16 سبتمبر 2024

"حديقة الإمارات للحيوانات"... وجهة عائلية لتناول الفطور مع الزرافات والغداء مع القطط والعشاء مع الفيلة

محررة في مجلة كل الأسرة

تلتقي الطبيعة بالحياة البريّة في أروع صورها، وتتجلى زيارتها مع مغامرة استثنائية تُرسَم معالمها في «حديقة الإمارات للحيوانات» في الباهية بأبو ظبي..

حيث يمكنك قضاء يوم كامل مع أكثر من 1125 نوعاً من الحيوانات المختلفة، بإجمالي 250 فصيلة حيوانية من مختلف أنحاء العالم، بدءاً من الثدييات المهيبة، الطيور، وصولاً إلى الزواحف والفيلة الضخمة إلى الحيوانات الصغيرة مثل الحلزونات.

تجارب تفاعلية مع الحيوانات

في تلك البقعة، التي تزاوج بين الحفاظ على البيئة باتباع نهج مستدام وبين دورها الحيوي في المجال التوعوي، يمكن لأفراد العائلة عيش تجارب تفاعلية متنوعة مع تلك الحيوانات، مثل تناول وجبة الفطور مع الزرافات وإطعامها بأيديهم، ووجبة الغداء مع القطط الكبيرة، والعشاء مع الفيلة الضخمة..

كما يمكن مشاهدة النمور عن قرب، أو مشاركة يومهم مع تلك الحيوانات في جولات تعريفية بصحبة مرشدين، أو عيش مغامرات عدة مع الأسود والدببة والغزلان إلى الطيور والزواحف.

ولذلك تعتبر «حديقة الإمارات للحيوانات» والمنتجع، وجهة سياحية عائلية بامتياز، فهي تضم مجموعة متنوعة من الحيوانات الأليفة في إحدى أكبر الحدائق في الإمارات..

حيث تتنوع الأنشطة التي يمكن للأطفال القيام بها، بين الترفيهية والتعليمية والتعرف على مجموعة كبيرة من الحيوانات، بما فيها آكلة اللحوم والأعشاب ومنها الألباكا، الماعز، الجمال، الحمير، النمور البيض، الأوز، الصقور، الببغاوات، البط، السنجاب، المها العربي وغيرها الكثير.

وقد نالت الحديقة العديد من الجوائز المرموقة مثل جائزة «أفضل حديقة حيوانات في منطقة الشرق الأوسط»، وكذلك جائزة «رابطة حدائق الحيوان والأحياء المائية» (AZA).

يحب الزوار ارتياد تلك الحديقة لدوافع عدة أهمها «أنّنا نستطيع إطعام الحيوانات ولمسها» كما يقولون، يعلّق آخرون على البرامج التثقيفية والتجارب المغامراتية والترفيهية.

كما يقع منتجع حديقة الإمارات داخل حديقة الإمارات للحيوانات، وهو منتجع مناسب للعائلات تتميّز غرفه وأجنحته بتصميم عربي تقليدي وبإطلالة جميلة على حديقة الحيوانات، أو الكهف.

ويمكن لأفراد العائلة المشاركة في الأنشطة المجانية، بما في ذلك ورش العمل التفاعلية والتفاعل مع الحيوانات والعروض، كما يمكن للضيوف اختيار الشاليهات الفاخرة التي تتميز بشرفات تطّل على منطقة الزرافات.

تجمع «حديقة الإمارات للحيوانات» بين جنباتها منظومة الاستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي..

حيث انضمامها إلى «المنظمة العالمية لحدائق الحيوان والأحياء المائية» WAZA، ومنحها صفة عضو في المنظمة، يعكس التزامها الراسخ بحماية الحياة البرية والبيئة وبصون الطبيعة، ورعاية الحيوانات وتعزيز التعاون الدولي ضمن مجتمع المنظمة.

فالسياحة البيئية في دولة الإمارات تعتبر من الأهداف الأساسية التي تتماهى مع سياسات الدولة، وهي تُعدّ تجربة تزاوج بين الترفيه والتعليم من جهة والحفاظ على التنوع البيولوجي من جهة أخرى.

ولتدعيم هذا البعد، تعمل حديقة حيوانات الإمارات ضمن «ثلاثية» أهداف ترتكز إلى تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على الحياة البرية وتعزيز السياحة البيئية في أبو ظبي.

