يعتبر يوم المرأة الإماراتية مناسبة لرصد الإنجازات والمكاسب المتحققة لها في ظل القيادة الرشيدة، التي آمنت بدورها الفاعل في بناء المجتمع وبإسهاماتها التنموية المختلفة، وتحفيزها على مواصلة تحقيق أعلى المكاسب لها ولمجتمعها.
وبمناسبة هذا اليوم الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام، نلتقي نموذجاً يُعدّ من الشخصيات التي تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية المستدامة في مدينة مصدر، حيث أشرفت على تصميم مجمع مدينة مصدر الذي يضمّ 21 مبنى..
بجانب إشرافها على بناء أول مسجد صفري الطاقة في المنطقة.. هي المهندسة المعمارية المتخصّصة في فنّ العمارة المستدامة، آمنة سعيد الزعابي، والحائزة على شهادة الماجستير في التخطيط العمراني.
أشرفتِ بنجاح على تصميم أول مسجد يعمل بالطاقة النظيفة بالكامل على مستوى المنطقة، حدثينا عن هذا الإنجاز وتفاصيل إنشائه؟
يُعدّ إنشاء مسجد مدينة مصدر وهو أول مبنى يعمل بالطاقة النظيفة بالكامل في مدينة مصدر، إنجازاً كبيراً في مجال العمارة المستدامة، ويعكس مدى التزام المدينة بالريادة في التنمية الحضرية المستدامة، إذ يحصل هذا المسجد، الذي يعمل بالطاقة المتجدّدة بالكامل، على كافة احتياجاته من الكهرباء من خلال 1350 متراً مربعاً من الألواح الشمسية..
بالإضافة إلى إسهاماته في تعزيز استخدام المواد التقليدية، مثل جدران الطين المضغوط كمصدر عزل حراري، والحفاظ على الإرث المعماري العريق الذي تتغنّى به الإمارات، وينطوي تصميم هذا المسجد على استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة وتبنّي نظماً مبتكرةً لإعادة تدوير المياه، انسجاماً مع رؤية مدينة مصدر لتبنّي نهج عمل شاملاً ومستداماً.
ما أبرز مزايا هذا الصرح الديني ودوره في الحفاظ على البيئة؟
أبرز ما يميّز هذا المسجد هو تشغيله بالكامل باستخدام مصادر الطاقة المتجدّدة؛ لتوفير احتياجاته اليومية من الكهرباء، ومن شأن ذلك أن يجعل منه نموذجاً يُحتذى به في الممارسات الهندسية المستدامة في المباني الأخرى، بما يسهم في صون كوكبنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
مدينة مصدر نموذج فريد قائم على الاستدامة، حدثينا عنها.
حرصنا في مدينة مصدر على تبنّي الممارسات المستدامة على كافة الصُعد البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ولا شكّ في أنّ أبرز إنجازاتنا حتى اليوم هو نجاحنا في بناء مدينة مستدامة توفر للمقيمين فيها فرص العيش والعمل والتعلّم والاستمتاع بمجموعة غنية وواسعة من الأنشطة الترفيهية، وقد أصبحت مدينة مصدر منذ إنشائها مثالاً رائداً للتنمية الحضرية المستدامة.
التزامنا الراسخ بالحفاظ على البيئة دفعنا لاستبدال عبوات المياه البلاستيكية بحلول رائدة
ما المبادرات التي تحرصين على تبنّيها ودمجها في الممارسات اليومية؟
يمتدّ شغفي بالاستدامة والحفاظ على البيئة إلى ممارسات حياتنا اليومية، إذ تعكس المبادرة التي أطلقتها مسبقاً لوقف استخدام عبوات مياه الشرب البلاستيكية داخل مكاتب مدينة مصدر واستبدالها بحلول رائدة لتنقية المياه، التزامي الراسخ بالحفاظ على البيئة وتبنّي الحلول المستدامة العملية والقابلة للتطبيق في مكان العمل.
هل توجد شخصية بارزة ساهمت في تعزيز شغفكِ بحماية البيئة والحفاظ على موارد الطبيعة؟
لا شكّ في أنّ المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الأب المؤسّس لدولتنا، كان له أثر كبير على شغفي بالحفاظ على البيئة وصون مواردها، فلم يدّخر جهداً لإظهار مدى حبه واهتمامه بالبيئة..
حيث كان ذلك جلياً من خلال المبادرات التي أطلقها لتعزيز التنمية المستدامة على مستوى الإمارات، كما كان مثالاً يُحتذى به عالمياً على صعيد الحفاظ على الطبيعة ومواردها الغنية وزراعة مئات الآلاف من الأشجار والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه..
وما زلت أستمدّ إلهامي من شغف والدنا الشيخ زايد بالحفاظ على البيئة وتفانيه في خدمة المجتمع وضمان رفاهيته؛ لدعم جهودي الشخصية الرامية إلى حماية البيئة وتعزيز الممارسات المستدامة لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
ما الذي تطمحين إلى تحقيقه على الصعيد المهني؟
أفخر، كوني مهندسة إماراتية متخصّصة في فنّ العمارة المستدامة، بحرصي الدائم على دمج الممارسات المستدامة، لا في مكان العمل فحسب.. بل أيضاً في حياتي اليومية، إذ أتاح لي عملي كمهندسة ضمن فريق التصميم الخاص بمدينة مصدر فرصة معرفة المزيد عن ممارسات التنمية الحضرية المستدامة.
أما على الصعيد المهني فإنني أطمح في تبادل معرفتي وتجاربي الناجحة مع الآخرين كي نتمكّن معاً من تحقيق أثر إيجابي ملحوظ وتعزيز الممارسات المستدامة على مستوى دولتنا الحبيبة.