من بين آلاف الطلاب والطالبات التي تضمهم جامعة كوين ماري في لندن بالمملكة المتحدة، تمكنت طالبة الدكتوراه الإماراتية فاطمة سعيد الزعابي، من تسجيل اسمها كأول إماراتية تتخصص في مجال الكهرومغناطيسية الحيوية، وهو مجال يساعد في تطوير المجال الصحي والكشف عن الأمراض المبكر، لتساعد من خلال أبحاثها في إنقاذ البشرية من مخاطر الأشعة الكهرومغناطيسية.
حاورت «كل الأسرة» الباحثة فاطمة الزعابي، لتسليط الضوء على قصتها الملهمة كطالبة مبتعثة قررت استغلال فرصة دراستها في واحدة من أعرق الجامعات في لندن، لتعود إلى وطنها بأبحاث وعلوم باسم دولة الإمارات، تختص في دراسة الخصائص الكهربائية لسكان الدولة، ومن خلالها يتم وضع إرشادات جديدة صادرة من الإمارات لتصل من خلالها لكل دول لعالم.
حدثينا عنك كأول إماراتية متخصصة في مجالك؟
أشعر بالفخر لكوني أول إماراتية تتخصص في مجال الكهرومغناطيسية الحيوية، رسالتي كطالبة دكتوراه هي دراسة الخصائص الكهربائية لأنسجة جسم الإنسان وبالتحديد الأطفال، وسبب اختاري لهذا المجال لأن الاهتمام بالصحة البشرية أحد أهم العوامل وبالأخص بعد «كوفيد-19» أثبتت لنا أن العالم يجب أن يكون على استعداد في تطوير أفضل ممارسات الصحة والوقاية من الأمراض.
هل يمكن أن تشرحي للقراء ما هي الكهرومغناطيسية الحيوية؟
دراسة الكهرومغناطيسية الحيوية تعتبر مجالاً مهماً ومثيراً للاهتمام في البحث العلمي والطب. وتتناول هذه الدراسة التفاعلات بين الكهرباء والمغناطيسية والجسم البشري أو الكائنات الحية بشكل عام. تعتبر هذه الدراسة مفيدة للعديد من الأسباب، بما في ذلك فهم التفاعلات بين الجسم والمجالات الكهرومغناطيسية، الأمر الذي يساعدنا على فهم هذه العمليات، والتعرف إلى التأثيرات الحيوية للمجالات الكهرومغناطيسية على الجسم البشري والكائنات الحية الأخرى، كما يساهم في تحديد الآثار الصحية والبيئية للتعرض لهذه المجالات.
أما الاستخدام الطبي، تعتبر الكهرومغناطيسية الحيوية جزءاً من بعض الطرق الطبية والعلاجية الحديثة. تشمل هذه الاستخدامات مثلاً تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتي تساعد في رصد الأمراض والتشخيص المبكر، وفي مجال التكنولوجيا، يمكن استخدام المعرفة الناتجة عن دراسة الكهرومغناطيسية الحيوية في تطوير التكنولوجيا الطبية والتطبيقات الصحية الأخرى. إذ إن فهم تأثيرات الكهرومغناطيسية على الأنسجة الحية يمكن أن يساعد في تطوير علاجات أكثر فاعلية وأقل ضرراً.
كيف سعيت لهذا التخصص؟ ولماذا؟
سعيت لهذا التخصص عندما درست الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية مع إدارة تكنولوجيا الرعاية الصحية، ومن هذا التخصص تعرفت إلى أهمية الرعاية الصحية والأجهزة الطبية، ومع شهادتي البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية استطعت دمج ما تعلمته في التخصصين لدراسة الكهرومغناطيسية الحيوية وتأثيرها في أنسجة جسم الإنسان.
هل تواجهون صعوبات كطلبة تقيمون لفترة طويلة بعيداً عن الوطن؟
كطلبة إماراتيين مبتعثين في لندن، أسسنا مجتمعات إماراتية من كل جامعة في المملكة المتحدة، كما كونا أعضاء لهذه المجتمعات، وتضم رئيساً لكل مجتمع، فأنا نائبة رئيس مجتمع جامعة كوين ماري، ونحرص من خلاله على تقريب الطلبة الإماراتيين مع بعضهم البعض، ومن مختلف التخصصات، من خلال تنظيم الفعاليات في مختلف المناسبات كي لا نشعر بالغربة، إذ نحرص على تعزيز الهوية الإماراتية لدينا من خلال هذه اللقاءات، ونشارك بعضنا البعض أفكارنا واحتياجاتنا ولا نتوانى عن تقديم المساعدة لأي شخص يحتاج إليها.
من الأشخاص الداعمين لك في مسيرتك العلمية؟
أنا ممتنة لأن والديّ هما الداعمين الأساسيين لي، دعمهما الدائم وتشجيعهما يساعدني على التحليق وتحقيق أهدافي. لا يمكنني أن أتخيل نجاحي بدون دعمهما القوي وحبهما اللا متناهي.
كذلك أريد أن أشكر مشرفي على الرسالة الذي ساعدني كثيراً في إتمام أبحاثي، والتواصل مع زملاء وباحثين آخرين، كما ساعدني للمشاركة في العديد من المؤتمرات العلمية.
كيف ستستفيد دولة الإمارات من أبحاثك؟
من أهم الأهداف التي أسعى لتحقيقها هو جذب الانتباه لأهمية هذا التخصص وتعزيزه في بلدي الحبيب الإمارات. أتمنى من بعد هذا المقال أن أقدم المساعدة إلى أي شخص مهتم في هذه الدراسات وأيضاً لأن دولة الإمارات تشهد تطوراً في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، وإنشاء منظمة خاصة في دولة الإمارات بحيث تكون البحوث العلمية صادره من الدولة، بالأخص في وضع لائحة قواعد إرشادية (guidelines limit) باسم الدولة تختص في دراسة الخصائص الكهربائية لسكان دولة الإمارات، وعن طريقها يتم وضع إرشادات جديدة صادرة باسم دولة الإمارات ومن خلالها تصل للعالم.
ما طموحاتك المستقبلية؟
من أهم طموحاتي المستقبلية توعية البشرية بمخاطر الأشعة الكهرومغناطيسية ودراستها بالأخص مع التطورات التي نشهدها في هذا العصر من تكنولوجيا حديثة واتصالات، وأيضاً إنشاء محطة بحوث صادرة من دولة الإمارات في مجال الكهرومغناطيسية الحيوية، حيث إنها مهمة في تطوير الرعاية الصحية والوقاية المبكرة من الأمراض الخبيثة كالسرطان.