05 يوليو 2023

لتعزيز صحتكم الجسدية والنفسية...اذهبوا إلى البحر!

محررة في مجلة كل الأسرة

لتعزيز  صحتكم الجسدية والنفسية...اذهبوا إلى البحر!

لا يمكن إغفال فوائد مياه البحر لصحتنا الجسدية والنفسية سواء على صعيد تعزيز الدورة الدموية وتخفيف التوتر.

فالفوائد كثيرة ، وبالتزامن مع فصل الصيف ,يمكنكم الاستمتاع بشواطئ الإمارات التي تتوافر فيها كل مقومات المتعة الاستثنائية واستثمار هذه الفوائد في العودة إلى العمل أو المدارس ,مع زاد من الفرح والصحة والترفيه .

الدكتور فراس علي الربيعي
الدكتور فراس علي الربيعي

لمياه البحر فوائد جمة.. فما هي فوائد البحر على صحتنا الجسدية وكيف يمكن استثمارها؟

يزودنا الدكتور فراس علي الربيعي، استشاري طب الأسرة في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب دبي، ببعض الفوائد «فعل ارتياد البحر يعزّز الجهاز التنفسي وينشط الدورة الدموية بحيث يعتبر ارتياد البحر نوعاً من أنواع الرياضة وجسم الإنسان مصمم للحركة وليس للسكون وأي نشاط بدني يقوم به، يمكن له أن:

  • يعزز من الدورة الدموية.
  • يعزز من وصول الدم إلى المفاصل والعضلات.
  • العملية تحتاج إلى كمية أوكسجين هائلة، وبهذه الحالة يقوم الجهاز التنفسي بالعمل بحيث يرتكز على تنشيط الدورة الدموية وتوصيل مادة الأوكسجين وسحب ديوكسيد الكربون من أجزاء الجسم، ما يقود إلى تنشيط الدورة الدموية والتنفس في الوقت نفسه».

لتعزيز  صحتكم الجسدية والنفسية...اذهبوا إلى البحر!

ويوجز د.الربيعي خصائص مياه البحر على صحة الجلد:

  • ماء البحر يحتوي على أملاح كثيرة من ضمنها الزنك، الماغنسيوم، الكالسيوم، البوتاسيوم وكلها مهمة لجلد الإنسان.
  • خاصية الملوحة في الماء تؤثر في البكتيريا فتؤدي إلى الحد منها على الجلد وتعيد الحامضية الطبيعية لجلد الإنسان وتساهم في عملية تقشير الجلد (الجزء الميت) وهناك بحوث تتعلّق باستخدام ماء البحر كعلاج لمرضى الأكزيما.
  • وجود الأملاح في ماء البحر يساعد على ترطيب الجلد، تغذيته، وتتبعها عملية تقشير، مع القضاء على البكتيريا.

كما ينفي د.الربيعي التأثير المباشر للبحر في عمل الغدة الدرقية «الفكرة أن الأملاح التي تتوافر في البحر تحتوي على الأيودين وهو عنصر مهم جداً في تكوين هورمون الغدة الدرقية، وتظهر مشكلات الغدة الدرقية وتضخمها الحميد لدى أفراد لا يتناولون كميات كافية من الأيودين الموجود في الأسماك ويكونون أكثر عرضة لتضخم الغدة الدرقية».

وماذا عن البحر وصحة العظام والمفاصل؟ يجيب د.الربيعي «جسمنا مصمم للحركة وأي نشاط رياضي مهم للغضاريف لأن توصيل الدم يتّم عبر العظام وحركة العظام مهمة للحصول على دم أكثر وكذلك العظام تكون أقوى عند تعرضها إلى الضغط».

البحر.. ملاذ لاسترخاء الجهاز العصبي
البحر.. ملاذ لاسترخاء الجهاز العصبي

يبقى البحر ملاذا للهاربين من توتر الحياة اليومية حيث الشعور بالاسترخاء والتحرر من الضغوطات سواء ضغوطات العمل، الأسرة وغيرها.

ومن المعروف أن مجرد التماس مع البحر وآفاقه الممتدة يعتبر جزءا من رحلة التشافي وغسل الهموم وإزالة عبء الضغوط الجاثمة على قلب الفرد لكون صوت البحر وأمواجه ومنظره تزود الإنسان بطاقة إيجابية وتحفّز صفاء الذهن والتخلص من القلق والتوتر.

الدكتور شروق السيد بدران
الدكتور شروق السيد بدران

وحول فوائد البحر على صحة الفرد النفسية، تؤكد الدكتور شروق السيد بدران، استشاري الصحة النفسية والعلاج السلوكي، أن التواجد في الطبيعة في مكان نشعر فيه بالأمان والراحة، مثل الجلوس على الشاطئ، يخفف من ضغط الدم ومستويات هرمون التوتر كما يقلل قضاء الوقت على الشاطئ والنظر إلى البحر من القلق وإثارة الجهاز العصبي.

ومن الجدير ذكره أن النظر إلى نوافير الماء، أو البحيرات الصغيرة، أو الأنهار يهدئ الأعصاب ويخفف التوتر أيضاً، لذا إن كان المرء يعيش بعيداً عن البحر يمكنه زيارة أي أماكن يوجد فيها الماء لتخفيف التوتر.

لتعزيز  صحتكم الجسدية والنفسية...اذهبوا إلى البحر!

وفي دراسة مكثفة أجريت عام 2013 حول السعادة في البيئات الطبيعية (مثل المساحات الزرقاء)، أظهر البحث أن التواجد قرب البحر والساحل هي أسعد المواقع، مع استجابات أعلى بحوالي 6 نقاط من التواجد في البيئة الحضرية بشكل مستمر. كما توصل الباحثون إلى أنّ زيارة البحر مرتين على الأقل في الأسبوع يؤدي إلى صحة عامة وعقلية أفضل.

وتلفت د.بدران إلى أن في ظل الظروف الحالية وما تعمر به يومياتنا من تكنولوجيا وما تصاحبها من توتر وقلق واكتئاب، تتبدى الفوائد النفسية للبحر حيث النظر إلى جماله ومياهه الزرقاء وأفقه الممتد يقود إلى نوع من الاسترخاء ويساعد على فرز هورمون الدوبامين، ما يشعر الفرد بالأمان والطمأنينة، على العكس من بقائه في ضوضاء، كما يرفع الجلوس على البحر وسط المياه والخضرة مستوى فيتامين د، ما يساعد في تحسن الحالة المزاجية ويبعد الاكتئاب ويعزز الصحة النفسية والمشاعر الإيجابية، ما يجعله أكثر إقبالاً على الحياة وأكثر سعادة.

وكل هذه الأمور تدرج ضمن سياق التغذية البصرية في علاج الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب حيث إن العناصر المحيطة بالبحر من مياه وطبيعة وخضرة، يعالج هذه الاضطرابات ويحسن الحالة الذهنية والمزاجية ويقلل نسبة الاكتئاب.