اعمل ما تحب وأحب ما تعمل.
- اجعل قلبك يرقص.
- ابتسم كثيراً واضحك كل يوم.
- فهم عجلة الحياة.
- كن أنت «تصرف بالطريقة وعش الحياة التي ترغب بها».
- لا تحمل نفسك فوق طاقتها «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها».
- التنظيف Detox.
- الامتنان (لئن شكرتم لأزيدنكم)، شكر الله على جميع نعمه يساعدنا على عيش حياة متوازنة.
- الذكاء الروحي والعاطفي.
نتائج تفعيل طاقة الثقة في حياتك:
- تفعيل الكثير من القوانين الكونية، مثل قانون الجذب، قانون المسؤولية، قانون المتعة، قانون التوسع، قانون اليقين... الخ.
- كارما الثقة، كلما زادت ثقتي بنفسي زادت ثقة الآخرين بي.
- عش اللحظة، المتعة والاستمتاع (كارما الثراء).
- الحرية الحياتية والمالية.
- تفعيل فضاء الاحتمالات.
- التقرب من الله (وإذا سألك عبادي عني فأني قريب..).
- الثقة بالله، الأقدار، الخ (وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).
- تفعيل طاقة أو خلطة الحظ.
- التطور الروحي والعملي والاجتماعي والمادي.