الكثيرات من النساء يخترن حمالة الصدر بناء على شكلها أو النسيج المصنوعة منه، ولكن هل هي مناسبة حقاً لهن؟ هل تسقط من الجانبين وتضغط على الإبط؟ من المهم للغاية أن تتحقق عدة شروط قبل اختيار حمالة الصدر وإلا فصحتكِ ستدفع الثمن.
يقول الأطباء إنهم يرون الكثيرات من النساء لا يرتدين حمالة الصدر المناسبة لهنّ، خاصة إذا كان الثديان كبيرين، فهما بحاجة إلى دعم صحيح. على سبيل المثال، في بحث أجري في أمريكا تبين أن 81% من النساء لا يرتدين حمالة صدر مناسبة، والنتيجة عواقب وخيمة تتجاوز مجرد تأثيرها في المظهر. ونستعرض في ما يلي بعض أهم المشاكل الصحية التي تسببها حمالة الصدر الخطأ.
ألم في الصدر والكتفين والظهر
من المؤسف القول إن مجموعة من الغدد الثديية تسبب الكثير من الألم، ولكن هذا هو الواقع؛ إذ يشير الأطباء إلى أن حمالة الصدر الضيقة جداً، يمكن أن تضغط على الصدر فتسبب إزعاجاً وألماً يمكن أن ينتشر ليصل إلى أضلاعك وكتفيك وظهرك. وفي المقابل، إذا ما كانت حمالة الصدر فضفاضة جداً قد لا توفر الدعم الكافي فتؤدي إلى ألم في الظهر والصدر؛ لأن عضلات دعم الثديين ستعمل آنذاك بمفردها.
ويضيف الأطباء أن المرأة في هذه الحال، يمكن أن تصاب بما يسمى الألم الرجيع، وهو الألم الذي يحدث نتيجة سبب ما في منطقة محددة، خاصة في الرقبة، فتشعرين وقتها بصداع نصفي وصداع عام. فكل شيء متصل ببعضه، حيث إن ارتداء حمالة صدر غير مناسبة يمكن كذلك، أن يسبب لكِ ألماً في أسفل الظهر وعضلات المؤخرة، إضافة إلى تأثيرها في طريقة مشيك. يمكن أن تتأثر حياتك اليومية برمتها إذا كان هناك شيء واحد ليس في مكانه.
ترهل سابق لأوانه
كوني حذرة بشكل خاص إذا ما كنتِ ممن يمارسن الرياضة بانتظام، لأن تحرّك الثديين إلى الأعلى والأسفل أثناء الركض مثلاً، يمكن أن يكون له تأثير بمرور الوقت؛ لذلك يجب أن يحصلا على الدعم. وفي حالات نادرة، يكون لدى النساء «الثدي الإبطي»، وهو حالة خلقية تتمثل في نمو أكياس من أنسجة الثدي خارج منطقة الثدي، وعادة ما تكون تحت الإبط. وغالباً ما تكون هذه الحالة غير ضارة ويمكن علاجها؛ لذلك فإن ارتداء حمالة صدر مناسبة ومريحة يمكن أن يساعد على احتواء الأنسجة كي لا ترتخي.
مشاكل في التنفس
من الطبيعي أنه عندما تكون حمالة صدرك ضيّقة جداً فستضغط على الجزء العلوي من جسمك ورئتيك وعظم القص. وحينذاك ستشعرين بضيق تنفس، فيؤثر ذلك في تدفق الحليب وإنتاجه أيضاً إذا ما كنت ترضعين طفلك.
وجع في الصدر
يمكن أن يؤدي الضغط على صدرك إلى الشعور بوجع في جلد الثدي والحلمتين، فالأنسجة في الثدي والحلمة حساسة للغاية، ما يعني أنها لا تتكيف مع الضغط عليها بواسطة المشابك والأحزمة الصغيرة جداً بالنسبة لها، كما أن السلك المعدني الذي يحفر في المنطقة أو يوخز لا يفيد الثديين بشيء على الإطلاق، لذلك يجب أن تتخلّصي من حمالات الصدر القديمة التي تغير شكلها أو فلت السلك منها.
