رائدتا الأعمال الإماراتيتان هند وحمدة العبار: تمكين المرأة في بلدنا دافعنا الأول نحو النجاح
أسّست رائداتا الأعمال والأختان الإماراتيتان هند وحمدة العبار، استوديو التصميم الخاص بهما «Dress My Room» في العام 2016، تحقيقاً لحلم الطفولة والشغف بعالم التصميم والفن، حيث قرّرت الأختان إرساء قواعد المشروع سوياً على أساس قوي من التفاهم والثقة، دفعهما على درب التطوير والتميّز بإطلاق خدمات عصريّة مبتكرة مثل خدمة «كويك فيكس»..
التقينا بهند وحمدة العبار بمناسبة يوم المرأة الإماراتية هذا الشهر، لنتعرّف أكثر على مسيرتهما ورسالتهما لكل سيدة إماراتية في هذا اليوم المميّز:
نحتفل هذا الشهر بيوم المرأة الإماراتية، ماذا تمثّل لكما هذه المناسبة؟
الأختان: يُعدّ يوم المرأة الإماراتية مناسبة هامة للاحتفال بالإنجازات والمساهمات المذهلة للمرأة الإماراتية في جميع مجالات الحياة، ويأتي هذا الاحتفال إيماناً من قيادة الدولة الرشيدة بأهميّة مساهمات بنات الوطن ودورهن في جهود التنميّة ورفاهيّة البلاد، وتقديراً وتكريماً لما قدمنه لدعم مسيرة الدولة داخل الوطن وخارجه.
نحن كرائدتي أعمال إماراتيتين يشرّفنا أن نكون جزءاً من مجتمع من النساء القويّات والمبتكرات والمرنات اللاتي يشكّلن مستقبل أمتنا، ونؤمن بقوّة التعاون ونفخر بالشراكة مع رواد الأعمال الإماراتيين الآخرين، ما يساهم في نمو مجتمعنا ونجاحه.
بناء على تجربتكما، كيف وجدتما الدعم في مسيرتكما؟
حمدة: لقد كان للموقف التقدمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تمكين المرأة، والدعم من قيادتنا، دور فعّال في السماح لنا بمتابعة شغفنا بالتصميم الداخلي وتأسيس شركتنا الخاصة، ولقد ساهم كوننا أختين إماراتيتين في تشكيل أدوارنا وخبراتنا المهنيّة بشكل عميق، ما زودنا بمنظور فريد وشعور عميق بالمسؤولية للمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع..
فلنا الفخر بمواصلة التراث الثقافي الغني لدولتنا مع احتضان الحداثة والابتكار، فلقد أثّرت هذه الهوية على نهجنا في التصميم، ما مكّننا من إنشاء مساحات تحترم تقاليدنا وتلبّي في الوقت ذاته الاحتياجات المعاصرة. لقد مكّننا الاحترام والتشجيع الذي نتلقاه من مجتمعنا من كسر الحواجز ووضع معايير جديدة في صناعة التصميم الداخلي.
نهدف إلى إلهام الجيل القادم من النساء الإماراتيات لتحقيق أحلامهن، وأن نرى المزيد من النساء في المناصب القياديّة
ما رسالتكما لكل سيدة إماراتية، وما أملكما لهن في المستقبل؟
هند: نحثّ الإماراتيات على متابعة شغفهن بتفانٍ والعمل الجاد والاستفادة من كافة الإمكانات المتاحة لهن لبدء مشاريعهن الخاصة لخلق مستقبل أكثر إشراقاً، بالنظر إلى المستقبل فإن آمالنا هي مواصلة دفع حدود الإبداع والتميّز في مجالنا، ونهدف إلى إلهام الجيل القادم من النساء الإماراتيات لتحقيق أحلامهن..
ونأمل أن نرى المزيد من النساء في المناصب القياديّة في جميع القطاعات، ما يساهم في تنويع وازدهار اقتصادنا، ونحن نحتفل بيوم المرأة الإماراتية، فإننا نؤكّد من جديد التزامنا بالتميّز والابتكار ودعم المجتمع، ونتطلّع إلى مواصلة رحلتنا بالقوّة والإلهام المستمدّ من النساء المتميّزات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعملان معاً كأختين، كيف أثّر ذلك على التفاهم أو الاختلاف بينكما في مجال العمل؟
حمدة: بدأت رحلة «Dress My Room» بحلم لطالما كان يدور في ذهن أختي هند، واليوم أصبح حقيقة بفضل إصرارها والتعاون المشترك الذي أسسناه كأختين مع بعضنا البعض، لقد كان العمل معاً بمثابة رحلة تحويليّة ومرضية للغاية بالنسبة لنا..
