16 أغسطس 2023

آخر ضحاياها المؤثرة زانا سامسونوفا.. من هم الفواكهيون؟ ولماذا حمية الفاكهة خطِرة على الإنسان؟

محررة ومترجمة متعاونة

آخر ضحاياها المؤثرة زانا سامسونوفا.. من هم الفواكهيون؟ ولماذا حمية الفاكهة خطِرة على الإنسان؟

غالبيتنا لم يسمع إطلاقاً عن الفواكهيين، أولئك الذين يتبعون حمية غذائية صارمة تقتصر على تناول الفاكهة فقط، لكن وفاة المؤثرة النباتية «الانفلونسر» زانا سامسونوفا سلط الأضواء على هذه الحمية والملتزمين بها وجعل الأطباء يتحدثون عن مخاطرها، التي أودت بحياة هذه الشابة وربما هناك غيرها.

ما هي الفواكهية؟

هي حمية قائمة على الأطعمة النيئة وتستبعد تماماً جميع أنواع اللحوم والمنتجات الحيوانية. ولكن ما يميزها هي أن 55 إلى 75 فيالمئة من النظام الغذائي يجب أن يتكون في الغالب من الفواكه النيئة، مثل الموز والفراولة. كما يأكل بعض الفواكهيين أيضاً الحبوب، والبعض الآخر يتناول المكسرات والزيوت. وإضافة إلى ما نعتبره عادة فاكهة، فإن بعضهم قد يتناول كذلك الطماطم والخيار والفلفل والأفوكادو، لأنهم يعتبرونها فاكهة. وتسهم بعض هذه الأطعمة، مثل الأفوكادو، بمدهم بالدهون، بينما توفر المكسرات والحبوب بعض البروتينات.

آخر ضحاياها المؤثرة زانا سامسونوفا.. من هم الفواكهيون؟ ولماذا حمية الفاكهة خطِرة على الإنسان؟

ماذا حدث للمؤثرة زانا سامسونوفا؟

توفيت السيدة سامسونوفا، التي كانت تعيش في جنوب شرق آسيا، في 21 يوليو بسبب «عدوى شبيهة بالكوليرا»، ووفقاً لوالدتها، فإن حالتها ساءت بسبب «إرهاق الجسم بسبب اتباع نظام غذائي نباتي»، وفقاً لوالدتها.

مارست الفتاة، البالغة من العمر 39 عاماً والمعروفة على الإنترنت باسم Zhanna D'Art، «الصيام الجاف»، حيث كانت ترفض بشكل دوري تناول الطعام والشراب لعدة أيام.

عندما كانت تتناول الطعام، كانت تعيش بالكامل على نظام غذائي نباتي خام حصرياً يتكون من «الفواكه وبراعم بذور دوار الشمس وعصائر الفاكهة»، وهو نظام حافظت عليه طوال السنوات الخمس الماضية.

الجدير بالذكر أن الأنظمة الغذائية التي تستبعد مجموعات الطعام الكاملة قد اكتسبت زخماً في السنوات الأخيرة، بمساعدة المشاهير الذين شجعوا موجة الحمية الخالية من الكربوهيدرات أو خالية من السكر. وطوال السنوات الماضية اجتاحت أعداد هائلة من مقاطع الفيديو ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيها أشخاص يمجدون طريقة الفواكهيين.

في الحقيقة، كمية الفاكهة التي يجب تناولها الشخص حتى يتم اعتبار نظامه الغذائي مقتصراً على الفواكه، هو أمر مثير للجدل. ومع ذلك، فإن «القاعدة» الشائعة هي أن ما بين 55 في المئة إلى 75 في المئة من النظام الغذائي يجب أن يتكون في الغالب من الفاكهة النيئة، مع استكمال بعض الأشخاص لها بالمكسرات والبذور والحبوب.

يدعي أنصار هذا الاتجاه أنه يساعد على الهضم وترطيب الجسم، ويحسن الإدراك، ويمكن أن يمنحهم المزيد من الطاقة أو «إزالة السموم» من الجسم.

الممثل أشتون كوتشر
الممثل أشتون كوتشر

الأكثر شهرة من بينهم هو ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، الذي قضى بعض الوقت في حياته كأحد الفاكهيين، مدعياً أن ذلك يغذي إبداعه. وفي محاولة منه لإتقان أسلوب الشخصية قبل أن يلعب دور ستيفن جوبز في فيلم يتحدث عن سيرته الذاتية، حاول الممثل أشتون كوتشر اتباع نظامه الغذائي، وتناول الفاكهة فقط لمدة شهر، لكن نتيجة لهذه الحمية انتهى المطاف بكوتشر في المستشفى.

ما هي المخاطر الصحية لحمية الفاكهيين؟

سوء التغذية

في حين أن الفاكهة مغذية بلا شك، إلا أنها لا تمنح الجسم كل ما يحتاج إليه.

إن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يتكون في الغالب من الفاكهة النيئة سيؤدي في البداية إلى فقدان الوزن، لكن استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحتاج إليه الجسم على المدى الطويل يعني أن الجسم يكسر أنسجته العضلية لاستخدامها في الطاقة.

وتفتقر الفاكهة أيضاً إلى البروتينات، وسيؤثر نقصها في التئام الجروح وإشارات الأعصاب والهضم.

وفقاً لمؤسسة القلب البريطانية، يحتاج البالغون في المتوسط إلى 0.75 جراماً من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم، نحو 45 جراماً للنساء أو 55 جراماً للرجال في المتوسط. وتقول الجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل في بريطانيا أيضاً إن نقص السعرات الحرارية والدهون، وكلاهما لا يوجدان في الفاكهة، يمكن أن يتسبب أيضاً في جفاف الجلد، ويصبح الشعر هشاً ومتساقطاً.

يمكن للتغذية غير الكافية أيضاً أن تقلل من عدد أنواع معينة من خلايا الدم، ويمكن أن تسبب أيضاً التهاب البنكرياس، وهو التهاب يمكن أن يكون خطِراً، تشمل أعراض الحالة الألم والغثيان والقيء.

من ناحية أخرى، إذا كنت لا تراقب أحجام حصصك الغذائية، فقد تستهلك سعرات حرارية أكثر مما تحرقه. ويمكن أن يحدث هذا إذا كنت تتناول الكثير من الفواكه عالية السعرات الحرارية مثل الأفوكادو، والتي تحتوي على نحو 320 سعرة حرارية لكل منها، أكثر من برجر ماكدونالدز بالجبن.

ومن الأمثلة الأخرى على الفواكه ذات السعرات الحرارية العالية العنب الذي يوفر نحو 230 سعرة حرارية في كوبين، أو البابايا، التي تحتوي على نحو 150 سعرة حرارية لكل منها.

التأثير في الأسنان

من خلال تناول الفاكهة المملوءة بالسكر الطبيعي، يخاطر الفواكهيون بتناول أطنان من المواد الحلوة. ووفقاً للخبراء، فإن هذا النظام الغذائي قد يعرضك لخطر الإصابة بتسوس الأسنان.

يمكن أن يكون التفاح أيضاً مادة آكلة للأسنان البيضاء، مثل الحلوى أو الصودا، في حين أن البرتقال شديد الحموضة ويمكن أن يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان. وإلى جانب التأثير في مينا الأسنان، فقد تبين أيضاً أن السكر الزائد يتداخل مع إنتاج الكولاجين، وهو بروتين في الجلد يبقيه نضراً وشاباً.

نقص الفيتامينات

في حين أن معظم الفاكهة تعد صحية، ومع وجود الكثير منها غني بفيتامين C وبيتا كاروتين، فإن النظام الغذائي الذي يعتمد فقط تقريباً على الفاكهة سيكون مفتقداً للعديد من العناصر الغذائية. يمكن أن يشمل ذلك الحديد والكالسيوم وفيتامين ب، بما في ذلك فيتامين ب 12، وفيتامين دي والزنك وأحماض أوميغا 3 الدهنية.

يمكن أن يؤدي نقص هذه العناصر الغذائية، وخاصة فيتامين ب، إلى تلين العظام، المعروف طبياً باسم لين العظام، أو حتى فقر الدم، بما أن الجسم لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.

غالباً ما يعاني الفواكهيون من مستويات منخفضة من فيتامين ب 12 والكالسيوم وفيتامين دي واليود وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقر الدم والتعب وضعف جهاز المناعة.

عدم الراحة في الأمعاء وعدم انتظامها

الألياف جزء أساسي من نظام غذائي صحي ومتوازن. ويساعد تناول ما يكفي من الألياف في نظامك الغذائي على منع الإمساك وداء الرتوج، وهي أكياس صغيرة في الأمعاء تلتهب وتسبب آلاماً في البطن.

في حين أن الفاكهة غنية بالألياف القابلة للذوبان، حيث يتم هضمها في الجسم وتتفتت في القولون، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يسبب الإسهال. كما يمكن أن يؤدي التناول المفرط للألياف إلى معاناة الشخص من الغازات وتشنج وانتفاخ البطن المفرط. لذلك من المهم شرب كمية كافية من السوائل عند اتباع نظام غذائي غني بالألياف، لأن الألياف تمتص الماء.