في عصر المتغيّرات يواجه الطلبة المقبلون على الدراسة الجامعية تحدّيات كبيرة، تتطلب منهم تعلّم المهارات اللازمة لمواكبة الاختصاصات الجديدة، وتطوّرات العلوم والتكنولوجيا، كالروبوتات، والهندسة، والتسويق الرقمي، وتحليل البيانات، ومعرفة تغيّرات سوق العمل السريعة لانتقاء التخصص المناسب، فاختيار المسار الوظيفي خطوة حاسمة في تحديد الأهداف المهنية التي تتطلب تقييماً ذاتياً صادقاً للمواهب، والمهارات، والاهتمامات، وإعداد الاستراتيجيات المناسبة لتحقيقها.
ترصد الدكتورة شاكيل أجنيو، أستاذ علم النفس بجامعة هيريوت وات دبي، العوامل والمؤثرات التي تأخذ حيزاً من تفكير الطالب، وتغيّر قرار اختيار التخصص الجامعي في حياته، فيما بعد، منها:
الجوانب الداخلية (المعرفية والعاطفية):
«تلعب الجوانب الداخلية دوراً حاسماً في تحقيق الطالب نجاحاً، مهنياً وشخصياً، في المستقبل، وبالتالي، من المهم أن يمتلك الطالب الاهتمام والشغف الكافي بالمواد الدراسية التي سيدرسها، فإن كان الطالب يشعر بالرغبة الكبيرة في تعلّم مجال معين، سيكون أكثر استعداداً لبذل الجهد والوقت اللازمين لتحقيق النجاح في هذا التخصص، وبالتالي ستكون لديه فرصة أكبر لتحقيق التميز والإبداع فيه».
الخلفية العائلية والفئات الاجتماعية والثقافية المحيطة به:
«تُعد العائلة من أهم العوامل التي تؤثر في اختيار الأبناء لتخصصاتهم الجامعية، حيث يلجأ الكثير إلى اتّباع التقاليد العائلية، واختيار تخصص يعتبر مرموقاً في عيون الأهل، والمجتمع، ومما لا شك فيه أن توقعات الوالدين وتأثيرهما يلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاهات الأبناء الدراسية، وبينما يحرص الكثير من الآباء والأمهات عادة، على نقل تجاربهم ومهنهم إلى أبنائهم، وتوجيههم نحو اختيار تخصص يعكس طموحاتهم المهنية، يكون لدى الأبناء طموحات وحلم بتحقيق مستقبل مهني يتناسب مع مواهبهم، واهتماماتهم الشخصية. وهنا يظهر صراع بين اتّباع توجيهات العائلة ومحاولة الطالب في تحقيق الطموح في اختيار التخصص الجامعي.
كما يشكل ضغط الأقران أحد التحديات التي تؤثر في الطالب في هذه المرحلة، فقد يجد الطالب نفسه يرغب في اختيار تخصص لمجرد أن أحد أصدقائه اختاره، أو حقق نجاحاً فيه، من دون أن يأخذ في الاعتبار اهتماماته، وقدراته الفردية. لذلك، يجب على الطالب أن يكون حذراً ويأخذ في الاعتبار اهتماماته الشخصية، وقدراته، وميوله الفردية قبل اتخاذ أي قرار بشأن اختيار تخصّصه الجامعي، كما يجب عليه أن يتجاوز ضغوط أقرانه، واختيار ما يحقق أهدافه، ويطوّر مهاراته وقدراته».
الجهل بسوق العمل ومتطلباته المتغيّرة باستمرار:
«تفضيل الكثير من الطلبة اختيار تخصصات ذات استقرار مالي وأمن وظيفي مرتفع، يجعلهم يتجهون نحو تخصصات مثل الهندسة، أو الطب، أو العلوم الطبية، إلا أنه قد يكون هناك اكتظاظ في سوق العمل في هذه الاختصاصات، وبالتالي قد لا تكون فرص العمل متاحة بالكمية نفسها».
المؤثرات الخارجية مثل الظروف المالية:
«يتأثر الكثير من الطلبة بالأوضاع المالية لأسرهم، وبمدى استطاعتهم تحمّل تكاليف التعليم الجامعي، ما يجعلهم يُقبلون على اختيار تخصصات تُعد أكثر استقراراً مالياً، وأكثر فرصاً في الحصول على عمل».
عدم القدرة على مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا:
«عدم قدرة الطلاب على مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا يضعهم في موقف حرج، ويجعل الاختيار الصحيح أمراً صعباً، حيث يتطلب الأمر معرفة متقدمة بالتقنيات الحديثة واستخدامها بشكل محترف».
نصائح مهمة لاختيار التخصص الجامعي بدقة
توجه د. أجنيو، للطالب عدة نقاط مهمة تمكّنه من اختيار التخصص الجامعي بشكل دقيق يتناسب مع قدراته، واهتماماته، وتطلعاته للمستقبل منها: