عدوى النشاط أو عدوى الكسل، الشباب معرضون للإصابة بإحداهما أو كليهما خلال العطلة الصيفية، فكما يتأثرون بتجارب الآخرين السلبية، والتي قد تفقدهم الرغبة في الخروج من المنزل، هم يتأثرون كذلك بمن يلهمهم النشاط والتجديد والانطلاق والسفر. عدوى النشاط أو الكسل تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي يحرص مستخدموها على مشاركة حياتهم اليومية ليلهموا المتابعين باستغلال فترة الصيف بما يناسبهم.
إلهام الآخرين لتجربة أفكار جديدة
يحتاج التخطيط للعطلة الصيفية لدى الشباب اليوم إلى العديد من المحفزات والأفكار، خصوصاً بعد استحواذ الأجهزة الإلكترونية على وقتهم، وبعدما أصبحت متعة التجول والظهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفوق التجول في الحدائق العامة والتجمعات العائلية، فهنالك من يكتفي بمتعة المتابعة والضغط على زر الإعجاب أو كتابة تعليق، وهناك من تلهمه التجارب أفكاراً وخططاً تجعله يستمتع مثل أصحاب الفيديوهات سواء كانوا من صناع المحتوى أو من الناس العاديين أو حتى من الأصحاب المقربين.
ترى هدير إيهاب أن العطلة الصيفية فرصة للبحث عن الاستمتاع والهروب من المنزل حتى لا يقع الشاب فريسة للرتابة والكسل «دولة الإمارات ملأى بالفنادق والمنتجعات المغرية بالعروض والفعاليات والأكلات اللذيذة، وهذا ما أخطط للاستمتاع به خلال الإجازة، وقد قدمت نصيحة لأصدقائي في الواقع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن نتأثر ببعضنا بعضاً، وننشر مثل هذه الحالة الإيجابية التي نشعر بها خلال التجارب التي نخوضها داخل الدولة سواء كنا بمفردنا أم مع الأصدقاء، فأنا عادة أحب أن ألهم الفتيات باستغلال الوقت لتغيير أي شيء في حياتهن للأفضل، مثل لون السيارة وشكلها من الداخل، إعادة تنسيق غرف نومهن، الاهتمام بالزراعة في المنزل، وكل هذه الأشياء لا يمكن إيجاد الوقت الكافي لها إلا في فترة العطلة الصيفية».
ممارسة الرياضة وتجديد اللياقة
نظم ياسر محمد برنامجاً رياضياً ضم عدداً من أصدقائه من أجل كسر رتابة الصيف، واستعادة لياقته البدنية «بسبب الدراسة وقلة الوقت المتوفر لممارسة الرياضة، قررت إطلاق تحد بيني وبين الأصدقاء ومن يحب الانضمام لنا من السوشيال ميديا، وقد نجحنا في تشجيع بعضنا بعضاً في خسارة الوزن الزائد في أجسامنا، من خلال ممارسة الرياضة الجماعية وأبرزها رياضة الدراجات».
«السوشيال ميديا» حافز للسفر إلى بلدان جديدة
أما محمد السيد فغالباً ما تصيبه عدوى السفر وتجربة المطاعم المختلفة والجديدة «غالباً أخطط للسفر خلال عطلتي الصيفية بناء على ما أشاهده وأتأثر به من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عندما أقرر السفر لدولة جديدة، فسوف أسافر إلى بالي هذا الصيف، وقد وقع اختياري عليها بعد العديد من المشاهدات عبر السوشيال ميديا».
قضاء أطول وقت مع العائلة
يحرص أسامة أحمد على وضع خطة لعطلة صيفية تجمعه بأفراد أسرته ولو لأسبوع واحد، يتشاركون فيه أوقاتاً يفتقدونها طوال العام «نحن أسرة مكونة من 5 أفراد، قد يسرقنا العمل والدراسة من بعضنا بعضاً، فلا نستمتع إلا في فترة التجمع والسفر خلال إجازة الصيف، لذلك أتخلى عن أي ارتباطات أخرى في سبيل السفر مع الأسرة، وقد خططت في هذا العام أن نحجز فيلا في جورجيا كي نكون قريبين من بعضنا بعضاً، ونتشارك في أوقات لا تتكرر من الضحك واللعب والتسوق، ولا أبخل بمشاركة هذه الحالة عبر حسابي على إنستغرام، كي أشجع غيري على الاستمتاع مع عائلاتهم كي لا يندموا في الكبر بسبب انشغالهم عنهم».
متعة القراءة خلال الإجازة
تدخل الأهل في تخطيط الأبناء للعطلة الصيفية، يدفع الشباب للعزلة في غرفهم طوال فترة الإجازة، والاستمتاع بالكسل والراحة.. بتلك الكلمات اختصرت لطيفة محمد سبب اختيارها البقاء في المنزل، ومحاولة إيجاد ما يسليها ويشغل وقتها، وتضيف «تابعت عبر«تيك توك» مبادرة شارك بها عدد من صناع المحتوى للتشجيع على القراءة، وكيفية اختيار الكتب المناسبة لكل مرحلة عمرية، وكذلك إمكانية مشاركة ما قرأناه مع بعضنا بعضاً كي نتشجع لقراءة المزيد بل ومشاركة متعة القراءة فيما بيننا».
رحلة جماعية مع الأصدقاء
السفر مع الأصدقاء هو الاختيار المفضل لخالد حسين «خططت للسفر إلى وطني لبنان مع أصدقائي، فلدينا منزل كبير هناك، سنجتمع فيه بعيداً عن ضغوط الدراسة والعمل، وهذا الأمر سأعيشه للمرة الأولى في حياتي، فقديماً كنت ألتزم بالسفر أو البقاء مع أسرتي، ولكنني اليوم قررت الابتعاد والشعور بالاستقلالية في مرحلة عمرية جديدة، كما أن السفر مع الأصدقاء يخلق العديد من الأشياء المشتركة التي نجتمع على ممارستها، مثل الرياضة أو الهايكنغ، أو حتى اللعب بأجهزة البلايستشن».