حيث إن ترك العمل في الوظيفة والبدء في مشروعنا الخاص لمتابعة شغفنا بالتصميم الداخلي يتطلّب التزاماً عميقاً وإيماناً برؤيتنا، من جهة أخرى لقد منحتنا تربيتنا المشتركة أساساً قويّاً من الثقة والتفاهم المتبادلين، وهو أمر لا يُقدّر بثمن في أعمالنا.
كيف جاءت فكرة إطلاق شركة “Dress My Room” من الأساس؟
هند: ولدت فكرة إطلاق مشروعي الخاص من شغفي الدائم بالتصميم الداخلي منذ الطفولة، وعلى الرغم من دراستي المحاسبة في الجامعة ووظيفتي في مجال الخدمات المصرفيّة، إلا أن تفكيري كان دائماً ينتمي إلى التصميم الداخلي حيث كان الأصدقاء والعائلة يطلبون نصيحتي باستمرار بشأن المشاريع الداخليّة والديكور..
لذا قرّرت لاحقاً إطلاق عملي الخاص في هذا المجال وترك الوظيفة. ومن هنا تم تأسيس الاستوديو رسميّاً في عام 2016، وشهدت الفترة الأولى من انطلاق مشروعنا الخاص بالنجاح سواء من خلال التصاميم الداخليّة الفريدة التي تتميّز بالابتكار أو من خلال التعاملات مع العملاء.
كيف تقسّمان مهام العمل بينكما؟
حمدة: لقد سمح لنا المزيج الفريد من خبرة هند في التصميم الداخلي، مع خبرتي التي اكتسبتها من خلال الوظائف السابقة التي عملت بها في مجال إدارة العمليّات والمبيعات والعلاقات مع العملاء، بتسخير نقاط قوتنا الفرديّة مع تعزيز نهج موحّد ومرن لتحقيق أحلامنا، فمهمة إدارة العمليات والمبيعات والعلاقات مع العملاء في الشركة مهمة للغاية للتأكّد من سير العمل بسلاسة وأن يكون عملاؤنا سعداء..
وهذا التقسيم للأدوار سمح لهند بتكريس نفسها بشكل كامل لعملها الإبداعي، وتصميم مساحات مبتكرة وملهمة دون تشتيت انتباهها على المهام الإدارية، إن أهدافنا المشتركة وشغفنا بعالم التصميم الداخلي يدفعنا إلى العمل بانسجام والتغلّب على التحديّات وتعميق التزامنا تجاه عملائنا.
ماذا عن بدايات المشروع وصعوباته؟
هند: لقد بدأنا حرفيّاً من الصفر، حيث قمنا بكل شيء بأنفسنا، بدءاً من حمل الصناديق حتى ترتيب الأثاث، في المرحلة الأولى من التأسيس، كانت المشاريع التي تلقيناها في المقام الأول من الأصدقاء والعائلة، ومع نمو سمعتنا وجودة تصاميمنا.
بدأنا في تلقي المزيد من طلبات التصميم الداخلي للمنازل والتوسع بشكل كبير لتشمل المساحات التجارية أيضاً، مع تواصل الطلب المتزايد استلزم ذلك بناء فريق كامل، لضمان تسليم العملاء في الوقت المحدّد وبكفاءة.
من اسمها، تعتمد خدمة «كويك فيكس» على السرعة والوقت، حدثينا أكثر عنها؟
هند: نشأت فكرة خدمة «كويك فيكس» لدينا لأول مرة في عام 2020، في أعقاب جائحة كوفيد-19؛ حيث اكتسبت هذه الخدمة شعبيّة كبيرة، ما دفعنا إلى اعتمادها بشكل دائم كخدمة نقدّمها للعملاء..
وما يميّز خدمة «كويك فيكس» هو ضمان تحويل ديكور المنازل والمساحات التجاريّة ومنحها رونقاً فريداً بأفضل أداء وفي فترة وجيزة خلال ثلاثة أيام، حيث أصبحت حلول التصميم الداخلي المبتكرة في متناول اليد وعبر إجراءات سهلة وسريعة خطوة بخطوة.
كيف تقيّمين أهمية التصميم الداخلي في دولة الإمارات؟
حمدة: تزدهر صناعة التصميم الداخلي في دولة الإمارات العربية المتحدة وتتطوّر بشكل سريع وذلك بسبب التطوّر المستمر الذي تشهده الدولة والتنوّع السكاني وارتفاع الطلب على المساحات الفاخرة والمبتكر، وهذا الأمر يخلق بيئة تنافسيّة وسريعة الخطى، ما يطرح مجموعة من التحدّيات الخاصة بهذا القطاع.