يرصد الدكتور وليد شعبان، الرئيس التنفيذي لحديقة الإمارات للحيوانات، الدور المتنامي للسياحة البيئية والمستدامة في جذب المزيد من السياح من داخل الدولة وخارجها، إلى دعم الحكومة لهذا النوع من السياحة، بما ينسجم مع أهدافها المناخية.

يعرب د.شعبان، وهو طبيب بيطري ومتخصص حدائق حيوان وحيوانات برية -دراسات عليا في إدارة حدائق الحيوان والأحياء المائية من جامعة ستراسبورغ/ إنكلترا-، عن فخره بحصول الحديقة على عضوية كاملة في «المنظمة العالمية لحدائق الحيوان والأحياء المائية» (WAZA)..

قائلاً «هذا الاعتراف يحفّزنا على مواصلة جهودنا المستمرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية حماية الحياة البرية ويعكس التزامنا بالاستدامة البيئية وتوفير أعلى المعايير في حماية الحيوانات ورعايتها»..

وتتمثل رؤية منظمة WAZA في أن تكون جهة رائدة موثوقة ومُعترف بها عالمياً في مجال الارتقاء بمعايير الحفاظ على الطبيعة ورعاية الحيوانات.

كما يلفت د.شعبان إلى أن «عملية التوعية البيئية تهدف لإرساء تغيير في سلوك الأفراد ليكونوا مشاركين فعّالين في الحفاظ على البيئة عبر تدعيم الجهود بين المجتمع والحكومات».

وتستند آليات التوعية على:

  • آليات التعليم غير الرسمي بما يمكّننا من استيعاب كل فئات المجتمع من مختلف الثقافات.
  • بناء برامج تستوعب الأعمار المختلفة من ثقافات ولغات مختلفة.
  • برنامج يومي في مجال التوعية البيئية والحث على المشاركة في حملات تنظيف للشواطئ والصحراء.
  • جلسات تعليمية حول صون الطبيعة، من خلال العروض التفاعلية، والجولات المصحوبة بمرشدين».

تعتبر الحديقة مثالاً حيّاً للاستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئة، حيث يتوقف د.شعبان عند الممارسات للوصول لحديقة حيوان مستدامة «نتخلص من النفايات العضوية ويتّم تحويلها إلى سماد عضوي يُعاد استخدامه..

كما نستبدل جميع أنواع الأكياس البلاستيكية بأكياس قابلة للتحلل من الحديقة نفسها، ويرتكز العمل على إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، ونقيم شراكة مع جهات أخرى مثل هيئة البيئة في أبو ظبي حيث أصبحنا أعضاء في شبكة المؤسسات الخضراء بناءً على رحلتنا».

تستهلك الحديقة مصادر الماء والكهرباء بشكل فعّال، مع خطة لاستبدالها بالطاقة الشمسية. فعلى سبيل المثال، تمّ اعتماد مجموعة من أنظمة إعادة تدوير المياه، ما ساعد على تقليل استهلاك المياه وبالأخص في مسابح الحيوانات.

الأفراد الهاربون من التكنولوجيا يتلمّسون إلهام الطبيعة دون تدخل البشر في «حديقة الإمارات للحيوانات»

نفذ د. شعبان مبادرات عدّة في قطاع إدارة حدائق الحيوان والأحواض المائية، وهو يتلمس البعد الاجتماعي والأسري لرحلات السفاري وأهميتها «تُبعد الأفراد وبالأخص الأطفال عن الشاشات وتدخلهم في المنظور البيئي..

هذه الرحلات تحررنا من أسر الشاشات والأجهزة وتتيح لنا التماس مع بيئة عذراء تتسم بالتوازن البيئي من زواحف، حشرات، حيوانات تعيش كلها في تناغم وتوازن».

ولا يقتصر دور حديقة الإمارات للحيوانات على الأبعاد الترفيهية، التعليمية والبيئية، بل تتعداها إلى أبحاث علمية عبر شراكات مع عدد من الجامعات..

تستهدف عدداً من الحيوانات منها المها العربي وغيره «هذه الأبحاث تصبّ في الحفاظ على البيئة وصون النوع والحياة البرية، لقد بدأنا هذه الأبحاث ونأمل أن تكون «حديقة الإمارات للحيوانات» منبعاً لنشر الثقافة البيئية ومركزاً للمبادرات في حماية كوكبنا».