تلف الأعصاب
تبرز هنا حالة تسمى «متلازمة مخرج الصدر»، وهي عندما تكون الأعصاب والأوعية الدموية مضغوطة فتسبب آلاماً في الرقبة وخدراً ووخزاً في الذراعين وقد تصل إلى اليدين. عادة ما يتم علاجها بمرخيات العضلات ومضادات الالتهاب التي يصفها الطبيب، ولكن مرة أخرى السبب هو حمالة الصدر. وإذا ما كانت حمالة صدرك من النوع الضيّق جداً، فإنها ستؤثر في الأعصاب مثل الضفيرة العقدية، وهي شبكة من الأعصاب في الكتف ترسل إشارات إلى الذراعين واليدين.
ما يجب أن تفعليه عند اختيار حمالة الصدر؟
الاهتمام بالقياس المضبوط
كي تتجنّبي أي مشكلة ذُكرت آنفاً، ارتدي حمالة صدر تناسبك فعلاً. من الضروري أن تراجعي القياس كل 6 إلى 12 شهراً، وليس كل بضع سنوات كما تفعل الكثيرات. لماذا تكرار القياس؟ يقول المختصون إنه من الشائع أن يتغير حجم الثدي على مر السنين، وأحياناً على مدار الشهر، بسبب التغيرات الهرمونية. وتزداد الأهمية إذا ما شعرتِ بتغير في وزنك. يجب أن يكون شريط حمالة الصدر مريحاً ومستوياً حول الثديين. كما ينبغي أن تكون المشابك محكمة ومريحة في الوقت نفسه، بدون فجوة ولا انتفاخ. ويجب أيضاً ضبط الأشرطة بحيث تلامس الجلد بدون أن تحفر الكتفين.
أثناء الحمل أو ما بعد الولادة
في هذا الوقت ستكون مسألة العثور على حمالة الصدر المناسبة أكثر أهمية؛ إذ من المرجح أن يزداد حجم ثدييك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وحتى أكثر بمجرد وصول الحليب. حمالات الصدر الجيدة مصممة لتتوسع كلما كبر حجم ثدييك، لذلك فإن المقاس المناسب مهم للغاية، حتى لو كانت حمالة صدر رياضية.
التخلص من آثار حمالة الصدر السيئة
خذي استراحة: في بعض الأحيان، عليك أن تخلعي حمالة صدرك بمجرد الوصول إلى المنزل. وعندما تفعلين ذلك احرصي على تدليك منطقة الثدي وكتفيك وصدرك برفق، وذلك كي تساعدي على استرخاء العضلات المشدودة أو الرقيقة.
زيدي الحرارة
ارفعي درجة الحرارة إذا شعرتِ بتيبّس وألم في ظهرك أو كتفيك أو عظم القص أو الرقبة، فأي شيء ساخن يمكن أن يساعد في تخفيف الانزعاج. خذي حماماً دافئاً أو ضعي شيئاً ساخناً على المنطقة التي تعانين منها. ضيفي أملاحاً تمنحك المغنيسيوم لتهدئة العضلات، وحاولي دحرجة كرة تنس مثلاً بين لوحي كتفك على الجزء الخلفي من حوض الاستحمام كي تتخلصي من الشد.
مارسي تمارين مدّ العضلات
أريحي صدرك وظهرك بحركات استطالة بسيطة. اشبكي يديك خلف جسمك وأديري كتفيك نحو الأمام عدة مرات ثم للخلف. ضعي كلتا يديك على كرسي أو سطح طاولة، وارفعي رأسك إلى الأعلى لعدة ثوانٍ كي تمتد عضلات ظهرك، واحرصي أيضاً على أن تكون وضعية جلوسك صحيحة، تأكدي من عدم تقاطع ساقيك، وأن قدميك مثبتتان على الأرض. عندما تكونين واقفة، قفي باستقامة وليس على جانب واحد، ولا تضعي وزنك بأكمله على ساق واحدة.
