28 مارس 2023

تعرّفوا إلى حالة "أنف الحمل"

محررة ومترجمة متعاونة

تعرّفوا إلى حالة

لا شك في أن هناك عدداً من التغييرات التي تصيب المرأة أثناء الحمل، واحدة منها استحوذت على اهتمام متابعي منصة «تيك توك»، وحصدت أكثر من 85 مليون متابعة وتفاعل، وهي تلك التي يطلق عليها «أنف الحمل».. فما هي هذه الحالة؟ وما حقيقتها؟

يؤكد البروفيسور آدم تايلور، أستاذ علم التشريح في جامعة لانكستر، أن التغيير الذي يحصل في جسم الحامل عادة ما ينتهي من تلقاء نفسه بعد نحو ستة أسابيع من الولادة. ومن أكثر التغيرات شيوعاً، تضخم الثدي وتورّم الكاحلين والغثيان والتعب، وهي أمور جربتها كل حامل ولها أسبابها البدنية والصحية. ولكن ما حقيقة ما يشاع بشأن التغيرات في سمات وجه الحامل والتي يقال إنها تحدث بشكل كبير وغير متوقع؟

تعرّفوا إلى حالة

تغير شكل أنف الحامل

لا يعرف بالتحديد عدد النسوة اللواتي تأثرن بهذه الحالة، ولكن ما هو أكيد تزايد إعلان العديد من النساء أنهن لاحظن أن أنوفهنّ قد توسعت وتغير شكلها أثناء الحمل. ووفقاً للخبراء، ومنهم البروفيسور آدم، فإن التغيرات الحاصلة في الوجه هي أكثر ما تلاحظه النساء. ويشير هذا البروفيسور إلى أن السبب وراء تغير شكل الأنف يعود إلى حدوث زيادة كبيرة في مستويات الهرمونات أثناء الحمل، خاصة زيادة هرمون الأستروجين، الذي يجعل الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم تسترخي؛ الأمر الذي يؤدي إلى دخول مزيد من الدم إلى أنسجة الأنف، فيجعله يتمدد ويتغير شكله، ويبدو أكبر وأكثر انتفاخاً مما يجب أن يكون.

ولكن لا داعي للقلق، حيث يبين الأطباء أن هذا التغير في شكل الأنف عادة ما ينتهي في غضون ستة أسابيع بعد الولادة، وذلك بمجرد عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.

تعرّفوا إلى حالة

فيديوهات «تيك توك» تكشف تغير أنف الحامل

واحد من المقاطع المنتشرة على منصة «تيك توك» حصد أكثر من 13 مليون مشاهدة، حيث نشرت مستخدمة صوراً لها قبل الحمل، عندما كان أنفها يبدو صغيراً وضيقاً، وصوراً أخرى لما بعد الحمل، حيث بدا الأنف أعرض كثيراً. وقالت في الفيديو: «أنا آسفة لأنني لست آسفة، ولكن يبدو أنني لن أتخلص من شكل أنفي أبداً».

وفي مقطع فيديو آخر نال أكثر من 4 ملايين مشاهدة، نشرت كيلي مارتينيز صوراً لها قبل الحمل، قائلة: «كان هذا قبل ستة أشهر من الحمل، لم يكن لديّ أنف كبير وكل شيء على ما يرام». وبعد أن كشفت عن صور لها بعد الحمل، حيث بدا أنفها منتفخاً، كتبت: «من هذه؟».

وهنا يعود البروفيسور آدم ليؤكد أن الزيادات الكبيرة في مستويات الهرمونات يمكن أن تسبب أيضاً نزيفاً في الأنف وانسداداً أو سيلاناً أو حكة في الأنف، وهي حالة تسمى طبياً «التهاب الأنف أثناء الحمل» وتصيب واحدة بين كل خمس حوامل؛ إذ وجدت دراسة أجريت في عام 2013، ونشرت في إحدى المجلات العلمية المرموقة، أنه من بين 117 حاملاً، كان 39% منهنّ يعانين التهاب الأنف أثناء الحمل.

تعرّفوا إلى حالة

تغييرات مهمة في جسم الحامل

ولكن يضيف الخبراء أن «أنف الحمل» ليس هو التغيير الجسدي الغريب الوحيد الذي تتعرض له النساء؛ بل إن عضلات القلب هي الأخرى تكون في فترة الحمل أكثر سمكاً ويتغير حجمها. والسبب في ذلك أن القلب يعمل بجهد أكبر في هذا الوقت، حيث تتسارع نبضاته بمعدل ثماني ضربات أكثر في الدقيقة، مقارنة بفترة ما قبل الحمل، وذلك من أجل ضخ كمية إضافية من الدم حول الجسم وإلى الجنين. وفي بعض الحالات تتضاعف كمية الدم التي تتدفق في جسم المرأة الحامل؛ إذ يساعدها هذا في ضمان وصول كمية كافية من الأوكسجين إلى الجنين لدعم نموه.

ومن الاختلافات الأخرى التي يشهدها جسم المرأة قبل وبعد الحمل، تغيرات في لون الجلد وصحة الفم وزيادة نمو الشعر. فزيادة مستويات الأستروجين والبروجسترون يمكن أن تجعل اللثة أكثر عرضة للنزيف والعدوى والضرر. وتشير الأبحاث إلى أن 70% من النساء الحوامل يعانين التهاب اللثة. كما أن الأسنان معرضة بشكل متزايد للتلف والتسوس أثناء الحمل، خاصة إذا ما كانت المرأة تعاني غثيان الصباح؛ لأن حامض المعدة يمكن أن يذيب البطانة الواقية للأسنان، وهناك حالات تشعر فيها المرأة الحامل بأن أسنانها «تهتز».