من المعتاد أن نشاهد مجموعات من الرجال والنساء يؤدون أنشطة رياضية بجانب البحر أو حتى داخل «الجيم»، ولكن هل هذا الوقت يناسب الجنسين معاً ويحقق الهدف المطلوب بذات المستوى لكليهما؟
يبدو أن اختلاف طبيعة التركيبة الجسدية بين الرجل والمرأة تؤثر في مدى استفادة كل واحد منهما من الرياضة بحسب الوقت الذي يمارس فيه التمرين، وهذا ما أظهره العلم الحديث.
توقيت مختلف في دراسة صغيرة نشرتها مؤخراً مجلة «المنتهى في علم وظائف الأعضاء» تبين أن الوقت الأمثل من اليوم الذي يستفيد فيه الجسم من الرياضة يختلف بين الرجل والمرأة، وهذا بعد أن درس الباحثون كيفية استجابة أجساد الرجال والنساء لممارسة الرياضة في أوقات مختلفة من اليوم (الصبح مقابل الليل).
النساء يحرقن المزيد من الدهون أثناء ممارسة الرياضة خلال ساعات الصبح
تابعت الدراسة 27 امرأة و20 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عاماً ممن يعتبرون أفراداً «نشيطين للغاية» ولديهم تاريخ راسخ في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
أظهرت النتائج أن النساء يحرقن المزيد من الدهون أثناء ممارسة الرياضة خلال ساعات الصبح بينما يحرق الرجال المزيد من الدهون في الليل.
وتقول الدراسة إن النساء اللواتي يهدفن إلى تحسين ضغط الدم يحصلن أيضاً على نتائج أفضل من خلال ممارسة الرياضة في وقت الصبح. نتائج أفضل على مدار 12 أسبوعاً قام الباحثون بتحليل تأثيرات برنامج تدريبي متنوع (تمارين الاستطالة، وتمارين المقاومة، والسباقات المتقطعة، وتدريب التحمل) بنفس حجم التدريب النسبي.
قام المشاركون بواحد من أربعة تمارين روتينية مختلفة يوماً واحداً في الأسبوع ليصبح المجموع أربعة تمارين في الأسبوع. مارست إحدى المجموعات التمارين لمدة ساعة بين الساعة 6:30 صباحاً و 8:30 صباحاً، بينما اتبعت المجموعة الأخرى نفس إجراءات التمرين ولكن بين الساعة 6 مساءً و8 مساءً، ووجد الباحثون في مجموعة النساء أن ممارسة الرياضة صباحاً قللت من دهون البطن وضغط الدم لديهن بينما عززت التمارين المسائية من أداء العضلات، أما في مجموعة الذكور فقد أدت التمارين المسائية إلى زيادة أكسدة الدهون وتقليل «ضغط الدم الانقباضي» والشعور بالإرهاق.
ماذا يعني ذلك؟
خلصت الدراسة إلى أن الوقت من اليوم الذي يمارس فيه الشخص الرياضة قد يكون عاملاً مهماً لتحسين نتائج الصحة والأداء الناتجين عن التمرين الفردي لدى الأفراد النشطين بدنياً، وقد يكون مستقلاً عن نوعية الأطعمة التي يتناولها.
علاقة النوم بمدى فعالية التمارين الرياضية
يفسر بعض الخبراء هذه النتائج قائلين إن أنماط نوم النساء تختلف عن الرجال مما يساهم في اختلاف النتائج التي يمكن أن تحققها التمارين الرياضية، وقد يكون هناك دليل على أنه اعتماداً على الوقت من اليوم ونوع التمرين الذي يتم إجراؤه، وتمارين القلب مقابل تمارين القوة، هناك خيار مثالي للنساء والرجال لممارسة الرياضة.
وترتبط الاختلافات في دورات النوم بالاختلافات في أداء التمرين. ربما تكون النساء أكثر يقظة صباحاً مقارنة بالرجال، ويمكن أن تتعلق هذه الفكرة بحرق النساء المزيد من الدهون عند ممارسة الرياضة في هذا الوقت، ويرجع ذلك جزئياً إلى قدرتهن على الأداء بشكل أفضل عندما يكون الجسم أكثر يقظة خلال ساعات الصباح.
قد يكون الرجال أيضاً أكثر يقظة ولكن يكون الجسم أكثر استعداداً في المساء لممارسة الرياضة نتيجة للحاجة إلى تيقظ الجسم أثناء النهار ثم زيادة الانتباه لممارسة الرياضة في وقت لاحق في النهار أو في الفترة المسائية.
الوقت الأمثل لممارسة الرياضة
يقول الخبراء إنه في حالة تمارين المقاومة تصل درجة حرارة الجسم إلى ذروتها بين الساعة 4 مساءً و6 مساءً، ويُعتقد أنها السبب في المرونة والسرعة وقوة الذروة خلال هذا الإطار الزمني.
لذلك فإن الوقت الأمثل لتدريب المقاومة هو 4 مساءً حتى الساعة 6 مساءً للبدء في زيادة القوة والعضلات. فيما يتعلق بتمارين القلب والأوعية الدموية فإن القدرة على التحمل والتحمل العضلي تصل ذروتها من وقت مبكر إلى منتصف وقت الصباح، مما يعني أن هذا هو أفضل وقت لتمارين القلب والأوعية الدموية.
إن ممارسة النساء الرياضة في وقت الصبح تعزز فقدانهن للدهون بصورة عامة ودهون البطن بصفة خاصة كما تقلل من ضغط الدم وتزيد من قوة عضلات الجسم المنخفضة.
تزيد التمارين المسائية بشكل كبير من قوة عضلات الجزء العلوي من الجسم وقوتها وقدرتها على التحمل، وتعزز المزاج العام.
بالنسبة للرجال زادت القوة بعد ممارسة التمارين في الصبح والمساء لكن التمارين المسائية جلبت فوائد لكن مع انخفاض «ضغط الدم الانقباضي» والإرهاق وتحفيز أكسدة الدهون مقارنة بتمارين الصباح الباكر.