04 أكتوبر 2023

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

محررة في مجلة كل الأسرة

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

تعد التنمية المستدامة معززاً يلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم الخاصة والمستقبلية، فهي جسر يربطنا بمستقبل أكثر إشراقاً لمن يكمل المسيرة، وفي إطار الفعاليات المصاحبة لإعلان «2023 عام الاستدامة» تحت شعار «اليوم للغد»، تتضافر جهود مؤسسات المجتمع المدني لنشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية للدفع بعجلة التنمية. فكيف ينعكس ذلك على سلوكيات أفراد المجتمع؟

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

الدكتور عبد العزيز بن راشد النعيمي، المستشار البيئي لحكومة عجمان والرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية، والذي لقب بالشيخ الأخضر من وحي شغفه بالبيئة الخضراء، والتي خاض من أجلها معركة بناء الوعي وكرس حياته مدافعاً عن حق الأجيال الجديدة في بيئة نظيفة مستدامة، والذي شارك في إحدى جلسات مبادرة «شاي الضحى»، يقول «نشر ثقافة الاستدامة هدف يجب أن نطبقه في حياتنا وداخل بيوتنا وأيضاً في مؤسساتنا، وبما ينطلق بنا نحو التقدم ولكن بأقل ضرر ممكن، فنحن بحاجة لتطوير الإحساس والسلوك والإدراك الإيجابي تجاه البيئة ومستقبلها، ومسؤوليتنا في الحفاظ عليها كبيرة وتحتاج إلى عقول مدركة لدورها، وموقنة بالقيم البيئية التي يجب أن نركز عليها كاحترام وتقدير الطبيعة والمشاركة والتعاون في تنميتها والحفاظ عليها من أجلنا ومن أجل من يأتي بعدنا، إذ أعطى الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل ليزين به تصرفاته وليحسن من خلاله التعامل مع البيئة بشكل أكثر فاعلية».

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

تضيف المهندسة فاطمة الحنطوبي، الباحثة والخبيرة في شؤون البيئة والاستدامة، «البيئة حاضنة للإنسان وعندما يعي أن البداية دائماً تكون من خلاله نستطيع أن نقول إننا نسير على الطريق السليم، فالتحديات التي تواجه البيئة كثيرة لكن بالعمل وتعاون الجميع يتم حل المشكلات، فمثلاً عندما تقاوم كل أسرة ظاهرة الغذاء المهدر سوف تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وعندما ترشد استهلاك المياه في ري المزروعات الموجودة بالحدائق المنزلية، مثل إعادة استخدام المياه الرمادية أي التي تخرج من المغاسل وأحواض الاستحمام والغسالات والمصارف الأرضية أو تستخدم المياه الناتجة من المكيفات والتي في حال تم تشغيل مكيف واحد على مدار 24 ساعة ينتج 22 لتراً من الماء الصالح للزراعة، وعندما تقلل الأسرة من استخدام الأكياس البلاستيكية واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة، وعندما توعي أفرادها باتباع الأنظمة والقوانين الخاصة بالتعامل السلوكي في البر والبحر..

سوف يصب كل ذلك في خدمة البيئة، فنحن لا نعيش بمفردنا بل توجد كائنات أخرى يجب أن نراعي حقها في الحياة، كما أن للبيئة التي نعيش فيها حقاً علينا في رعايتها وصونها، فبلاشك تغير صغير يحدث فرقاً كبيراً».

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

وتكمل المهندسة فاطمة الحنطوبي «تطلق كلمة الاستدامة على جميع جوانب الحياة التي يرجى بقاؤها وللحيلولة دون نضوبها ونفادها، وتركز الاستدامة على ثلاثة مجالات رئيسية، هي:

  • النمو الاقتصادي
  • حفظ الموارد الطبيعية والبيئية
  • التنمية الاجتماعية

وبناء على ذلك فعلينا نحن كأفراد الحفاظ على كل تلك المناحي وعدم التفريط فيها، بل وحث أبنائنا للحفاظ عليها كونها أساس بناء المجتمع ومستقبله».

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

من جهتها، تشير مريم علي الكاس، سفيرة الهوية الوطنية، ورئيس ومؤسس مركز إيكاروس للاستشارات والتدريب، «نسعى عبر فعاليات المركز إلى تشجيع الجميع على التحرك لحماية مواردهم والحفاظ على كوكبنا الجميل من أجل الأجيال المقبلة، فعلى خطى المغفور له بإذن الله تعالى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، نكمل المسيرة التنموية مع قيادتنا الرشيدة، التي تعلمنا على يديها حب العمل المشترك، القائم على الإبداع والابتكار كونه طريقنا نحو واقع أفضل ومستقبل أكثر ازدهاراً نحمله إلى الأجيال القادمة التي لها الحق علينا في أن نسلمها الراية التنموية دون أن نهدر حقها بالعيش في بيئة مستدامة».

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

يعلق أحمد حمدان البخيتي، موظف في وزارة الداخلية، قائلاً «البيئة مسؤولية تقع على عاتق الإنسان الذي سيحاسب على أعماله وتصرفاته عند وفاته، فكل واحد منا يجب أن يقوم بدوره تجاه وطنه وبيئته والأرض التي يعيش عليها، وأبسط ما يمكن أن نقدمه للبيئة هو تقليل الخطر الناتج من سلوكياتنا، كأن نعيد استخدام بعض الأشياء التي نتخلص منها أو نرشد استهلاكنا من الطاقة والمياه المهدرة وغيرها من السلوكيات التي يمكن أن تغير حال الطبيعة من حولنا إلى الأحسن».

التنمية المستدامة.. واقع أفضل ومستقبل مشرق يبدأ من سلوكيات الفرد

تشير بشاير عبدالله الشحي «يجب التركيز على الانتماء كونه قيمة عميقة مرتبطة بالأرض والإنسان، وبتفعيلها لدى أطفالنا منذ الصغر فإن سلوكهم تجاه البيئة يصبح نابعاً من قناعاتهم وتربيتهم الذاتية، التي تجعلهم يهتمون بها من غير رقيب من الأسرة أو المجتمع، فهذه التصرفات والمعاني التي يكتسبها الطفل تشكل له التربية البيئية، التي سوف تكون له نمطاً سلوكياً مميزاً مدى حياته، وسوف يكتسب المهارات والخبرات اللازمة، وتنمي فيه القيم الأصيلة وتزيد وعيه بمختلف التحديات البيئية التي نعيشها».

الاستدامة تبدأ بنا أولاً

يضيف نبراس أبو زيدان، موظف بدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، «أشعر بأن الاستدامة تبدأ بنا أولاً، لنكمل نحن بعد ذلك دعائم الحياة النظيفة المستدامة، فقد آن الأوان لأن يقوم كل منا بدوره ولا يتخاذل فيه، فنحن نعيش سوياً على أرض هذا الوطن الذي يستحق منا أن نهتم ببيئته كونه جزءاً من منظومة بيئية أكبر».
أما موزة شيبان الحبسي، موظفة بدائرة المحاكم - رأس الخيمة، فتوضح «الاستدامة الفكرية لا تقل أهمية عن الاستدامة البيئية، والتي بتنويرها يصلح سائر العمل كله، فهي الأساس الذي يجب أن نعمل على تأسيسه لتأتي النجاحات في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة تباعاً».