ما أبرز التحدّيات التي تواجهك في العمل؟
هند: من التحدّيات التي قد تواجهنا تلبية توقعات العميل، حيث يتمتّع كل عميل برؤية فريدة ومتطلبات محدّدة، إن ضمان فهمنا الكامل لهذه التوقّعات وتلبيتها، مع غرس لمستنا الإبداعيّة أيضاً، قد يكون أحياناً أمراً صعباً، حيث يحتاج هذا الأمر إلى توازن دقيق بين رغبات العميل وخبرة التصميم.
ومن الأمور الأخرى والتي تعتبر أمراً بالغ الأهمية هي الحصول على مواد عالية الجودة وإدارة الميزانيات دون المساس بمعايير التصميم، حيث يمكن أن تؤدي التأخيرات غير المتوقّعة أو عدم توفر المواد إلى تعطيل الجداول الزمنية والتأثير على نتائج المشروع؛ لذلك نحن دائماً نركّز على شراكتنا مع المورّدين والعلامات التجاريّة التي تتمتّع بالثقة والتميّز.
ما الذي يميّزكما عن الآخرين في مجال التصميم الداخلي؟
حمدة: ما يميّز عملنا عن الآخرين في مجال التصميم الداخلي هو مزيجنا الفريد من الإبداع والخدمة الشخصيّة والالتزام الثابت بالجودة، حيث يجمع الاستوديو المتخصص بالديكور الداخلي بين رؤية إبداعيّة وخبرة في العمليات وعلاقات العملاء، حيث لا تضمن هذه الشراكة إدارة المشروعات بكفاءة فحسب، بل تعزّز أيضاً الفهم العميق لاحتياجات العملاء، ما يؤدي إلى حلول تصميم مصمّمة خصيصاً لتحقيق الكمال.
تهتمان بالهويّة والتراث الإماراتي، أخبرانا أكثر عن التفاصيل؟
حمدة: باعتبارنا إماراتيات فخورات بهويّتنا، فإننا نسعى لنسج تراثنا في تصميماتنا لكل من المنازل والمساحات التجارية، حيث نقوم بالتعاون بشكل فعّال مع فنانين إماراتيين لإضفاء الحيوية على هذه العناصر الثقافيّة..
على سبيل المثال، مجموعتنا «1971»، التي تحمل اسم العام الذي تأسست فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، مستوحاة من ذكريات الحنين للأطفال الإماراتيين الذين كانوا يلعبون على الشاطئ، وتتميّز بأعمال حصرية مرسومة باليد للفنانة الإماراتية ريم المري.
ومن المشاريع الأخرى البارزة هو التصميم الجديد لمتجر «أركاديا»، العلامة التجاريّة المحليّة المتخصّصة بصناعة العطور، والتي تمّ إنشاؤها على يد آمنة الحبتور، حيث قمنا بدمج التراث الثقافي والزخارف والأساليب التاريخية التي تعكس الهندسة المعماريّة والفنيّة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمستوحاة من القوى الأساسيّة للمياه والهواء والأرض والنار، إن نهجنا الفريد في مزج الأصالة الثقافيّة مع التصميم المعاصر هو ما يميّزنا حقاً في هذا المجال.
من خلال عملكما، ما هي أكثر أخطاء الديكور شيوعاً؟
هند: من أكثر الأخطاء الشائعة وضع جميع الأثاث بجانب الجدران وعدم استغلال المساحة بشكل فعّال، ما يؤدّي هذا غالباً إلى مساحات غير مستغلة وتفتقر إلى الترابط في تنسيق الأثاث والديكورات، أيضاً قد يميل البعض إلى اكتظاظ غرفهم ومنازلهم بالكثير من الأثاث والديكورات، ما يجعل المساحة تبدو ضيّقة وفوضويّة..
وهذا عكس ما نركّز عليه في تصاميمنا، فنحن نستخدم طرقاً مبتكرة للاستفادة من المساحات بشكل أكثر كفاءة، وإنشاء تخطيطات وتصاميم عمليّة وجذّابة بنفس الوقت، ودائماً نوصي باستخدام الأثاث المتعدّد الوظائف الذي يمكنه توفير مساحة وخلق بيئة أكثر انفتاحاً وتهويّة وممتعة من الناحية الجماليّة أيضاً.
* تصوير: السيد رمضان